الخميس,28مارس,2024

المؤتمر السنوي العام للمقاومة الإيرانية 2023

المؤتمر السنوي2023

مريم رجوي الرئيسة الجمهورية لإيران المستقبل

مريم رجوي

اجتماع إيران حرة 2023: إلى الأمام نحو جمهورية ديمقراطية

المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية

ماتثير الإعجاب بشأن مجاهدي خلق

أحدث الاخبارأحدث الاخبار: اخبار المقاومة الايرانيةمــريم رجـوى زعيمــة المـعـارضة الإيرانيـة في حوار مع مجلة اكتوبر المصرية:

مــريم رجـوى زعيمــة المـعـارضة الإيرانيـة في حوار مع مجلة اكتوبر المصرية:

maryamoctoberالانتفاضة مستمرة حتى سقوط نظام الملالى
انتفاضة الشارع الإيرانى مستمرة حتى سقوط نظام الملالى.. وللعلم فإن أحدا لم يخن القضية الفلسطينية مثل حكومة طهران.. ونحن نتطلع لقيام مصر بوضع حد لتدخل إيران فى فلسطين وتحقيق السلام فى المنطقة.. هذا ما تقوله لـ أكتوبر مريم رجوى رئيسة منظمة مجاهدى خلق فى أول حديث لها لمطبوعة عربية.
ومريم رجوى مناضلة من طراز نادر تعتبرها المقاومة الإيرانية فى الخارج رئيسة الجمهورية الإيرانية المنتخبة لفترة انتقالية حتى سقوط نظام الملالى .. ولدت رجوى فى عام 1953 ودرست الهندسة وانخرطت فى العمل السياسى منذ عهد الشاه فكان الثمن إعدام شقيقتيها نرجس ومعصومة، وتم انتخابها عام 1985 أمينا عاما لمنظمة مجاهدى خلق، ويرشحها المراقبون لتولى السلطة فى إيران فى حال إزاحة نظام الملالى وحكم ولاية الفقيه خاصة فى ظل نشاطها السياسى المعارض فى أوروبا إذ تتخذ من باريس مقرا لها. وقد دار الحوار معها على النحو التالى:
* ما هى آخر المستجدات فى إيران بعد شهر ونصف الشهر من بدء الاضطرابات؟
.

** أظهر المجتمع الإيرانى مقدرته على مواصلة الانتفاضة رغم مرور أكثر من 45 يوما، وكانت انتفاضة 9 يوليو (ذكرى الانتفاضة الطلابية 1999) هى أبرز التطورات حيث جرت فى الوقت الذى قتل فيه ما لا يقل عن 300 شخص واعتقل 10 آلاف وجرح آلاف آخرون، ولكن كل هذا لم يمنع المواطنين من النزول إلى الشوارع مرة أخرى، وحسب تقديرات معسكر ثار الله للنظام (المقر الأعلى لقيادة الأمن والسيطرة للعاصمة) والتى تم رفعها الى المسئولين الكبار، فقد جرت فى 25 منطقة بطهران العاصمة وحدها مظاهرات بمشاركة الآلاف فى كل منها، وأظهرت هذه الانتفاضة عدة حقائق:
أولا: أن النظام ومن خلال حملة القمع الوحشية للغاية لم يتمكن من كبح جماح الانتفاضة وقد اجتازته الإرادة العامة لمواصلة الانتفاضة.
ثانيا: تــــم ترسيخ الترديـــد بهتاف الموت لخامنئى فى الانتفاضة والذى أثار قلقاً كبيراً لدى النظام.
وأدى عدم نجاح خامنئى فى وقف الانتفاضة إلى تفاقم أزمة النظام الداخلية، ومباشرة بعد انتفاضة 9 يوليو وصف منتظرى فى فتوى تاريخية ضمنا خامنئى بالجائر وسلطته بالجائرة. كما ابدى رجال الدين الآخرون احتجاجاتهم ومنهم آية الله طاهرى (اصفهــــان) وهو من كبار الملالى وآية الله بيات زنجانى (قم) وآية الله رضا استادى (قم) من أعضاء مجلس الخبراء والذى أعلن فى بادرة احتجاجية أنه لن يؤم صلاة الجمعة فى مدينة قم حتى شهر المحرم.
الانتفاضة الإيرانية
* كيــف تـــــرون مســتقبل الانتفاضة؟
** هناك احتمالان:
الأول: ألاّ يتمكن النظام من رأب الصدع فى رأس السلطة بشكل كامل كما لن يتمكن من قمع الانتفاضة، وفى هذه الحالة ستتواصل الانتفاضة حتى تؤدى إلى سقوط النظام.
