بحزاني – منى سالم الجبوري
لايوجد هناك من أي شك بشأن القلق العميق الذي بدأ يساور القادة والمسٶولون في نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية ولاسيما بعد الاصداء والانعکاسات غير العادية التي تداعت وتتداعى عن عملية محاکمة الدبلوماسي الارهابي أسدالله أسدي وزمرته الارهابية في بلجيکا إذ لايبدو إن الاوساط السياسية والاعلامية في العالم عموما وفي أوربا بشکل خاص لازالت تجد الکثير من الصعوبة لفهم وهضم المخطط الارهابي الذي کان أسدي وزمرته يريدون تنفيذها، حيث إن القيام بتفجير في قاعة تکتظ بمايناهز ال100 ألف فردا، کان سيٶدي الى حدوث مجزرة غير عادية وإن الذي يجعل هناك صعوبة في فهم وهضم هذا المخطط الارهابي المغالي في دمويته هو إنه کان يتم تنفيذه بأمر صادر من قادة النظام الايراني أنفسهم، ومن هنا فإن ترکيز الاضواء على هذه القضية وعلى محاکمة الارهابي أسدي وزمرته سيبقى من الصعب تخفيفه أو صرف النظر عنه مالم يتم التصدي لهذه القضية بحرص وجدية بالغة.
الانظار الدولية متجهة الى محاکمة أسدي وزمرته وتنتظر إدانته والحکم عليهم بفارغ الصبر وخصوصا بعد أن صار واضحا بأن الادلة کلها ضدهم، لکن لايبدو إن قرار إدانتهم والحکم عليهم مع ضرورته سيکون کافيا بالنسبة للأوساط السياسية والاعلامية في العالم، فهناك مايمکن وصفه بحراك سياسي غربي يهدف الى التصدي لهذه القضية من زوايا أکثر قوة وتأثيرا على النظام الايراني، ولعل إصدار اللجنة الدولية للبرلمانيين من أجل إيران ديمقراطية واللجنة البريطانية لحرية إيران BCFIF بيانا حثت فيه المملكة المتحدة والدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي على إعادة النظر في سياستهم تجاه إيران وبذل المزيد لحماية أوروبا من إرهاب الحكومة الإيرانية بعد محاكمة دبلوماسي إيراني في بلجيكا بتهمة الإرهاب الأسبوع الماضي. هو خطوة بهذا الاتجاه ولاسيما وإن هذا البيان الصادر يٶيده 240 مشرعا من 19 دولة أوروبية مختلفة، والملفت للنظر إن بيان البرلمانيين الاوربيين هذا والذي هو بمثابة مبادرة لهم قد شددوا على إنه: “بصرف النظر عن العملية القضائية التي تجري بشكل مستقل في بلجيكا، نعتقد أن الوقت قد حان لإعادة النظر في التعامل مع إرهاب الحكومة الإيرانية”. مضيفين من إنه:” بالنظر إلى استخدام النظام الإيراني للغطاء الدبلوماسي لتنفيذ أعمال إرهابية، يجب توجيه التحذيرات العملية اللازمة لطهران، مثل إغلاق سفاراتها وطرد سفرائها ودبلوماسييها”، وإستخلصوا کنتيجة لذلك من إنه: “وفقا لإعلان الاتحاد الأوروبي الصادر في 29 أبريل / نيسان 1997، يجب طرد عملاء مخابرات طهران، الذين يستخدمون غطاء الدبلوماسيين والصحفيين ورجال الأعمال، وما إلى ذلك، كالمؤسسات الدينية والثقافية للنظام في أوروبا. يجب إغلاق المراكز الإرهابية ومراكز التطرف”، وهذا يعني بأن هذه القضية ولخطورتها وحساسيتها المفرطة وخصوصا بعد أن صار واضحا بأن االنظام الايراني يقوم بإستغلال سفاراته وقنواته الدبلوماسية من أجل تنفيذ مخططات إرهابية، لايمکن أن يتم صرف النظر عنها بسهولة وإن الباب الذي فتحه الارهابي أسدي من خلال مخططه الارهابي هذا لايمکن إغلاقه مالم يتم إتخاذ إجراءات ومواقف جدية صارمة وحاسمة تجاهه.