
منطق الحزم هو المنطق الوحيد للتعامل مع نظام الملالي
N. C. R. I : عندما أعلنت منظمة مجاهدي خلق رفضها لمبدأ ولاية الفقيه ورفضت التصويت على دستور النظام ودخلت صراعا ضاريا ضد نظام الملالي ورفعت بعد ذلك شعار إسقاط النظام، فإن المنظمة لم تخطو هاتين الخطوتين کحالة إنفعالية أو کرد فعل غاضب ناجم عن توتر سياسي أو فکري، بل إن ذلك کان بعد طول تفکير وتمحص ودراسة الامور من کل النواحي، حيث إن منظمة مجاهدي خلق التي کانت من ألد أعداء النظام الملکي وخاضت صراعا مريرا ليس بإمکان أحد إنکاره وهيأت الارضية المناسبة لإسقاطه وشارکت في ذلك بفعالية يشار لها بالبنان، لم تکن تسعى الى إثارة المشاکل والفوضى بعد سقوط النظام الملکي وسلکت مختلف الطرق والاساليب من أجل التفاهم مع التيار الديني المتطرف الذي ساهمت ظروفا وأوضاعا مختلفة في بروزه وهيمنته على المشهد الايراني وقتئذ، لکن الذي توضح للمنظمة هو إن هذا التيار الذي شکل الاساس الفکري ـ السياسي للنظام الذي أعقب نظام الشاه، لم يکن يٶمن بحوار بالمعنى الحرفي والواقع للکلمة لأنه لم يکن أساسا يٶمن بالآخر ولا بالتعايش السلمي والتعددية السياسية والفکرية، وإن حواره مع المنظمة کان يقوم على أساس أن تستسلم المنظمة لمنطقه وترضخ لشروطه”رغبة أو رهبة”، وعندما تيقنت المنظمة من ذلك فإنها ومع علمها بأن موقفها في رفض النظام ومواجهة النظام سوف يکلفها الکثير خصوصا وإن العالم کله کان منبها ومخدوعا بهذا النظام ولم يکن يعرف شيئا حينئذ عن معدنه العدواني الشرير، لکنها لإيمانها بمبادئها وإخلاصها لدماء الشهداء الذين ضحوا بهذا السبيل فإنها مضت في طريق رفض النظام لإيمانها بأن الحق والتأريخ معها وإن المستقبل سيٶکد مصداقية موقفها هذا.
شعار إسقاط النظام الذي ظهر غريبا وغير واقعيا للبعض ممن لم يفهموا نظام المللاي حق المعرفة، ظلت ترکز عليه المنظمة وتقوم بتوضيح الاسباب والعوامل التي تجعل من إسقاط النظام السبيل الوحيد للتفاهم والتعاطي معه، صار العالم رويدا رويدا ينتبه لواقعية هذا الشعار بعد أن رأى إن هذا النظام قد قام على أساس ثلاثة رکائز هي؛ قمع قمع الشعب الايراني في الداخل ومصادرة حرياته وتصدير التطرف والارهاب والتدخلات في بلدان المنطقة والسعي من أجل الحصول على أسلحة الدمار الشامل من أجل جعل النظام أمرا واقعا وفرض منطقه على العالم، والذي صار واضحا وبعد الاحداث والتطورات الجارية خلال العقود الاربعة المنصرمة، أن النظام غير مستعد لأن يتخلى عن أي واحدة من هذه الرکائز الثلاثة. ولذلك فإن العالم اليوم هو أقرب مايکون لتفهم وإستيعاب موقف المنظمة من النظام وکونه المنطق الوحيد المناسب للتفاهم معه، لکن المنظمة وعلى لسان السيدة مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية قد دعت المجتمع الدولي الى إلتزام نهج الحزم والصرامة في التعامل مع هذا النظام مٶکدة بأن التفاوض معه مضيعة للوقت ولاسيما إذا لم تکن الاتفاقيات المعقودة معه تستند على شروط إلزامية صارمة وحازمة لاتسمح للنظام من خلالها بالمراوغة والمناورة واللعب على الحبال کما فعلت مع الاتفاق النووي سئ الصيت الذي تم إبرامه معه في عام 2015، وإستغله النظام شر إستخدام من أجل خدمة رکائزه الثلاثة التي أشرنا لها آنفا.
مبدأ الحوار والتفاوض، يعتبر في نظر هذا النظام ساحة ومكانا لممارسة المناورة والكذب والتمويه والخداع، بل يعتبر طلب التفاوض والحوار معه بمثابة ضعف وتنازل وخوف منه من جانب المجتمع الدولي، وتوضحت هذه الحقيقة مرارا وتكرارا في التجارب السابقة للتواصل مع هذا النظام، ولاشك في أن المجتمع الدولي لم يتمكن لحد الآن من تحقيق ما يريده من هذا النظام المتخلف عبر طاولة المفاوضات، وهذا ما دفع العديد من الأوساط السياسية إلى التخلي عن سياسة التواصل مع هذا النظام والسعي لمسايرته واسترضائه لأن هذا الأسلوب أخفق في تحقيق الأهداف والغايات المطلوبة خصوصا بعد أن ثبت سقم سياسة المسايرة وإسترضاء النظام وإتضاح بأنها في خدمته جملة وتفصيلا، وإن الحقيقة الوحيدة التي باتت تفرض نفسها بقوة هي إن منطق الحزم هو المنطق الوحيد للتعامل مع نظام الملالي على الصعيد الدولي والاقليمي معا فهو في نهاية المطاف يقطع الطرق على النظام للعب على الحبال ويوفر للشعب الايراني وطليعته النضالية مجاهدي خلق الفرصة الاجواء المناسبة لمواجهته وإسقاطه.