والثانى: أن النظام ينجح فى سد الثغرة فى رأس السلطة بصورة وقتية ويقمع الانتفاضة بشكل كامل.
ومن الواضح أن أكثر ما يفيد المقاومة اكثر من أى شىء آخر هو استمرار الانتفاضة ويجب علينا أن نبذل أقصى الجهود من أجلها، لأن إسقاط نظام ولاية الفقيه وإقامة نظام ديموقراطى ولو نسبيا له أكثر من فائدة للشعب الايرانى والمقاومة الإيرانية لأنه لا تهم المقاومة الإيرانية ما هو موقعها أو حصتها عقب الإطاحة بالنظام، فالمهم أن تحظى المقاومة فى النظام الجديد بحق النشاط السياسى والحياة السياسية وتكون لها مكاتبها وتتمكن من المشاركة فى الانتخابات الحرة.حيث سيشكل خيار الشعب وصوته المعيار الأعلى، لكن الأوضاع وحتى إذا تمكن خامنئى من سد الثغرة الداخلية للسلطة بصورة وقتية وقمع الانتفاضة، لن تعود إلى الوراء اطلاقا، أى لن تعود اوضاع النظام والمجتمع والظروف الدولية إلى ما كانت عليه قبل 12 يونيو الماضى، ولا يمكن القول أبدا ان الانتفاضة قد فشلت بل العكس فالجيل الشاب الذى ترعرع فى عهد النظام الحاكم (أعمارهم أقل من 35 عامًا) هو الذى يشكل القوة الرئيسية فى الانتفاضة العارمة المطالبة بتغيير نظام ولاية الفقيه فى إيران.
أجنحة النظام
* ما شكل علاقاتكم مع أجنحة داخل النظام خاصة موسوى وكيف تجمعون بين المصلحة والمبادىء؟
** حاولت وتحاول المقاومة الإيرانية أن تتصرف بشكل مسئول وفى إطار مبادئها وقيمها السياسية وبعيدا عن التعصب والتحزب، وأن توجه جميع التناقضات باتجاه خامنئى الولى الفقيه بحيث تلقى حقيقة هذا التوجه بظلالها على جميع التناقضات الأخرى بل وحتى خلفية وماضى هؤلاء الأفراد والكيانات، وهذه السياسة لها عدة أهداف هى: تركيز التناقضات على خامنئى وعزله وتعميق الثغرة داخل النظام ومنع مزيد من إراقة الدماء. وقد أعلنت فى الأيام الاولى من الانتفاضة فى تجمع للمقاومة الإيرانية بمشاركة 90 ألف شخص أن الأفضل لموسوى هو الابتعاد عن الولى الفقيه. وأكدت أنه رغم مشاركته فى جرائم النظام وتاريخه ضد مجاهدى خلق والمقاومة الإيرانية، فإذا رفض نظام ولاية الفقيه ورضخ لسلطة الشعب فنرحب به. وفى هذا المجال أدان مسعود رجوى زعيم المقاومة الإيرانية فى 5 يوليو الحالى أى اعتداء على موسوى وعائلته محملا خامنئى المسئولية المباشرة فى هذا المجال، وطالب بإيفاد وفد دولى إلى طهران لهذا الغرض.
* ما هو اقتراح المعارضة الإيرانية فيما يتعلق بمجلس خبراء النظام؟
** نظرا للفتوى الصادرة موخرًا عن آية الله منتظرى والتى أمر فيها بعزل ضمنى لخامنئى، ولمنع أراقة الدماء، فإن مسعود رجوى زعيم المقاومة الإيرانية اقترح فى بيان له على أعضاء مجلس خبراء النظام الحاليين أن يعقدوا جلسة طارئة للمجلس لإقصاء خامنئى وتعيين منتظرى باعتباره الأعلم خليفة له بصورة مؤقتة، وذلك من أجل تمهيد الأرضية لإجراء انتخابات حرة تحت إشراف دولى على أساس مبدأ حق الشعب الايرانى فى السلطة. كما اقترحت المقاومة الإيرانية على مجلس الخبراء حل نفسه مباشرة بعد اتخاذه قرار التنحية لخامنئى.
