يكشف تحقيق «التايم» إستراتيجيةَ نظامِ طهران لكَسْب النفوذ في العراق وأنه لِماذا قد تواجه القوات أمريكية الآن أخطار أكبر من جراء ذلك.
بقلم:ِ مايكل ور
14 آب / أغسطس 2005 – إنّ عدو الجيشِ الأمريكيِ الجديدِ في العراق يُسمّى أبو مُصطفى الشيباني، وهو لَيسَ بعثياً أَو عضو القاعدة. هو يَعْملُ لإيران. طبقاً لوثائق إستخبارات عسكريةِ أمريكية حصلت عليها «التايم»، يترأس الشيباني شبكة من المتمرّدين شكلتها قوات الحرس الثوري الإيراني بهدف واضح وهو إرتِكاب العنف ضدّ الولايات المتّحدةِ وقوّاتِ التحالف في العراق.
بقلم:ِ مايكل ور
14 آب / أغسطس 2005 – إنّ عدو الجيشِ الأمريكيِ الجديدِ في العراق يُسمّى أبو مُصطفى الشيباني، وهو لَيسَ بعثياً أَو عضو القاعدة. هو يَعْملُ لإيران. طبقاً لوثائق إستخبارات عسكريةِ أمريكية حصلت عليها «التايم»، يترأس الشيباني شبكة من المتمرّدين شكلتها قوات الحرس الثوري الإيراني بهدف واضح وهو إرتِكاب العنف ضدّ الولايات المتّحدةِ وقوّاتِ التحالف في العراق.
وخلال الشهور الثمانية الماضية، أدخلت مجموعته نوعاً جديداً من قنابل الطرق المميتة أكثر من ذي قبل، اعتمدت على تصميم حصلت عليه من حزب الله اللبناني المدعوم من قبل ايران وصمم هذا السلاح لاختراق درع الدبابة كتأثير قبضة داخل الحائط.. طبقاً للوثيقة، تَعتقد الولايات المتّحدة ان فريق الشيباني يتألف من 280 عضوا مقسمين الى 17 مجموعة من صانعي القنابل وفرق الموت. كما تعتقد الولايات المتّحدة بأنّهم يَتدرّبون في لبنان وبغداد و مدينة الصدر و«في البلاد الأخرى» وفجّرت على الأقل 37 قنبلةَ ضدّ القوات الأمريكيةِ هذه السنة في بغداد لوحدها.
منذ بدايةِ التمرّدِ في العراق، الخطر الأكثر ديمومة ضد القوات الأمريكيةِ جاءَ مِنْ المتمرّدين العربِ السنّةِ والإرهابيين الذين يَجُوبونَ المركزَ وغرب البلاد. لكن بَعْض المسؤولين الأمريكان قلقون بشأن تحدي أعظم فعلاً يستهدف المصالح العراقية والامريكية هنا ألا وهوالنفوذ المتزايد لايران.
ونظراً الى أن أمريكا منشغلة باخماد حالات التمرد بقيادة السنة واحلالها بحكومة شيعية منتخبة ببغداد فان النظام الايراني كرس تأثيراته على النسيج السياسي والاجتماعي العراقي ومحاولاته لمزيد التأثير في الحكومة العراقية الجديدة و يُديرُ شبكات لجمع معلومات استخبارية ويُرسل الأموال والأسلحةِ إلى مجموعات شيعية مقاتلة وذلك بهدف اقامة حكومة شيعيّة متحالفة مع إيران. وفي أجزاء في جنوب العراق، هناك ميليشيات شيعية متطرفة تمول ايران بعضها وتزودها بالاسلحة فَرضوا القيود على الحياةِ اليوميةِ للعراقيين حيث منعوا المشروبات الكحولية وقيدوا حقوق النساء وحاول زعماء العراق الشيعة، بضمنهم رئيسِ الوزراء إبراهيم الجعفري تشكيل تحالف إستراتيجي مَع طهران، وحتى أرادوا الاعتراف بالايرانيين في مسودة الدستور كأقلية. ويقول دبلوماسي غربي: «"يمكننا الاعتقاد بان ما نقوله ونتقاسمه مع الحكومة العراقية ينتهي في طهران".
منذ بدايةِ التمرّدِ في العراق، الخطر الأكثر ديمومة ضد القوات الأمريكيةِ جاءَ مِنْ المتمرّدين العربِ السنّةِ والإرهابيين الذين يَجُوبونَ المركزَ وغرب البلاد. لكن بَعْض المسؤولين الأمريكان قلقون بشأن تحدي أعظم فعلاً يستهدف المصالح العراقية والامريكية هنا ألا وهوالنفوذ المتزايد لايران.
