الکاتب:عبدالرحمن كوركي مهابادي :
إن تقاعس نظام الملالي وحكومة المعمم حسن روحاني عن علاج أبناء الوطن وتطعيمهم ضد إعصار وباء كورونا المروع واضح لدرجة أنه أجبر وسائل إعلام نظام الملالي وعناصره على أن يثيروا هذه القضية خوفًا من تبعاتها الاجتماعية. واستنادًا إلى اعتراف زالي، رئيس المقر الحكومي لمكافحة وباء كورونا في طهران، فإن جميع مدن البلاد تتعرض لظهور فيروس كورونا الجديد المتحور السريع العدوى.
وفي هذا الصدد، اعترف وزير الصحة، سعيد نمكي بأنه: ” سوف يجتاحنا إعصار أكثر ترويعًا مما شهدناه من فيروس ووهان” ( وكالة “إيران برس” للأنباء، 9 مارس 2021).
والحقيقة هي أن هذا الوضع الحرج والمؤسف جاء نتيجة لأداء نظام الحكم منذ اليوم الأول لظهرو الفيروس حتى الآن، سواء منذ أن أحجم زعماء النظام عن الإبلاغ عن تفشي فيروس كورونا في البلاد، أو منذ أن قللوا من خطورته وتظاهروا بأنه عابر وسرعان ما سينتهي. وعندما أضطروا إلى الاعتراف بتفشي هذا المرض الفتاك ماطلوا متعمدين في توفير اللقاح وعلاج أبناء الوطن ورفع الأزمة متذرعين بحجج واهية مضللة.
وعندما اضطر نظام الملالي إلى الاعتراف بتفشي وباء كورونا في البلاد، عارض روحاني صراحةً حجر المدن صحيًا، قائلًا: “ليس لدينا ما يسمى بالحجر الصحي على الإطلاق. وما يُشاع عن أنه يتم في طهران أو في بعض المدن حجر بعض المتاجر وبعض الوظائف أمر لا وجود له على الإطلاق. (قناة “شبكه خبر” المتلفزة، 15 مارس 2020).
كما قال إيرج حريرجي، مساعد وزير الصحة: ” إن الحجر الصحي لا يناسبنا على الإطلاق، فالحجر الصحي يعود إلى ما قبل الحرب العالمية الأولى، والطاعون والكوليرا وما شابه ذلك”. ( قناة “شبكة خبر” المتلفزة، 24 فبراير 2020).
وبصرف النظر عن موضوع الحجر الصحي، فإن أداء نظام الملالي في مجال الغربلة والاختبار والعلاج ينطوي على هذا الوضع المؤسف أيضًا.
وكتبت صحيفة “همدلي” في 10 مارس 2021، على لسان عالم الأوبئة قوله: ” لا يوجد حتى الآن نظام يمكن من خلاله اختبار المرض للجميع، في حين أن البعض حاملون للمرض دون أن تظهر عليهم الأعراض”.
ورهن نظام الملالي التطعيم العام وتطويره بالإنتاج الضخم لـ “لقاح كورونا الإيراني”.
وأعلن هذا الموضوع ”مخبر دزفولي“ ، رئيس المقر التنفيذي لأوامر خميني الملعون التابع لمقر خامنئي، قائلًا: ” لن يكون لدينا أي مخاوف بشأن لقاح كورونا خلال الشهرين ونصف الشهر المقبلين، حيث سيبدأ التطعيم العام باللقاح الإيراني اعتبارًا من الأسبوع الأول من شهر مايو 2021 أو الأسبوع الأخير من نفس الشهر”. ( وكالة “إيلنا” للأنباء، 9 مارس 2021).
بيد أن المراقبين واثقون من أن هذا الوعد لن يتحقق في هذا التوقيت.
وفيما يتعلق بعلاج المصابين بفيروس كورونا، ابتز نظام الملالي أبناء الوطن بقدر ما استطاع، وتسبب في أن يعيشوا في فقر وشظف العيش، كما لم يعالج الكثيرين أيضًا وتخلى عنهم في أتون كورونا ليلقوا حتفهم.
ويمكننا إدراك عمق الكارثة المتعلقة بالتكاليف الباهظة لعلاج فيروس كورونا عند مقارنتها بالحد الأدنى لأجور العمال الذي يبلغ حوالي 2 مليون تومان شهريًا. ففي الواقع، يعتبر دفع تكاليف علاج فيروس كورونا أمر لا يحتمل وقاصم للظهر، خاصة بالنسبة للأسر الفقيرة التي يصارع بعض أفرادها هذا المرض، وتحديدًا هذه الأيام التي أصبح فيها مرض كورونا أسريًا. وهذا هو السبب في أن وباء كورونا يقضي على حياة الفقراء أكثر من غيرهم”.
وبعد فترة طويلة، سمح خامنئي بسحب مليار دولار من صندوق التنمية الوطني لمواجهة أزمة كورونا، في حين أنه يتم إنفاق المليارات وحتى عشرات ومئات المليارات في البلدان الأخرى لمواجهة هذه الأزمة.
والجدير بالذكر أنه لم يتم تخصيص الميزانية اللازمة لمواجهة أزمة كورونا، على الرغم من أن المؤسسات العسكرية والأمنية، ولاسيما قوات حرس نظام الملالي يتمتعون بأعلى الإمكانيات الصحية والطبية، ويسيطر خامنئي والمؤسسات التابعة لمقره بمخالبهم القذرة على عشرات المليارات من الدولارات من رؤوس أموال البلاد.
والحقيقة المؤكدة هي أن نظام حكم الملالي لم يكن شفافًا مع المواطنين منذ اليوم الأول من تفشي وباء كورونا وانتهج سياسة الكذب المتعمد والمنظم لكي يبني حاجزًا أمام الانتفاضة الشعبية بأسْرِهم في فخ كورونا. لكن كان من الواضح منذ البداية أن هذا السلاح سينقلب في النهاية على صاحبه، وأن أي حالة وفاة بوباء كورونا سوف تزيد من الغضب والكراهية المتفجرة في المجتمع. وكانت انتفاضة سراوان والمواطنين غير البلوش نتاجًا لهذا الغضب والكراهية المتفجرة.