
لا احد يشكك في حق ايران في الطاقة النووية السلمية. لا بل تضمن عرض الحوافز، الى مكاسب اخرى، التزام تطوير هذه الطاقة.
وهو العرض الذي ما زال قائماً، ومن المفترض ان تعطي طهران ردها عليه بعد ايام. لكن الديبلوماسية الايرانية استغلت، في السابق، تعارضات في المواقف بين الدول الكبرى، لمنع تشديد العقوبات عليها. لكن هذا النجاح بات يواجه جبهة موحدة بين «الست الكبار»، ما يعزز إبقاء الملف في يدي مجلس الامن وتالياً تشديد العقوبات التي هدد بها كل من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والمانيا. ولم تعد الصين اشد المعارضين سابقاً عن العقوبات وروسيا اقرب الاصدقاء لإيران في موقع خرق هذه الجبهة. لا بل اعربتا عن القلق من المعلومات عن المنشأة الجديدة و «سريتها» حتى الآن. وطالبتا طهران بالتعاون الكامل مع مفتشي وكالة الطاقة الذرية الذين يشكون من قلة هذا التعاون، وإخضاع المنشأة الجديدة للتفتيش.
هذا يعني ان الرهان الايراني على تشقق الجبهة الدولية لم يعد رهاناً رابحاً، كما كان في السابق. وقد تجد ايران نفسها، في حال فشل جولة المفاوضات المقبلة مع «الست الكبار»، في وضع صعب لا تستطيع معه تفادي تشديد العقوبات الدولية، كمرحلة اولى.
قد تكون الحملة الغربية الحالية على ايران مرتبطة، ولو في شكل غير مباشر، بملف الشرق الاوسط، خصوصاً التحريض الاسرائيلي على طهران هروباً من استحقاقات السلام. وقد يكون الموقف الروسي مرتبطاً بإلغاء خطط الدرع الصاروخية الاميركية في اوروبا الشرقية. لكن ايران هي التي قدمت، وعلى طبق من فضة، الحجج التي تغذي هذه الحملة. وذلك من خلال السعي الى تخصيب اليورانيوم في منشأة جديدة تملك مواصفات التخصيب لبرنامج عسكري.
وعندما ابلغت طهران وكالة الطاقة النووية بوجود هذه المنشأة، كانت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا تعلم بوجودها منذ فترة طويلة على ما يبدو. ويعتقد بأن طهران لم تبلغ الوكالة بوجود هذه المنشأة الا بعدما شعرت ان لدى هذه الدول الغربية مستمسكاً قوياً عليها، وتستخدمه في الحملة لدى روسيا والصين، وأن الرئيس باراك اوباما ستستفيد من الحشد الدولي في قمة العشرين ليطلق الحملة على البرنامج النووي الايراني.
بكلام آخر، لم تكشف ايران المنشأة الا بعدما تأكدت انها لم تعد سراً. وهذا ما وضعها في موضع الاتهام ازاء وكالة الطاقة وفي موقع التعارض مع قرارات مجلس الامن. ومن هنا الاتهام الروسي المباشر لطهران بخرق القرارات الدولية. وربما هذا ما يفسر المواقف الايرانية المهادنة بعد المؤتمر الصحافي الثلاثي الاميركي – الفرنسي – البريطاني في بيتسبرغ. اذ قلل المسؤولون الايرانيون من الاهمية التقنية للمنشأة وأبدوا الاستعداد لاخضاعها للتفتيش، ولفتوا الى كونهم ابلغوا وكالة الطاقة بوجودها ليردوا على تهمة العمل على برنامج سري.
لكن هذا الكلام الذي اتاح لايران في السابق ان تدير بنجاح نسبي غموض ملفها النووي لم يعد قابلاً للتصديق حتى من اقرب حلفائها الدوليين. وسيكون امام مفاوضيها بعد ايام جبهة دولية متماسكة نسبياً تطالبهم برد واضح على عرض الحوافز وتقديم ضمانات حول طبيعة برنامجها النووي قابلة للتحقق منها عبر الوكالة الدولية.
هذا يعني ان الرهان الايراني على تشقق الجبهة الدولية لم يعد رهاناً رابحاً، كما كان في السابق. وقد تجد ايران نفسها، في حال فشل جولة المفاوضات المقبلة مع «الست الكبار»، في وضع صعب لا تستطيع معه تفادي تشديد العقوبات الدولية، كمرحلة اولى.
قد تكون الحملة الغربية الحالية على ايران مرتبطة، ولو في شكل غير مباشر، بملف الشرق الاوسط، خصوصاً التحريض الاسرائيلي على طهران هروباً من استحقاقات السلام. وقد يكون الموقف الروسي مرتبطاً بإلغاء خطط الدرع الصاروخية الاميركية في اوروبا الشرقية. لكن ايران هي التي قدمت، وعلى طبق من فضة، الحجج التي تغذي هذه الحملة. وذلك من خلال السعي الى تخصيب اليورانيوم في منشأة جديدة تملك مواصفات التخصيب لبرنامج عسكري.
وعندما ابلغت طهران وكالة الطاقة النووية بوجود هذه المنشأة، كانت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا تعلم بوجودها منذ فترة طويلة على ما يبدو. ويعتقد بأن طهران لم تبلغ الوكالة بوجود هذه المنشأة الا بعدما شعرت ان لدى هذه الدول الغربية مستمسكاً قوياً عليها، وتستخدمه في الحملة لدى روسيا والصين، وأن الرئيس باراك اوباما ستستفيد من الحشد الدولي في قمة العشرين ليطلق الحملة على البرنامج النووي الايراني.
بكلام آخر، لم تكشف ايران المنشأة الا بعدما تأكدت انها لم تعد سراً. وهذا ما وضعها في موضع الاتهام ازاء وكالة الطاقة وفي موقع التعارض مع قرارات مجلس الامن. ومن هنا الاتهام الروسي المباشر لطهران بخرق القرارات الدولية. وربما هذا ما يفسر المواقف الايرانية المهادنة بعد المؤتمر الصحافي الثلاثي الاميركي – الفرنسي – البريطاني في بيتسبرغ. اذ قلل المسؤولون الايرانيون من الاهمية التقنية للمنشأة وأبدوا الاستعداد لاخضاعها للتفتيش، ولفتوا الى كونهم ابلغوا وكالة الطاقة بوجودها ليردوا على تهمة العمل على برنامج سري.
لكن هذا الكلام الذي اتاح لايران في السابق ان تدير بنجاح نسبي غموض ملفها النووي لم يعد قابلاً للتصديق حتى من اقرب حلفائها الدوليين. وسيكون امام مفاوضيها بعد ايام جبهة دولية متماسكة نسبياً تطالبهم برد واضح على عرض الحوافز وتقديم ضمانات حول طبيعة برنامجها النووي قابلة للتحقق منها عبر الوكالة الدولية.