الکاتب – موقع المجلس :
لم تتمكن الضجة الاعلامية التي أثارها قائد قوات الحرس سلامي وقائد فيلق القدس قاآني في الصحف الحكومية الصادرة يوم الاحد30 مايو بشان تدخلات النظام في فلسطين ودول أخرى في المنطقة، أن تغطي على أزمات النظام الداخلية والإقليمية. كانت الأزمات الاجتماعية والاقتصادية، من ناحية، والمقاطعات الشعبية لمهزلة الانتخابات، والصراع بين زمر النظام من أجل كرسي الرئاسة، تشكل الكثير من التغطية الصحفية.
حرب المياه أو حرب الشعب مع النظام!
تشير صحيفة آرمان في مقالها “صوت حرب الماء سمع من أصفهان” إلى حرب الشعب مع النظام الذي نهب حقوق الناس وكتبت: “حرب يجب أن نبحث عن جذورها في عدم كفاءة المدراء وانتهاك حقوق المواطنين الذين يعتاشون على هذه المصادر للرزق”.
وأشارت صحيفة إيران الناطقة باسم حكومة روحاني، إلى أزمة عدم ثقة الناس في النظام بشأن قضية التطعيم ضد كورونا ، وكتبت: “لا يمكن تجاهل انخفاض حجم رأس المال الاجتماعي في البلاد في السنوات الأخيرة. وهذا قلل من الثقة في النظام.”
“التلاعب القانوني” هو اعتراف صحيفة اعتماد الحكومية بنهب مجلس شورى النظام من جيوب المواطنين. وكتبت الصحيفة: “خطة ضريبة دخل الشعب المقدمة في البرلمان تشبه الشعوذة أكثر من أي شيء آخر. ستحفز هذه الخطة الحكومة على اتباع سياسة التضخم المفرط وركوب أكتاف الناس”.
وأضافت الصحيفة ساخرة “هذا هو حد فهم البرلمان الثوري في الشؤون الاقتصادية. إنهم لا يعرفون أنه لا يجوز فرض ضرائب على التضخم، بل من المفروض وضع ضرائب على الدخل. وتابع المقال : يجب فرض الضريبة على من يستورد البضائع ويشتريها ويبيعها بالتربح ولا تسجل أرباحه في أي مكان، بالطبع، ينفق جزء من هذه الأرباح على الحملات الانتخابية”.
ونقلت صحيفة “أفتاب يزد” في مقال تحت عنوان “غير مطلعين عما يجري في المجتمع” عن عدد من خبراء النظام قولهم عن مزاعم مرشحي النظام الانتخابي: “يبدو أن تقديم وعود غير واقعية أصبح جزءًا من العملية الانتخابية. في بعض الأحيان يبدو أن المسؤولين الذين يعيشون في هذا المجتمع لا يفهمون الوضع والبيئة من حولهم”.
وكتبت الصحيفة نقلاً عن خبير آخر في النظام: “بلادنا لم تتطور في أي من الأبعاد الاجتماعية والسياسية والاقتصادية و …. لا يستطيع الناس حتى التعبير عن مشاكلهم بشكل صحيح والاحتجاج. نصف مجتمعنا يعاني من الفقر والمشاكل الاجتماعية منتشرة. هناك قضايا تثار أثناء الانتخابات، لكن الناس لا يهتمون بها”.
تُظهر الأزمات الداخلية التي ورد ذكرها في الصحف الصادرة يوم 30 مايو، من أزمة المياه والجفاف إلى أزمة ارتفاع الأسعار والتضخم والبطالة، وأزمة النهب الحكومي المستمر، لمحة عامة عن حرب الشعب الإيراني مع نظام ولاية الفقيه.
مهزلة الانتخابات أو أزمة عدم شرعية النظام
في صحف كلتا الزمرتين الحاكمتين، هناك شيء واحد بارز وهو عدم ثقة الناس في الانتخابات وأن الحرب الرئيسية هي بين الشعب والنظام.
كتبت صحيفة همدلي في مقال “في وصف النظام السياسي الخافض نفسه” في إشارة إلى الحرب نفسها: الحقيقة أن نتيجة سياسة الإقصاء لن تكون سوى أزمة شرعية سياسية.
كما اعترفت صحيفة رسالت من عصابة مؤتلفة بأن الخلاف على أحكام مجلس صيانة الدستور منفصل عن قضايا الشعب وحذر من أن هذا الخلاف سيسبب شرخا في النظام. وكتبت عن الحملة على الزمرة المهزومة “التشكيك في مجلس صيانة الدستور يعتبر هدم النظام”، مضيفة: “التشكيك في المؤسسات القانونية في البلاد هو لعبة في يد العدو ولا يفك عقدة القضايا الحقيقية والمشاكل والعقدة وهموم الناس “. .
“مفارقة المؤهلات والاستبعاد” هو عنوان مقال في صحيفة جهان صنعت من الزمرة المهزومة، والتي كتبت عن عدم اهتمام النظام بصوت المواطنين: “والدليل على هذا الادعاء هو البيان الذي أدلى به المتحدث باسم مجلس صيانة الدستور قبل أيام، والذي قال في دوران بنسبة 180 درجة مقارنة بالانتخابات الرئاسية السابقة (التي كانت تؤكد وجود عدد كبير من الأشخاص في صناديق الاقتراع كعامل يقوي النظام ويزيد من شرعية الانتخابات) بأن المشاركة المنخفضة في الانتخابات الرئاسية لن تؤثر على شرعية نتيجة الانتخابات.”.
وأما صحيفة حمايت الناطقة باسم جهاز سجون قضاء الملالي فقد كتبت تحت عنوان “اليقظة في ساحة الانتخابات” وعبرت عن القلق من تداعيات الصراع بين الزمر على الرئاسة وانقسام قوات النظام قائلة: مع ذلك، فإن المرشحين الرئاسيين، المؤهلين وغير المؤهلين، لهم دور يلعبونه. كما أن القيادة شددت على أن الأشخاص الذين يدعون إلى عدم المشاركة ليسوا حريصين على الناس، وأنه لا ينبغي على الناس أن ينخدعوا بالمحتالين للابتعاد عن صناديق الاقتراع.