* من قدوتك فى العمل النضالى؟
** كامرأة مسلمة.. قدوتى، مريم العذراء والسيدة خديجة وفاطمة الزهراء اللواتى بشرن بخلاص جميع الناس وبشكل خاص المرأة من أى قيود وعبودية، وفى تاريخ إيران المعاصر احترم كثيرا الدكتور مصدق زعيم الحركة الوطنية لتأميم النفط فى إيران والذى يرمز للديموقراطية فى بلادنا.. فهو معروف بصدقه وطهارته.
* تتحدثون دائما عن اضطهاد المرأة داخل إيران .. ما هى أشكال هذا الاضطهاد من وجهة نظركم ؟
** مناهضة المرأة هى محور تشكلت حولها اجهزة الملالى وقوانينها التى تدعم ممارسة العنف ضد المرأة، فإذا تعرضت امرأة للاغتصاب، جعلت قوانين النظام ومحاكمه إثبات الجريمة معقدة جدا بحيث لا تتمكن المرأة المضطهدة من إثباتها ونتيجة لذلك تتعرض للعقاب بصفتها المجرمة. فلذلك وحسب الصحف الحكومية أصبح اغتصاب المرأة حالة شائعة فى مختلف أرجاء البلاد وجعلت القوانين المدنية حياة المرأة فى إيران تشبه بالحياة فى السجن. فالمرأة فى جميع الأمور تابعة للرجل، فالقانون يمنع خروجها من البلاد ويمنع تنقلها داخلها، وليست لها الحرية فى اختيار مكان سكنها أولون ملابسها او نوعها وفى حالات عديدة ترغم المرأة على القبول بالزواج القسرى، كما سلب منها حق الطلاق وحرمت من حضانة أطفالها.ويشكل التميز الجنسى أساس القمع العام ضد المجتمع الإيرانى ودعامة لسلطة الملالى. ولهذا السبب تحديدا فإن الملالى غير مستعدين إطلاقا لإدخال بعض التعديلات أو الاصلاحات فى قوانينهم المناهضة للمرأة وعكس ذلك يظهرون مناهضة المرأة بأنها نابعة من الشريعة الإسلامية ويعتبرون أى تعديل فيها خرقا لمبادىء الإسلام فى حين أن أياً من تلك القوانين لا تمت بأية صلة للاسلام، بل اختلقتها الدكتاتورية الدينية.
القضية الفلسطينية
* الخطاب السياسى شديد اللهجة لأحمدى نجاد ضد إسرائيل أفاد الأخيرة بشكل غير مباشر حيث استغل لجلب الدعم والتأييد الأمريكى لحكومة تل أبيب .. هل تتفقون معى فى هذا الطرح؟
** لم يخن أحد القضية الفلسطنية بقدر ما خانه الملالى الحاكمون فى إيران، فقد تورط نظام الملالى فى حرب السنوات الثمانى مع العراق تحت شعار الدجل «فتح القدس عن طريق كربلاء» حيث خلفت الحرب مليونى قتيل ومعوق ومليارات الدولارات خسائر مادية فى الجانب الإيرانى فقط. ويعد رفع شعار فلسطين ذريعة لتصدير الإرهاب والتطرف ولهذا السبب يحارب نظام الملالى وبكل قواه عملية السلام فى الشرق الأوسط ويضع العراقيل أمامها، لأن السلام فى الشرق الأوسط وتحقيق الديمقراطية فى العراق يمثلان حبل المشنقة بالنسبة للملالى. ولاحظوا انه خلال العقدين الاخيرين لا أحد اضر بالقضية الفلسطينية بقدر ما فعله الملالى الحاكمون فى إيران حيث فصلوا غزة عن فلسطين فى إطار مؤامرة تقسيم الصف الفلسطينى وأثاروا حرباً داخلية فى فلسطين. وارتكبت عناصرهم جرائم بحق الشعب الفلسطينى ويحاول نظام الملالى بكل قواه الحاق ضربة بالسلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس، فمن يستفيد من هذه الجرائم؟ اسمحوا لى أن أصرح بأننا نأمل بتحقيق الديموقراطية فى ايران كى تتخلص المنطقة برمتها ولا سيما فلسطين الشقيقة من شر التطرف لنرى السلام الدائم والعادل فى المنطقة واستعادة حقوق الشعب الفلسطينى.
