إعتراف قبيح کقبح نظام الملالي
فلاح هادي الجنابي – الحوار المتمدن : ليس من عادة نظام الملالي القمعي أبدا الاعتراف بالحقائق وکشفها إلا بعد أن يضطر الى ذلك إضطرارا ولايجد أي مجال للتملص أو التهرب من الاعتراف، لکنه وفي نفس الوقت وعندما يقدم على الاعتراف فإنه يقوم بالادلاء بإعتراف مشوه يحرف الحقائق ويتلاعب بها حتى يبدو أحيانا بأن عدم الادلاء بهذا الاعتراف کان أفضل من هذا الاعتراف المشوه والقبيح.
إنتفاضة نوفمبر/تشرين الثاني2019، التي أرعبت النظام وجعلت فرائصه ترتعد خصوصا بعد أن رأى إصرار الشعب واضحا على إسقاط النظام، هو مادفع بالنظام من جراء حالة الرعب والهلع التي إنتباته أن يقوم بعمليات قتل وإبادة للمنتفضين من أجل المحافظة على النظام وعدم سقوطه، ومن دون شك فإن الوحشية التي واجه بها جلاوزة النظام وأجهزته القمعية الشعب الايراني المنتفض، أدت الى سقوط أعداد کبيرة من الشهداء وهو أمر لفت أنظار الاوساط السياسية والحقوقية والاعلامية في العالم وجعلتها تسلط الاضواء على تلك المجزرة الرعناء للنظام والتي سعى لإنکارها في البداية ولکنه وبعد أن تمکنت الشبکات الداخلية لمنظمة مجاهدي خلق من کشف الکثير من المعلومات بالارقام والمستمسکات وبعد أن أسقط في يد النظام ولم يعد له من مجال، فإنه وکعادته وکما أوردنا في بداية هذا المقال وبعد إلتزام صمت وسکوت إستمر لسبعة أشهر، فإن النظام بادر الى الادلاء بإعتراف مشوه وقبيح بشأن أعداد الشهداء.
إعتراف رحماني فضلي، وزير داخلية نظام الملالي بقتل حوالي 200 شخص في انتفاضة نوفمبر/تشرين الثاني المنصرم، قائلا إن 40 أو 45 شخصا، أو حوالي 20 بالمائة منهم، قتلوا بأسلحة غير مرخص بها! هو إضافة الى إنه إعتراف مخجل فإنه مشوه وقبيح ومحرف الى أبعد حد ذلك إن رحماني فضلي وهو يسعى من أجل التقليل من عدد الشهداء في انتفاضة نوفمبر الماضي إلى حوالي 10 في المائة، باستشهاد أكثر من 200 شخص، ولكن خوفا من كشف الحقيقة زعم بطريقة مضحكة أن 20٪ منهم قتلوا بأسلحة غير مرخص بها، أي من قبل معارضي النظام! ومع ذلك، فإنه يعترف عن غير قصد بقتل أكثر من 80 في المائة منهم! لکنه لايعرف بأن الحقيقة أکبر وأسمى من أن يتمکن هو ونظامه الاستبدادي المجرم من إخفائها والتغطية عليها، ذلك إن معاقل الانتفاضة لأنصار مجاهدي خلق قد تمکنت من جعل العالم کله على حالة تواصل مع تلك الانتفاضة کما کشفت عن الوجه الدموي البشع للنظام وکيف إنه لايرحم کالبرابرة والوحوش، ولاريب من إن النظام ومن خلال تقديمه لهکذا إعتراف قبيح کقبحه تماما فإنه يريد من خلال ذلك أن يهدئ من روع أهالي الشهداء خصوصا والشعب الايراني عموما فيمتص بذلك مشاعر السخط والغضب والرغبة فە القصاص والانتقام من النظام، ولکن ذلك هو المستحيل بعينه فالشعب مصمم على الانتقام وإسقاط هذا النظام مهما کلف الامر.
Privacy Overview
This website uses cookies so that we can provide you with the best user experience possible. Cookie information is stored in your browser and performs functions such as recognising you when you return to our website and helping our team to understand which sections of the website you find most interesting and useful.