الگاردینیا – منى سالم الجبوري: کل مايبدو في طهران حاليا وفي ضوء الاحداث والتطورات الجارية فيما يخص الاوضاع في إيران داخليا وخارجيا، تتجه نحو إستخلاص نتيجة وحصيلة عامة تتجلى في إن کل المحاولات التي يبذلها نظام الجمهوريـة الاسلامية الايرانية من أجل مواجهة تلك الاوضاع التي تحاصره وتکاد أن تخنقه، لا تجدي نفعا، وهذا الامر ينعکس سلبا على الاوساط السياسية الحاکمة في طهران والذي بات يتبلور أکثر فأکثر في عملية الانقسام والاختلافات الجارية بين جناحي النظام.
الاختلافات الحالية الجارية بين الجناحين والتي إزدادت حدة في الآونة الاخيرة، هي في الحقيقة نتيجة طبيعية يجب توقعها في نظام دکتاتوري کالنظام الايراني، ذلك إن الانظمة الدکتاتورية تواجه حالات الاختلاف والانقسام في أعلى السلطة عندما تتفاقم مشاکلها وتصل الى طريق مسدود خصوصا عندما تواجه رفضا داخليا واسعا وتکون في مواجهتها معارضة نشيطة وفعالة ولها شعبية واسعة. وإن تصاعد أصوات من داخل الترکيبة الحاکمة في إيران والداعية من جانب الى إقالة روحاني ومن جانب آخر الى إعدامه وکذلك ماجاء من طرف جناح روحاني بالتلميح من إن وخامة الاوضاع تعود الى الدور والقيادة الفاشلة للمرشد الاعلى للنظام!
النظام الايراني الذي يترقب تطورات الاحداث والتداعيات والمستجدات الناجمة عنها، ولاسيما فيما يتعلق بثلاثة أمور حساسة وبالغة الاهمية له وهي:
الاول: مع إقتراب موعد الذکرى الاولى لإنتفاضة 15 نوفمبر2019، والتي يتخوف النظام کثيرا من إندلاع واحدة أعنف منها في أية لحظة، فإن النچظام يعيش حالة ترقب غير عادية بهذا الصدد..
الثاني: محاکمة الدبلوماسي الارهابي أسدالله أسدي في بلجيکا والتي ستجري في أواخر شهر نوفمبر القادم ومايمکن أن يتداعى عن نتيجة إدانة أسدي والتي واردة لأن کل الادلة ضده وضد النظام الايراني،
الثالث: الدور والنشاط والتحرکات الاستثنائية التي تقوم بها المقاومة الايرانية بقيادة السيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية على الصعيدين الداخل والخارجي وتأثيرات وإنعکاسات ذلك على النظام ولاسيما في ضوء شهادات دولية تٶکد جدارة المقاومة الايرانية وأفضليتها کبديل لهذا النظام.
في ظل هذه الامور الثلاثة التي تعتبر کل واحدة منها بمثابة أسوأ کابوس للنظام، فإنه من المتوقع والطبيعي جدا أن يزداد حدة الخلاف والانقسام في هرم سلطة نظام ولاية الفقيه حتى يصل الى حد المطالبة بإعدان روحاني، خصوصا وإن هذا النظام قد وصل الى حالة يمکن وصفها بالميٶوس منها بعد أن إنعدمت خياراته وصار محاصرا في دائرة تضييق به يوما بعد يوم.