* رغم أن منظمة مجاهدى خلق ذات نفوذ قوى داخل وخارج إيران وصاحبة تنظيم دقيق .. فإن إعلامكم الخاص يبدو ضعيفا خاصة داخل المنطقة العربية.. فما هو السبب؟
** نحن نمثل التيار المعارض الذى يعتمد على الشعب الإيرانى وأمامنا عدو يتمتع بجميع الإمكانيات والأدوات الحكومية سواء المالية أو الدبلوماسية أو الاقتصادية أو الاستخباراتية، والملالى ليسوا أعداء الشعب الإيرانى فحسب بل إنهم وبتصديرهم الإرهاب والتطرف وسعيهم لامتلاك الأسلحة النووية يعدون أعداء السلام والهدوء فى المنطقة بأكملها والعالم. أى أننا نناضل ضد عدو مشترك، وحتى وقت قريب كنا نصارع وحدنا فى هذه المعركة، حيث وقفت الدول الغربية بشكل أساسى بجانب نظام الملالى وأدرجت مجاهدى خلق فى قائمة الإرهاب. وللأسف لملاحظات سياسية وبسبب ترهيب نظام الملالى وتهديده اتخذت الدول العربية والإسلامية موقف الصمت.
* إيران وحلم الدولة الصفوية الذى لا ينتهى طمعا فى التوسع على حساب الأراضى العربية .. هذا التعبير أو الفهم لسياسات إيران تجاه العرب يسيطر على بعض النخب السياسية العربية .. ما رأيكم فى تفسير هذا الفهم الشائع ؟
** لقد تابعنا اعتماد السياسة الخارجية لخمينى منذ اليوم الأول لمجيئه إلى السلطة على التدخل فى شئون الدول الأخرى، علماً بأن نظام الملالى دكتاتورى متخلف وعاجز عن حل مشاكل المجتمع، لذا فقد وجد بقاءه فى السلطة يكمن فى القمع والإعدامات والتعذيب داخل البلاد والتوسع والهيمنة خارج إيران، وكان خمينى يحلم بتحقيق امبراطورية إسلامية منذ اليوم الأول واختار العراق نقطة انطلاق لتدخلاته بسائر دول المنطقة، كما خطط النظام الإيرانى للعب دور فى غزة والجزائر ومصر ولبنان، والنار التى اشعلها أودت بحياة آلاف من اخواننا العرب جزء من هذه السياسة.
العلاقات مع مصر
* ما رؤيتكم لمستقبل العلاقات مع المنطقة العربية عامة ومصر خاصة؟
** أعتقد أن نهاية نظام الملالى فى إيران تبشر بنهاية العداء، والخصام والإرهاب والتطرف فى المنطقة وسوف يمثل ذلك يوماً سعيداً للشعب الإيرانى والشعوب العربية والمسلمة، ويجب علينا تعزيز العلاقات مع الدول العربية الى المستوى المأمول لإقرار السلام والهدوء فى المنطقة. وطبعا لمصر مكانتها كونها اكبر دولة عربية ولتاريخها العريق دور حاسم واعتقد بأننا مع مصر وسائر اخواننا العرب نستطيع أن نبنى الشرق الأوسط الجديد بل نوجه السياسات العالمية باتجاه الصحيح والأصوب.
* هل تؤيدون المطلب المصرى بإخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل؟
** إنها سياسة منطقية ونوافق عليها بالكامل، ونقف فى هذا المجال بجانب مصر، وندعو الى منطقة خالية من السلاح النووى، وقد أكدت فى مشروع من 10 نقاط أعلنته فى عام 2006 فى الجمعية البرلمانية فى المجلس الاوروبى أن إيران المستقبل ستكون خالية من السلاح النووى واسلحة الدمار الشامل. والمقاومة كشفت فى أغسطس 2002 عن موقعين من المواقع الرئيسية السرية للنظام الإيرانى فى نطنز وأراك لتصنيع السلاح النووى .وكان كشف الموقعين النوويين قد دق جرس الإنذار ضد السلاح النووى للملالى.
* ما هى مقترحاتكم لحل القضية الفلسطينية.. وهــل انتم مع حل دولتين؟
** كما أعلنا أكثر من مرة سابقا فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية نحن ندعم الشعب الفلسطينى ومنظمة التحرير الفلسطينية بصفتها الممثل الشرعى والوحيد ونحترم قرارها بشأن فلسطين، إنها سياستنا سواء فى عهد الراحل ياسر عرفات أو فى عهد الرئيس الحالى محمود عباس. وقد اشتكى الفقيد عرفات فى لقائى معه عام 1996 فى لندن من عرقلة النظام الإيرانى ومعاداته لعملية السلام.
