
إيران… احلام خامنئي لتولیة حكومة إسلامية فتية
کاتب:كلمة الموقع
خطة خامنئي لتولية حكومة إسلامية فتية
أعيد فتح مجلس شورى الملالي الحادي عشر يوم الأربعاء الموافق 27 مايو 2020. وألقى خامنئي باللوم ضمنيًا على روحاني في الرسالة التي بعث بها بهذه المناسبة، وقرأها رئيس مكتبه كلبايكاني، معتبرًا إياه المسؤول عن جميع الإخفاقات والفضائح التي لحقت بـ نظام الملالي ، فعلى سبيل المثال تحدث عن العدالة الاجتماعية، قائلًا: “نحن لم نحقق الدرجة المنشودة في مجال العدالة الاجتماعية”.
التخطيط لمجلس شورى الملالي المطيع للولي الفقيه
أشار خامنئي إلى التخطيط لمجلس شورى الملالي المطيع الذي شكله بيده؛ مؤكدًا حق هذا المجلس في استجواب أعضاء الحكومة، قائلًا: “بالإضافة إلى السلطة القضائية في المجلس نفسه، فقد تم منح المجلس الحق في التحقيق والاستقصاء وحق رفض وقبول كبار المديرين في السلطة التنفيذية وحق التحذير والاستفسار والاستجواب”.
وبهذه الطريقة يكون الولي الفقيه قد أوضح أنه مصمم في ضوء سياسة الانكماش التي تبناها لإنقاذ نفسه على أن يطعن في حكومة روحاني – من الجانبين مستغلًا السلطتين القضائية والتشريعية – بوصفها المسؤولة عن جميع الفضائح والإخفاقات التي لحقت بنظام الملالي.
وجدير بالذكر أن خامنئي أكد في رسائله في جميع الدورات السابقة لمجلس شورى الملالي على التحالف والتعاون بين الحكومة والمجلس، وجنب المجلس الصراع والجدال مع الحكومة، وهذا الاستثناء دليل في حد ذاته على أن الولي الفقيه في وضع مختلف تمامًا عما كان عليه في الحقب السابقة.
خطة خامنئي لتولية حكومة إسلامية فتية
تشير تصريحات خامنئي، بادئ ذي بدء إلى تبنيه سياسة الانكماش وتمهيد الطريق لتولية حكومة إسلامية فتية، كما تشير إلى أنه مصمم في هذا الاتجاه على أن يجعل حكومة روحاني كبش فداء له.
خاصة وأن فضائح حكومة روحاني لا تعد ولا تحصى، وسيحاول خامنئي تهدئة غضب الناس وكراهيتهم من خلال استجواب وعزل بعض وزرائه أسوة بما فعله الشاه في الأشهر الأخيرة من حكمه، لكن لم تفشل خطته فحسب، بل كشفت النقاب عن ضعفه بشكل غير مسبوق وتسببت في تفكك نظامه بشكل غير مسبوق وزادت من دافع تحرك وثورة الشعب.
والسؤال الذي يطرح نفسه في هذا الصدد هو: لماذا اختار خامنئي هذا المسار؟
يجب أن نعلم أن تصريحات خامنئي لا تعني بالضرورة أنه يريد إقالة روحاني قبل نهاية فترته كما يقول بعض أعضاء المجلس العاشر، لأنه من المستبعد أن يلجأ خامنئي لمثل هذه العملية الجراحية في ظل الظروف المتفجرة في المجتمع، وربما لن يستفيد الولي الفقيه الهرم من هذه العملية الجراحية في هذه الحالة، خاصة وأنه ليست هناك حاجة ملحة لذلك.
هذا ويتحرك روحاني في الوقت الراهن في مسار خامنئي تمامًا ويداهن خامنئي في كل تصريحاته وخطاباته.
وبالرغم من كل ذلك، نرى خامنئي على أرض الواقع يشحذ سيف المجلس القادم ضد روحاني. وهذا التناقض ناجم عن أن الولي الفقيه لا يعيش ظروف عادية على الإطلاق.
