الجمعة,29مارس,2024

المؤتمر السنوي العام للمقاومة الإيرانية 2023

المؤتمر السنوي2023

مريم رجوي الرئيسة الجمهورية لإيران المستقبل

مريم رجوي

اجتماع إيران حرة 2023: إلى الأمام نحو جمهورية ديمقراطية

المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية

ماتثير الإعجاب بشأن مجاهدي خلق

اخبار: مقالات رسيدهإيران تخسر العراق

إيران تخسر العراق

alathademaratالإتحاد الاماراتية- أحمد جميل عزم: حتى وقت قريب كان الاعتقاد الشائع بأنّ الولايات المتحدة هزمت النظام العراقي السابق واحتلت البلاد، ولكن الذي انتصر فعلا هو إيران، بفعل النفوذ الذي تحقق لها عبر أتباعها هناك، وبسبب المأزق العسكري، الذي منع الأميركيين من فعل شيء إزاء إيران، وفي الوقت ذاته جعل القوات الأميركية في متناول ضربات الإيرانيين والمليشيات التابعة لهم. ولكن، على مدى الشهور الفائتة بدا المشهد مختلفاً.

والراهن أن خسارة إيران في العراق لها بُعدان أساسيان يوضحانها. البُعد الأول والأهم، هو الرفض الضمني، ولكن القوي، لنظرية "الولي الفقيه" في العراق. فقد رفضت النظرية بطريقتين. الأولى رفض استنساخ التجربة في العراق. ورفض مرجعية الولي الفقيه الإيراني لشيعة العراق. فإذا كانت مرجعيات شيعية كثيرة ترفض تاريخياً الفهم الإيراني الرسمي لهذه النظرية في الحكم، فإنّ علي السيستاني، باعتباره أحد أبرز مراجع الشيعة في العالم كان يرفض هذا الفهم، ولكن وزنه السياسي والفقهي تحت حكم النظام السابق كان خافتاً وغير ظاهر، وهذا تغيّر الآن. وحتى السياسيون العراقيون أصحاب الارتباط التاريخي مع نظام طهران، اتضح أن من مصلحتهم أن يقنع السيستاني بدور محدود للولي الفقيه. وآخر وأوضح الأمثلة على هذا الأمر، زيارة عمّار الحكيم الأخيرة، للسيستاني. فالحكيم بعد تبوئه مقعد القيادة في "المجلس الأعلى الإسلامي" العراقي، زار المراجع الشيعة الأربعة الكبار في النجف، وعلى رأسهم السيستاني، فيما يعكس دور رجل الدين، ولكنه أيضاً يعكس صعود وزن مرجعيات النجف، ما يقلص ضمنياً دور "قم". والأهم من هذا، هو ما يعكسه حديث الحكيم، بعد الزيارة، فقد قال "سنعمل جاهدين من أجل الاستفادة من نصح مراجع الدين، علماً بأنّ المراجع ليس من سجيتهم مناقشة التفاصيل في العملية السياسية، وإنما يفضلون إرجاع اتخاذ القرارات من قبل القوى السياسية العراقية في هذه الشؤون، ولهم توجيهات في المسار العام". وهذا الحديث، يعني أولا أنّه لا يوجد مرشد أعلى أو ولي فقيه واحد في العراق، وأنّ هناك فصلا بدرجة ما بين الديني والسياسي. وهذا مما يسعد سياسيي العراق الشيعة، الذين تسمح المرجعيات لهم بدور أكبر. وهو ما يعني أيضاً رفض النموذج الإيراني في الحكم، ويعني ضمناً كذلك رفض مرجعية طهران. وإن كان طبعاً لا يلغي نفوذ طهران السياسي، الذي قد يضعف أو يزداد تبعاً لظروف سياسية، وليس لاعتبارات عقائدية.
والبُعد الثاني، الذي تتضح فيه خسارة إيران في العراق، وبسببه، هو حالة القلق التي انتقلت من الأنظمة إلى فئات واسعة من الشعوب العربية من مسألة التغلغل الإيراني المذهبي. فالمليشيات التابعة لطهران، وما قامت به، أو على الأقل اتهمت بالقيام به، من مجازر وتطهير عرقي في العراق، كان لها دور كبير في زيادة توجس الشارع العربي من مثل هذا الدور. ومثال ذلك شخصية "أبو درع" الشهيرة، المتهم بقيادة فرق موت ضد السنة، باستخدام أساليب قتل بشعة، مثل ثقب الجمجمة بالمثقب الكهربائي، والذي نشرت تقارير عن علاقاته مع إيران، ولجوئه إليها. وساعدت مثل هذه الأخبار على جعل علاقات قوى مثل "حماس" مع إيران التهمة ضد الأخيرة، وفي اليمن هناك قلق حقيقي من دور إيران ومليشيا الصدر، في دعم تمرد "الحوثيين". وبطبيعة الحال، فإنّ القيام ابالتطهيرلطائفي لم يكن مقصوراً على مليشيات شيعية، بل قام به وببشاعة أيضاً تنظيم "القاعدة"، ومليشيات سنيّة. وليس أدل على ذلك أن "أبي درع" سالف الذكر، لقب باسم "زرقاوي الشيعة"، في إشارة إلى جرائم "أبو مصعب الزرقاوي" الطائفية. وكانت النتيجة أنّ الشعب العراقي، وكما برز في انتخابات المجالس المحلية، مطلع هذا العام، أعلن رفضه للقوتين، ومال إلى قوى رفعت شعار حكم القانون والمواطَنة. وهذا كله ساهم نسبيّاً في زيادة الخوف لدى شرائح شعبية عربية من دور إيران. وهو ما أوجد ما أسماه حيدر سعيد، في مقال له في العدد الأول من مجلة "آفاق المستقبل" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية مؤخراً، باسم "الوطنية الشيعية".