* أنتم إيرانيون تتحدثون الفارسية.. لغتكم الأم.. والفرنسية لتواجدكم فى فرنسا، ولكنكم أيضا تتحدثون العربية بطلاقة وهذا حال معظم قيادات المنظمة بعكس حكام إيران.. فما تفسير ذلك؟
** لدى الإيرانيين أسباب عديدة للاهتمام باللغة العربية، إنها لغة القرآن وكذلك رمز الصداقة مع دول الجوار فضلا عن أن جزءًا كبيرا من الشعب الإيرانى يتكلمون اللغة العربية. ولحسن الحظ فإن قسماً كبيراً من حركتنا فى «أشرف» يتقنون اللغة العربية بطلاقة وهذا من دواعى السرور والبشرى للعلاقات الأخوية الدافئة وتبادل الأفكار بين الشعب الإيرانى وإخوانه العرب.
* هل تؤيدون منح الأقليات داخل إيران حق الحكم الذاتى ؟
** إحقاق حقوق الأقليات القومية جزء من برامج المجلس الوطنى للمقاومة الإيرانية وتشكل الأقليات جزء كبير من أعضاء ومسئولين فى المقاومة الإيرانية ومنظمة مجاهدى خلق الإيرانية. على سبيل المثال كانت الأمينة العامة لمنظمة مجاهدى خلق فى فترة 1993 حتى 1995 السيدة فهيمة أروانى من آذربايجان فى إيران وفى السنوات 1997 حتى 1999 السيدة نسرين سبهرى من كردستان إيران. وتشكل الأقليات القومية والمذهبية جزءا كبيرا من شهداء مقاومتنا. والمجلس الوطنى للمقاومة الإيرانية صادق على مشروع شامل لمنح الحكم الذاتى لكردستان إيران والذى يوضح إطار عملنا فى هذا المجال.:
العلاقات الأمريكية
* العلاقة بين أمريكا وإيران تتسم بالتوتر والاضطراب.. ما الشكل الأمثل لهذه العلاقة من وجهة نظر مجاهدى خلق وما هو رأيكم فى العلاقة الأمريكية الإيرانية فى ظل حكم الملالى؟
** للأسف خلال العقود الثلاثة الماضية تجاهلت أمريكا حقوق الإنسان ومطالب مواطنينا للتغيير. بل قامت بمسايرة النظام دائما فى أوهام كاذبة لم تؤد الى اعتدال الملالى ولكنها قدمت مصالح كثيرة للفاشية الدينية الحاكمة. وأبرز مثال على ذلك إدراج اسم مجاهدى خلق فى قائمة المنظمات الإرهابية للخارجية الأمريكية فى عام 1997 فى الوقت الذى لا يوجد أى أساس مادى أو حقوقى لهذه التهمة. وقال مسئولون فى الخارجية الامريكية انه جاء كبادرة حسن النية حيال خاتمى رئيس جمهورية الملالى فى حينه.ومثال آخر هو قصف معسكرات مجاهدى خلق فى العراق ونزع أسلحتهم فى عام 2003 بطلب من الملالى .
* هل تؤيدون العلاقات الإيرانية العراقية بشكلها الراهن ؟
** نرفضها لأنها بنيت على أساس تدخل الملالى العميق فى العراق واستراتجيتهم بما وصفه أحمدى نجاد «ملء الفراغ الكبير للقوة من قبل الجمهورية الإسلامية» فى أغسطس 2007. وكان العراق ومنذ ثلاثة عقود لموقعه السياسى الخاص فريسة رئيسيةْ لـتصدير ثورة الملالى وكان الشعار الرئيسى للنظام الإيرانى خلال حرب السنوات الثمانى مع العراق «فتح القدس عن طريق كربلاء» ونحن نعرف أن نظام الملالى اعتبر نفسه الفائز فى الحرب الأمريكية على العراق. وأعلنت فى ديسمبر عام 2003 أن خطر تدخل نظام الملالى فى العراق أخطر من مشروعه النووى مائة مرة، آنذاك لم يهتم أحد بهذه الخطورة وللأسف نشاهد حاليا دور الملالى المدمر فى العراق وجرائمهم الهائلة. وقبل عامين ونصف العام كشفت المقاومة الإيرانية أسماء ومواصفات 32 ألفا من عملاء النظام الإيرانى فى العراق عشرات منهم يحتلون مناصب حكومية ومقاعد فى البرلمان ويطبقون سياسة نظام الملالى المناهضة للعراق والعرب. والمشكلة الرئيسية فى العراق هى نظام الملالى، فالنظام لا ينظم ميليشيات الشيعة ويمولها فحسب بل يتم تجهيز وإسناد عديد من من العمليات للميليشيات السنية باسم القاعدة فى العراق.. وهى فى الحقيقة تأتى بتوصية من النظام الإيرانى وأمواله وسلاحه.
