
هل التغيير ضروري لإيران؟
صوت کوردستان – سعاد عزيز: بعد حکم إمتد لأربعة عقود، يقف نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية أمام منعطف إستثنائي يمکن أن يحدد مصيره في الانهيار والسقوط أو في البقاء والاستمرار، وهذا المنعطف من أهم وأخطر مايميزه ويعطيه سمة غير عادية، تلك الازمة العامة الطاحنة التي تحيط بالنظام من کل جانب، وهي أزمة صار العالم کله على إطلاع بها وإن الحديث عن مفردات نظير المحنة والمأزق والمشکلة العويصة باتت تترادف مع تناول أوضاع هذا النظام، بل وإن الذي يٶکد على خطورة الاوضاع في إيران أکثر فأکثر، إن القادة والمسٶولون الايرانيون بأنفسهم يعترفون بذلك ويقرون بأنهم أمام مرحلة صعبة جدا قد تطيح بالنظام إذا لم يجدوا حلا للأوضاع السلبية على مختلف الاصعدة والذي يلفت النظر أکثر، إنهم”أي القادة والمسٶولون” يٶکدون بأنه ليس هناك من أي حلول أو معالجات ممکنة وشافية لهذه الاوضاع!
الازمة التي تعصف بالنظام الايراني وکما أشرنا آنفا، على أکثر من صعيد، ولأول مرة نجد النظام يقف موقف العاجز أمام أزمته وليس يعترف بها فقط وإنما يعترف أيضا بعدم إمتلاکه القدرة على مواجهتها والتصدي لها، وهذا الاعتراف يأتي على لسان کبار القادة بل وحتى على لسان المرشد الاعلى للنظام والذي يبدو إن تدهور الاوضاع ووصولها الى طريق مسدود أجبرت خامنئي على الاعتراف مرغما وعلى مضض بأن مجاهدي خلق تمتلك شعبية کبيرة في داخل أوساط الشعب الايراني وإن الشباب ينضمون الى صفوفها، والاهم والاخطر من ذلك إن هذا الاعتراف يأتي مترادفا مع تطور آخر غير عادي وهو صعود نجم المقاومة الايرانية کبديل سياسي ـ فکري للنظام وإتجاه الانظار الدولية إليها، ولاشك إن السر وراء هذا الامر هو تعاظم دور وتأثير المقاومة الايرانية في داخل وخارج إيران وبروزها کأکبر قوة للمعارضة بحيث تستوفي کل الشروط اللازمة للإمساك بزمام الامور وإدارة إيران مابعد هذا النظام.
کل هذه التطورات والامور، الى جانب الدور السلبي للنظام الايراني على مختلف الاصعدة وکونه قد شکل ويشکل عقبة کبيرة أمام السلام والامن والاستقرار في المنطقة والعالم، دفعت وتدفع ليس الى طرح موضوع التغيير في إيران بقوة فحسب وإنما حتى الى لفت الانظار الى ضرورته وحتميته بعد أن صار واضحا بأن هذا النظام قد أصبح مثل ذلك الذي إستنفذ عمره الزمني وصار غير نافع ومجدي ويجب تغييره لأن ذلك أمر حتمي ليس له أي خيار آخر، ولذلك فإن قضية التغيير ووجوبها صارت الشغل الشاغل للشعب الايراني وللمهتمين بالشأن الايراني خصوصا وإن الجميع يعتقدون بأن الايام القادمة ستحمل في دفتيها الکثير من الاحداث والمستجدات التي ستقلب الامور في طهران رأسا على عقب.