
شجريان..الفن عندما يقف بوجه الاستبداد والظلم
صوت کوردستان – سعاد عزيز: لم يکن غريبا ومفاجئا أن يتسبب وفاة الفنان الايراني”محمد رضا شجريان” بتلك الحالة غير الاعتيادية من الاحتجاجات وإطلاق الهتافات الاحتجاجية ضد نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، خصوصا وإن الشعب الايراني وطوال العقود الاربعة من حکم هذا النظام قد عانى الامرين من محاربة هذا النظام للفن والفنانين ولکل أنواع النشاطات الثقافية التي تبرز الابداع الانساني فيها، والذي جعل مناسبة وفاة هذا الفنان متنفسا لإطلاق هتافات وشعارات ليس ضد النظام عموما وإنما ضد المرشد الاعلى للنظام خامنئي خصوصا، هو إن هذا النظام قد منع أغاني هذا الفنان وجعله في قائمة الممنوعات وماأکثرها في ظل نظام ولاية الفقيه.
شجريان الذي أکد مرارا وفي مقابلات متباينة من إنه نظاما ديكتاتوريا يريد منه أن يندم لكنه يرفض ذلك. وقد نقل عنه إنه قد قال في حفل تأبيني للشاعر حافظ الشيرازي في مايو 2015 ردا على طلب الحضور منه لکي يغني: “أعيش في بلد لم يكن لدي فيه الحق في أن أغني لشعبي منذ عدة سنوات”، والذي يثبت ويٶکد مدى خوف السلطات الحاکمة في إيران من أن تتحول مناسبة وفاة هذا الفنان الى شرارة لإندلاع إنتفاضة عارمة ضده خصوصا وإن الملايين من أبناء الشعب الايراني من محبيه، إنها”أي السلطات الايرانية”، قد منعت المواطنين الذين حضروا الي مقبرة طوس، في مشهد، بمحافظة خراسان، من المشاركة في دفنه بعد أن هتف الالاف من محبي هذا الفنان أمام مستشفى جم في طهران، ضد القوات الأمنية، ويكررون هتافات “الموت للديكتاتور” في إشارة إلى المرشد الإيراني علي خامنئي.
المعارضة الايرانية النشيطة المتواجدة في الساحة والمتمثلة في المجلس الوطني للمقاومة الايرانية، لم تتمکن من تلافي وتجاهل هکذا مناسبة غير عادية تهم الشعب الايراني، ولذلك فقد کان منتظرا ومتوقعا أن تبادر السيدة مريم رجوي، رئيسة المجلس الى توجيه رسالة تعزية لعائلته بشکل خاص وللشعب الايراني بشکل عام بهذه المناسبة حيث قالت في رسالتها:” أقدم عزائي إلى الشعب الإيراني ووسط الفنانين وأقارب وأصدقاء شجريان لفقد أحد أعظم فناني إيران . بالطبع، فإن الأعمال الفنية الرائعة لشجريان باقية وهي من بين الأرصدة القيمة للفن الوطني.” وأبرزت رجوي في رسالتها الجوانب الابداعية لهذا الفنان الايراني الکبير عندما أضافت:” كان شجريان أحد الفنانين الذي، ابتكر أساليب جديدة واستخدم ذوقه الرفيع وموهبته الفطرية، و بتقديم أعماله قد طور الموسيقى والغناء الإيراني الأصيل مع الحفاظ على مبادئها وأسسها منذ أوائل السبعينيات” وأشارت الى محاربة النظام الايراني له عندما أکدت في سياق رساتها بأنه قد:”أظهر نظام الملالي المناهض للفن، والذي لا يتحمل أي صوت آخر، في رد فعل خسيس، حقده اللاإنساني من خلال حرمان شجريان من أدائه في الحفلات، وكذلك وقف دعاء “ربنا الخاص لشهر رمضان” بصوته من الإذاعة والتلفزيون.”