* قدمت منظمتكم المساندة لثورة الإمام الخمينى وساعدته على إزاحة حكم الشاه .. لماذا لم تستمر شراكتكم السياسية بعد الثورة ؟
** لقد ناضلت منظمة مجاهدى خلق الإيرانية طيلة 13 عامًا لإطاحة نظام الشاه قبل سقوط نظامه وطيلة هذه الفترة تم اقتياد أعضاء مجاهدى خلق إلى سجون ومعتقلات التعذيب العائدة للشاه بين أعوام 1971 الى 1978، فى حين اختار خمينى الصمت وهو يعيش خارج إيران. ومنذ نهاية عام 1977 و بعد أن نزلت جماهير الشعب إلى الشوارع بعيد مجىء الرئيس كارتر إلى منصب الرئاسة فى الولايات المتحدة الأمريكية، قرر أن يركب موجة ثورة الشعب. فحمل المواطنون الإيرانيون فى أولى المظاهرات الكبرى التى نظمت ضد الشاه صور المجاهدين الشهداء باعتبارهم مصدر إلهام لهم فى حركتهم.
غير أن خمينى خطط بعد الثورة لتوجيه الطاقات المحررة باتجاه ساحات الحرب والإرهاب. وبعد أن تسلم خمينى مقاليد الحكم و انطلاقا من معرفتنا بأفكاره الرجعية المتخلفة جدًا وعقليته الاحتكارية الهيسترية, أعلنا عن مواقفنا السياسية والعقائدية التى كانت تناقض رؤى وأفكار نظام الملالى جملة وتفصيلا، ولم نقبل المشاركة فى الحكم أو التحالف والتعاون مع الملالى، لأن سلطة الملالى كانت قائمة على أساس خنق الحريات وفرض القيود والتمييز ضد المرأة وقمع أتباع المذاهب والديانات فضلاً عن سياسات عدوانية وتصدير الارهاب. لذلك فإن قيادة مجاهدى خلق ومسعود رجوى شخصيا لم تقبل بالتعاون مع نظام ولاية الفقيه رغم أن خمينى كان مستعدًا لتكليفه بأعلى المناصب. بعبارة أخرى نحن كنا فى صف المعارضة منذ اليوم الأول.
التمييز أساس الدستور
* يشترط الدستور الإيرانى أن يكون رئيس الدولة مسلما شيعيا إيرانيا فارسيا اثنى عشرياً .. هل توافقون الرأى أن هذا الشرط يسقط حق مواطنة ملايين الإيرانيين فى إعتلاء الحكم ؟
** إن دستور نظام الملالى تمت صياغته على أساس التمييز. وأبرز ملامح التمييز فيه أنه ينص على أن رئيس الجمهورية يجب أن يكون من بين الرجال، بينما كما نحن نعلم من تعاليم الشريعة الإسلامية السمحاء فإن الرجل والمرأة متساويان فى الحقوق الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، ووفقا للبرامج والقرارات الصادرة عن المجلس الوطنى للمقاومة الإيرانية باعتباره بديلاً لنظام الملالى فإنها تنص على «أنه يرفض جميع أشكال التمييز بحق اتباع الأديان والمذاهب المختلفة فى ممارسة حقوقهم الفردية والاجتماعية، ولا أحد من المواطنين يحظى بامتياز أو يحرم من حق بسبب اعتقاده أو عدم اعتقاده لدين أو مذهب خاصة خلال العملية الانتخابية أو الترشيح والتعيين فى الوظائف وحق الدراسة والقضاء والحقوق الفردية أو الاجتماعية الأخرى». كما ورد فى البند الثامن من المهام الموكلة للحكومة الموقتة :«إلغاء جميع حالات الظلم والتمييز والإجبار المفروضة من قبل نظام خمينى الرجعى على المرأة الإيرانية ومنها حرمانها من حق إعلان ترشيحها فى الانتخابات واختيار الوظيفة ونوع الملبس على أساس التكافؤ الكامل فى الحقوق الاجتماعية والسياسية والثقافية والاقتصادية بين المرأة والرجل». وقد صوت المجلس الوطنى للمقاومة على هذا البند على صيغة مشروع متكامل حول الحقوق المتكافئة للمرأة و الرجل فيما بعد.
