N. C. R. I : مع تزايد القلق والتوجس بين الطغمة الدينية الحاکمة في طهران وإنعدام الخيارات المفيدة لها في ظل الاحداث والتطورات الدولية وظهور العديد من المٶشرات التي تدل على إن إدارة الرئيس الامريکي الجديد بايدن لن تکون کإدارة أوباما ولايمکن أن تکون إمتدادا لها خصوصا مع ظهور بوادر مواقف أوربية متشددة من النظام فيما يتعلق ببرنامجه النووي ونهجه وسياساته غير المقبولة في تصدير التطرف والارهاب والتي تتجسد بصورة واضحة في تدخلاته في بلدان المنطقة، فإن صراع الاجنحة في داخل النظام المتهالك والآيل للسقوط تتصاعد بصورة ملفتة للنظر، وهذا الصراع لايجري بعيدا عن الازمات المزمنة التي يعاني منها النظام ولاسيما فيما يتعلق بعزلته الدولية وعدم ميل المجتمع الدولي فتح أبوابه أمام هذا النظام من دون التأکذ من إلتزامه بتنفيذ المطالب الدولية وعدم خرقها وإنتهاکها بأي وجه من الوجوه.
نظام الملالي ومن خلال مسرحية الاعتدال والاصلاح التي توضح کذبها وزيفها وبصورة واضحة جدا خلال فترة حکم روحاني الممتدة من أغسطس/آب2013، وحتى يومنا هذا حيث تأکد للمجتمع الدولي بأن معظم مزاعم الاعتدال والاصلاح التي أطلقها روحاني ومن قبله خاتمي لم تکن إلا مجرد بالونات مشحونة بالکذب والخداع وإنه لم يتحقق شيئا منها على أرض الواقع وإن هذا الجناح التمويهي کان ولايزال هدفه الاهم والاساسي هو إنقاذ النظام من أزماته وإيصاله الى بر الامان وليس أي شئ آخر، ويبدو إن روحاني وبعد أن وصل الى طريق مسدود بعد إفتضاح أمره أمام العالم فإن جناح خامنئي بعد أن لمس ذلك وفي سيناريو مکشوف ومفضوح، يريد أن يلقي بتبعية کل الاوضاع الحالية المتأزمة والتي هي حصيلة حکم فاشل ممتد عبر العقود الاربعة الماضية، على کاهل روحاني وزمرته وليس تبرئة نفسه من ذلك بل وحتى طرح نفسه کمنقذ خصوصا بعد أن قام خامنئي بتقديم إقتراحه المثير للسخري والتهکم والخاص بما يسمى ب”الحکومة الاسلامية الفتية” والتي هي إمتدادا لطروحات وشعارات واهية ومخادعة أخرى ثبت وأن لمس الشعب کذبها وخوائها.
اليوم وفي ظل الاوضاع الحرجة التي يواجهها هذا النظام على الاصعدة الداخلية والاقليمية والدولية وإزدياد الضغوطات عليه أکثر من أي وقت مضى وعدم وجود أي أفق للخلاص، فإن صراع الاجنحة يتصاعد بين قيادات ومؤسسات النظام القرووسطائي وإن روحاني عندما ينادي مشتکيا من تقييد صلاحياته وأعضاء حكومته، قائلا إن مجلس الشورى لا يمكنه “الإشراف” على عمل الوزراء، و”هذه الفقرة غير واردة في الدستور”، و أضاف خلال كلمة ألقاها في اجتماع حول “الحقوق الدستورية والمواطنة” اليوم أن “بعض النواب يقولون يجب أن نراقب عمل الوزراء، لكن هذا تفسير غير كامل للدستور”. وتابع: “يحق للنواب توجيه أسئلة للوزراء والحكومة لكن الإشراف على عمل الوزراء ليس من اختصاص البرلمان بل عمل الرئيس”، ويبدو واضحا بأن روحاني لايريد أن يصبح هو وزمرته بمثابة کبش فداء لأخطاء وفشل مزمن للنظام منذ بدايات حکمه وحتى الان، وهو يريد أن ينفذ بسلام من هذه المعمعة ولاسيما بعد أن قربت فترة حکمه الى نهايتها.
الاوضاع الداخلية المتأزمة وتزايد مشاعر الرفض والکراهية بوجه النظام وحراجة موقف النظام بالنسبة لتدخلاته في بلدان المنطقة ووصولها الى مفترقات غير عادية تنذر بالخوف للنظام ولاسيما بعد أن صارت شعوب البلدان الخاضعة لنفوذ هذا النظام تجاهر برفضها وکراهيتها له وتطالب بإنهاء نفوذه وحل الميليشيات والاحزاب العميلة التابعة له، وفي ظل سير الموقف الدولي نحو من المزيد من التماسك بوجه النظام وبشکل خاص فيما يتعلق بالموقف من الاتفاق النووي وضرورة أن يتم إعادة النظر فيها وعدم بقائها بتلك الصيغة السابقة التي إستغلها النظام کثيرا وقام بخرقها وإنتهاکها بصورة ملفتة للنظر، فإن خامنئي کما يبدو يراهن حاليا على تأجيج الصراع بحثا عن حلول لمشاکل وأزمات النظام وأملا في العبور بسلام الى الضفة الاخرى ولکن کيده وکيد نظام وکما ستثبت الايام في ضلال.
Privacy Overview
This website uses cookies so that we can provide you with the best user experience possible. Cookie information is stored in your browser and performs functions such as recognising you when you return to our website and helping our team to understand which sections of the website you find most interesting and useful.