وليست هناك حاجة إلى إعادة الحديث عن الوضع الحرج للغاية الذي يعاني منه نظام الملالي في مختلف المجالات. وضعٌ لا يمكن أن تفسره سوى عبارة “أزمة السقوط” .
والجدير بالذكر أن نظام الملالي وصل إلى الحد الأدنى في جميع المجالات. وبناءً عليه، لا يجب أن نتوقع اندلاع ثورة كبرى في ضوء استمرار خبراء نظام الملالي في التحذير. وسيواصل خامنئي عمله بالطريقة المعتادة بصفته الولی الفقیه ومالك النظام، وهو أكثر رعبًا من انتفاضتي يناير ۲۰۱۸ ونوفبمر ۲۰۱۹.
وخامنئي مضطر إلى المخاطرة والمغامرة بنفسه، ولا شك في أن الأساليب غير العادية لها مخاطرها غير المتوقعة، وعادة ما يرتكب الديكتاتوريون أخطاءً جسيمة في تقديراتهم ويفقدون كل شيء في مثل هذه المواقف من أجل إنقاذ أنفسهم.
عوامل ضعف خامنئي
إن العامل الأول الذي يشكك بقوة في نجاح خامنئي في هذه المعركة هو أن هذا المجلس الذي يسعى لاستخدامه كأداة لتمهيد الطريق لتوحيد نظام الملالي وتمهيد الطريق لتولية حكومة إسلامية فتية، ضعيف الأساس للغاية. وبالتالي فهو غير فعال.
وأشار رحماني فضلي، وزير الداخلية في حكومة روحاني، في كلمته إلى الضعف الجوهري للمجلس ووصفه بأنه نتيجة لانتخابات صورية أجريت في ظل ظروف أمنية خاصة ناجمة عن أحداث نوفمبر 2019 وهلاك المجرم الجلاد قاسم سليماني وكارثة تحطم الطائرة المدنية الأوكرانية وتفشي وباء كورونا في البلاد.
وبهذه الطريقة، أراد بشكل غير مباشر أن يحذر من أن هذا المجلس الجديد قد تم تضخيمه بالإحصاءات، ووفقًا للولي الفقيه نفسه، فإنه تم إجراء ما يسمى بالانتخابات بمقتضى مشاركة 40 في المائة من الأصوات على مستوى البلاد و15 في المائة من الأصوات في طهران، حتى أن بعضهم فاز بعضوية المجلس بحصوله على 8000 صوتًا فقط.
ونتيجة لمثل هذا الأساس الضعيف، فإنه ليس من السهل لخامنئي أن يمضي قدمًا في الاستئصال والعملية الجراحية التي ينشدها، لأن الخصم لن يقف مكتوف الأيدي، خاصة وأن قضايا النهب والجريمة التي تلاحق زمرة خامنئي ليست مخفية للغاية وليست سرًا.
لكن أهم عنصر في هذا المشهد هو الشعب و المقاومة الإيرانية. والآن، حسبما اعترف خبراء النظام، فإن الشعب يتألم بشدة، ولن يكون الشعب في دور المتفرج صامتًا أمام الفضائح المتبادلة بين الزمرتين الحاكمتين.
ومما لا شك فيه، أن الصراع والجدل في نظام الملالي، ولاسيما في رأس هرم السلطة يفتح المزيد من المجال لكي يتصدر العنصر الاجتماعي والجماهير المطحونة المشهد، وسوف تتدفق معاقل الانتفاضة والشباب الثائر بحجم يفوق التوقعات مقارنة بما حدث في انتفاضتي يناير 2018 و نوفمبر 2019.
وكما كتبت صحيفة “رسالت” في 26 مايو 2020: “إن الانتفاضة الكبرى سوف تقضي على كل شيء مثل شعلة الكبريت في مخزن القش”.