* هل هناك وضع متميز لأعضاء مجاهدى خلق لدى المفوضية الأوروبية؟
** البرلمان الأوروبى يخضع بشكل أقل لتأثير سياسات الدول الغربية المتخاذلة. وهناك كثيرون من الشخصيات المشرفة من أرجاء أوروبا فى هذا البرلمان وقد توصلوا إلى القناعة بأنه من الضرورى جدًا مقارعة الفاشية الدينية الحاكمة فى إيران بصورة صارمة باعتبارها خطرا يهدد العالم برمته. لقد اقتنعت هذه الشخصيات بأن الحل الحقيقى الوحيد والعاجل لمعالجة الأزمة الإيرانية هو التغيير الديمقراطى على يد الشعب والمقاومة الإيرانية ومن هذا المنطلق نهضت لمساندة المقاومة الإيرانية.
وأصدر البرلمان الأوروبى قرارًا فى 24 أبريل الماضى حول معسكر أشرف طالب فيه الحكومة العراقية بالاعتراف بالمركز القانونى لأفراد أشرف باعتبارهم أصحاب حصانة وفقًا لمعاهدة جنيف الرابعة، كذلك إلغاء فرض الحصار عليهم، ورفض أى ترحيل قسرى لهم داخل الأراضى العراقية. 
** رغم أن أوروبا رفعت منظمتكم من قوائم المنظمات الإرهابية إلا أن أمريكا لم تفعل .. ما هو تفسيركم لذلك؟
المقاومة الإيرانية
* كان ادراج اسم مجاهدى خلق والمقاومة الإيرانية فى قائمة المنظمات الإرهابية فى أوروبا وأمريكا أكبر هدية قدمها الغرب لنظام الملالي. وجاءت البادرة السيئة بطلب من الملالى وقيدت المقاومة بالقيود والأغلال وفتحت أيدى الملالى لممارسة القمع والتعذيب والاعدامات فى ايران وتصدير الإرهاب والتطرف الى خارج إيران. وأعتقد أن يوماً سيأتى يشهد فيه التاريخ بأن أكبر خيانة ارتكبها الغرب لقضية الديموقراطية والحرية كانت هذه التسمية، طبعا نحن نجحنا من خلال حملة سياسية حقوقية فى إرغام الدول الأوربية لشطب اسم مجاهدى خلق من قائمة الإرهاب وأصدرت سبع محاكم فى أرجاء أوربا أحكاما لإلغاء هذه التسمية وأخيرا الغت كل من الحكومة البريطانية والاتحاد الأوربى رسميا هذه التسمية. وأدان 2000 برلمانى أوروبى فى كل من بريطانيا وايطاليا وفرنسا وبلجيكا ولوكسمبورج ومجموعات كبيرة من البرلمانات الأوربية الأخرى وكذلك أغلبية الكونجرس الأمريكى تهمة الإرهاب على مجاهدى خلق. وبعد هذه القرارات لم تبق أى مبررات لوزارة الخارجية الأمريكية لإبقاء هذه التسمية، ولكن الإدارة الأمريكية تستمر فى هذه التسمية لإرضاء النظام الايرانى معتمدة السياسة المتخلفة التى خلقت كوارث. وفى الظروف التى انتفض فيها الشعب الإيرانى من أجل الحرية وفى الوقت الذى قتل النظام الإيرانى خلال شهر واحد 300 مواطن فى الشارع وأعدم عشرات آخرين فى السجون، فإن إبقاء المنظمة الرئيسية لمعارضة النظام فى قائمة الإرهاب يربط مصير الولايات المتحدة الامريكية بنظام منهار واكثر انحطاطًا مائة مرة من نظام الشاه، وبالتأكيد فإن هذه التصرفات لا تستطيع اطلاقا إنقاذ النظام من مصيره المحتوم كما لم تتمكن سابقاً من انقاذ الشاه من السقوط المحتوم. وقد قمنا مؤخراً بإحالة ملف تهمة الإرهاب الموجهة إلى منظمة مجاهدى خلق الإيرانية فى أمريكا الى القضاء ونأمل أن يضع القضاء الأمريكى حدا لهذا الظلم وانتهاك العدالة.
* ما هى رؤيتكم للبرنامج النووى الإيرانى وما دار حوله من تداعيات و ردود أفعال إقليمية ودولية.. هل هو فى مصلحة إيران أم ضدها ؟
** يعتبر سعى الملالى للحصول على الأسلحة النووية مشروعا لا وطنيا, وهذا ما أعلنه الشعب الإيرانى خلال احتجاجاته ومظاهراته، نحن لسنا بحاجة إلى الأسلحة النووية. والنظام يعلن أن هدف المشروع هو توليد الطاقة ولكنه كذب محض لأن إيران لديها مخزون كاف من احتياطى الغاز والنفط. وبعد موت خمينى عام 1989 وجد بقاياه أن الضمان الاستراتيجى لبقائهم هو الحصول على القنبلة النووية.
