
في السنوات اللاحقة صارت القصة أكثر وضوحا بوجود تعاون بين إيران والقاعدة، رغم استمرار قيادات التنظيم السني المتطرف في التحريض ضد عموم الشيعة، ورغم كل ما كان يصدر عن إيران من عداء للقاعدة، خصوصا إبان الأحداث الدامية في العراق. كانت هناك أدلة مادية على وجود تعاون بين النظام الإيراني والتنظيم المتطرف من خلال أطراف وسيطة. والسبب منطقي، فالاثنان يملكان أعداء مشتركين من دول عربية وغربية.
سرية تنظيم القاعدة جعلت كل ما يقال حوله محتملا، من أنه تنظيم يُستخدم من قبل أجهزة استخبارات، وأنه مجرد اسم تنفذ به عمليات لا يد له فيها، وأنه عنوان سهل للاستخدام السياسي، وذريعة للعداء والعدوان والكراهية وغير ذلك. ومع أن القاعدة تنظيم حقيقي وموجود، وجرائمه ممتدة في العالم الإسلامي من إندونيسيا إلى المغرب وليس العالم الغربي فقط، إلا أن تراكم المعلومات تفرض إعادة دراسة التاريخ من جديد، حتى قبل الحادي من عشر من سبتمبر. القاعدة صارت تبدو بشكل أقرب إلى طبيعة التنظيمات اليسارية في السبعينيات التي كانت مجرد دكاكين مؤجرة لأجهزة أخرى في المنطقة تستخدمها لأغراضها. كان أبو نضال قائدا يعمل لأهداف تخصه أما مقاتلوه فكانوا أناسا مخلصين لعقيدة الحركة، لكنهم لم يكونوا يعلمون الحقيقة. وقصة لجوء سيف العدل من قندهار إلى إيران، مع 13 فردا من عائلة صهره أبو الوليد إلى إيران يرافقهم ابن أسامة بن لادن سعد، مع عدد من المقاتلين، فصل مهم يستوجب إعادة كتابة تاريخ القاعدة. لم يعد، أو ربما لم يكن أصلا، إلا تنظيما أسسه الإيرانيون من البداية، أو على الأقل ساهموا فيه لاحقا. وهذا يفسر الكثير من الجوانب الغامضة وتحديدا في جهوزية التنظيم وقدراته التخطيطية والتنفيذية. المعضلة الوحيدة أن كثيرين يجدون صعوبة في تصديق أن متطرفين سنة يمكن أن يعملوا مع متطرفين شيعة. شبه مستحيل أن يقبل مقاتلو التنظيم العمل لو علموا أن لإيران ضلعا في نشاطهم، لأسباب طائفية بحتة، لكن الكثير من النشاطات تدار من خلال وسطاء، كما كان يحدث في حرب العراق التي كان يرسل إلى أراضيها مقاتلو القاعدة للقتال طوال خمس سنوات. توجد الآن روايات عديدة توثق كيف أن هؤلاء الشباب لم يعرفوا أن الذين استقبلوهم وأرسلوهم إلى العراق مجرد ضباط مخابرات يمثلون دور قياديي القاعدة ويديرون دفة نشاطاتها بالنيابة. تبدو الصورة أوضح بأن القاعدة تنظيم حقيقي إنما مختلط القيادة، يتم توجيهه لتنفيذ عمليات تخدم الطرفين وتحديدا الطرف الإيراني الذي تمرس في إدارة العديد من
سرية تنظيم القاعدة جعلت كل ما يقال حوله محتملا، من أنه تنظيم يُستخدم من قبل أجهزة استخبارات، وأنه مجرد اسم تنفذ به عمليات لا يد له فيها، وأنه عنوان سهل للاستخدام السياسي، وذريعة للعداء والعدوان والكراهية وغير ذلك. ومع أن القاعدة تنظيم حقيقي وموجود، وجرائمه ممتدة في العالم الإسلامي من إندونيسيا إلى المغرب وليس العالم الغربي فقط، إلا أن تراكم المعلومات تفرض إعادة دراسة التاريخ من جديد، حتى قبل الحادي من عشر من سبتمبر. القاعدة صارت تبدو بشكل أقرب إلى طبيعة التنظيمات اليسارية في السبعينيات التي كانت مجرد دكاكين مؤجرة لأجهزة أخرى في المنطقة تستخدمها لأغراضها. كان أبو نضال قائدا يعمل لأهداف تخصه أما مقاتلوه فكانوا أناسا مخلصين لعقيدة الحركة، لكنهم لم يكونوا يعلمون الحقيقة. وقصة لجوء سيف العدل من قندهار إلى إيران، مع 13 فردا من عائلة صهره أبو الوليد إلى إيران يرافقهم ابن أسامة بن لادن سعد، مع عدد من المقاتلين، فصل مهم يستوجب إعادة كتابة تاريخ القاعدة. لم يعد، أو ربما لم يكن أصلا، إلا تنظيما أسسه الإيرانيون من البداية، أو على الأقل ساهموا فيه لاحقا. وهذا يفسر الكثير من الجوانب الغامضة وتحديدا في جهوزية التنظيم وقدراته التخطيطية والتنفيذية. المعضلة الوحيدة أن كثيرين يجدون صعوبة في تصديق أن متطرفين سنة يمكن أن يعملوا مع متطرفين شيعة. شبه مستحيل أن يقبل مقاتلو التنظيم العمل لو علموا أن لإيران ضلعا في نشاطهم، لأسباب طائفية بحتة، لكن الكثير من النشاطات تدار من خلال وسطاء، كما كان يحدث في حرب العراق التي كان يرسل إلى أراضيها مقاتلو القاعدة للقتال طوال خمس سنوات. توجد الآن روايات عديدة توثق كيف أن هؤلاء الشباب لم يعرفوا أن الذين استقبلوهم وأرسلوهم إلى العراق مجرد ضباط مخابرات يمثلون دور قياديي القاعدة ويديرون دفة نشاطاتها بالنيابة. تبدو الصورة أوضح بأن القاعدة تنظيم حقيقي إنما مختلط القيادة، يتم توجيهه لتنفيذ عمليات تخدم الطرفين وتحديدا الطرف الإيراني الذي تمرس في إدارة العديد من