وصرح رفسنجانى رئيس جمهورية الملالى عام 1990 فى المجلس الأعلى للأمن القومى للنظام «ان حيازة القنبلة النووية أفضل ضمان لبقائنا وفى هذه الحالة لن تتمكن الدول الغربية من منع نفوذ الثورة الإسلامية وتقدمها». ومن هنا فإن نظام الملالى لن يتخلى عن هذا المشروع مهما كانت ظروفه.
وفى الحقيقة فإن الهدف الأول للنظام من برامجه للسلاح النووى هو قلب ميزان القوى بهدف السيطرة على المنطقة بأكملها وإقامة الإمبراطورية الإسلامية، فإن أولى الضحايا للقنبلة النووية للنظام هى الدول العربية. ونحن قد أطلعنا المجتمع الدولى عام 2002 عندما كشفنا للعالم عن البرنامج النووى السرى لنظام الملالى، وقامت المقاومة الإيرانية خلال السنوات الماضية بثمانين عملية فضحت الأجزاء الحيوية الأخرى فى برامج الملالى لأسلحة الدمار الشامل، وبكشفها عن هذه المعلومات وضعت المقاومة عراقيل فى طريق البرامج النووية للملالى. وللأسف فإن الدول الغربية أهدرت خمس سنوات فى محادثات الترويكا الأوربية وثلاث سنوات فى المفاوضات حول أزمات الحوافز للدول الخمس زائد واحد، وفى حينه استكمل النظام الإيرانى منشأته النووية مستفيدا من فرصة المحادثات التافهة.
* ما موقفكم من إسرائيل؟
** نحن نطالب بسلام عادل وشامل فى المنطقة. فنحن ندين مواقف الدجل لنظام الملالى وأحمدى نجاد بحجة الدفاع عن فلسطين ومعاداة إسرائيل وهى مواقف ضد الشعب الفلسطينى جملة وتفصيلا كما ندين بقوة قتل أبناء الشعب الفلسطينى الأبرياء وهى الجريمة التى تغذى دجل الفاشية الدينية الحاكمة فى إيران. وكان السيد رجوى زعيم المقاومة الإيرانية هنأ القادة الفلسطينين والإسرائيلين عام 1993 عندما تم توقيع اتفاقية السلام بين الراحل ياسر عرفات وقادة اسرائيل. أما اليوم فإن النظام الإيرانى هو العقبة الرئيسية لإحلال السلام فى المنطقة ونحن نتطلع أن تفعِّل مصر مواقفها الحازمة، وبمساعدة سائر الدول العربية لتغيير هذا الوضع والحد من تدخل النظام الإيرانى فى فلسطين وأن تمهد الطريق لتحقيق السلام وطموحات الشعب الفلسطينى.
كلمة أخيرة
* لمن توجهين كلمتك الأخيرة؟
** دعونى أتوجه بهذه الرسالة إلى المسئولين العرب وخاصة مصر الشقيقة وكذلك رجال الدين والمثقفين والكتاب…إن الشعب الإيرانى انتفض اليوم فى أرجاء إيران وإن أخواتكم وأخوانكم أعضاء منظمة مجاهدى خلق الإيرانية يقاومون ويصمدون فى معسكر أشرف فى تصديهم للنظام اللاإسلامى واللاإنسانى ولتطرفه المصدر إلى العراق.
إن ملالى إيران يصرون على تصدير الإرهاب والتطرف إلى الوطن العربى وهم ينوون من خلال حصولهم على القنبلة النووية فرض هيمنتهم على المنطقة.
إن الشعب الإيرانى يطالب بالتغيير ويقدم ثمن التغيير بدمائه. لقد جاء الوقت للتضامن مع الشعب الإيرانى ومساندته والابتعاد عن النظام الإيراني. بتحقيق الديمقراطية فى إيران. وحينها سوف تطوى صفحة الارهاب والتطرف والتزمت فى المنطقة وسوف يحل محلها السلام والأخوة.. آنذاك سوف يستعيد الإسلام قدره الحقيقى ومكانته السامية وسوف يتحرر من قيود المتاجرين بالدين.. وتستعيد المرأة موقعها الحقيقى ومشاركتها فى قيادة المجتمع وستحل الأخوة والمحبة بين الشيعة والسنة وبين المسلم وغير المسلم