ونظراً الى أن أمريكا منشغلة باخماد حالات التمرد بقيادة السنة واحلالها بحكومة شيعية منتخبة ببغداد فان النظام الايراني كرس تأثيراته على النسيج السياسي والاجتماعي العراقي ومحاولاته لمزيد التأثير في الحكومة العراقية الجديدة و يُديرُ شبكات لجمع معلومات استخبارية ويُرسل الأموال والأسلحةِ إلى مجموعات شيعية مقاتلة وذلك بهدف اقامة حكومة شيعيّة متحالفة مع إيران. وفي أجزاء في جنوب العراق، هناك ميليشيات شيعية متطرفة تمول ايران بعضها وتزودها بالاسلحة فَرضوا القيود على الحياةِ اليوميةِ للعراقيين حيث منعوا المشروبات الكحولية وقيدوا حقوق النساء وحاول زعماء العراق الشيعة، بضمنهم رئيسِ الوزراء إبراهيم الجعفري تشكيل تحالف إستراتيجي مَع طهران، وحتى أرادوا الاعتراف بالايرانيين في مسودة الدستور كأقلية. ويقول دبلوماسي غربي: «"يمكننا الاعتقاد بان ما نقوله ونتقاسمه مع الحكومة العراقية ينتهي في طهران".
وربما أكثر الإشارات اثارة للقلق من تنامي النفوذ الايراني -ذلك البلد الذي دخل الحرب مع العراق خلال 8 سنوات ورفض معظم العراقيين حكومته الدينية– هو اثارة توتّرات طائفية بين السُنّةِ والشيعة وجر العراق إلى حرب أهلية شاملة. وبينما كبار مسؤولي الاستخبارات أرادوا التَقليل من أيّ دور مدعوم من قبل حكومة طهران في تأجيج أعمال العنف ضد قوات التحالف فان ظهور الشيباني على الساحة أثار شكوكاً أكثر على ايران . وقالت مصادر التحالف لمجلة «التايم» ان احدى القنابل قتلت ثلاثة جنود بريطانيين في العمارة الشهر الماضي. وقال مسؤول عسكري أمريكي كبير في بغداد: «يمكن للمرء أن يتكهن بأن هذا الامر لا بد انه يحظى بدرجة عالية من القبول من قبل كبار السلطات في طهران». كما أضاف هذا المسؤول ان الولايات المتحدة تعتقد ان ايران هي الوسيطة بين مقاتلين عراقيين شيعة وحزب الله وساعدت على استيراد اسلحة متطورة قتلت واصابت قوات بريطانية وأمريكية. وأكد وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد الاسبوع الماضي: « أسلحة ايرانية تم اكتشافها في العراق فهذا الامر واضح ودون غموض».
ما مدى خطورة التهديد؟ وتستند تحقيقات«التايم» على وثائق مهربة من ايران وعشرات المقابلات مع مسؤولي مخابرات أمريكيين وبريطانيين وعراقيين فضلا عن عميل ايراني ومنشقين مسلحين وميليشيا عراقية وحلفاء سياسيين تكشف عن خطة ايران لكسب النفوذ في العراق قبل الغزو الاميركي للعراق. ان غاية ايران و مطامحها هي المنافسة مع النشاطات الاميركية وحلفائها خصوصاً في الجنوب . هناك قلق استنزافي يساور بعض الدوائر الاستخبارية من عدم الاهتمام بالقيام بمواجهة النفوذ الايراني ويقول اذا وصلت المجموعات الشيعية المدعومة بقوة من قبل ايران الى السلطة تثير السنة على التمرد فهذا الامر قد يؤدي الى بقاء الولايات المتحدة وحلفائها في العراق وقال ضابط استخبارات بريطاني بشأن عدم الاهتمام النسبي بالتدخلات الايرانية : «كأننا نحلم في النوم بأننا نسير».
ان الاختراق الايراني للعراق قد تم تخطيطه منذ وقت طويل . في 9سبتمبر / ايلول 2002 وعندما كانت يتم التمهيدات في القواعد الاميركية في الكويت استدعى القائد المعظم آية الله علي الخامنئي مجلس حربه في طهران . وحسب مصادر ايرانية فان المجلس الاعلى للامن القومي استنتج بضرورة تبني سياسة نشطة لكي تمنع الاخطار طويلة المدى وقصيرة الامد من ايران. ودعمت أجهزة الامن الايرانية الاجنحة المسلحة لفصائل عراقية عدة كانت ايران قد احتضتنها في عهد صدام . وتقول المصادر الإستخباراتية الإيرانيةَ بأنّ المجموعات المُخْتَلِفة نُظّمتْ تحت قيادةِ العميدِ قاسم سليماني ، مُستشار خامنئي في شؤون أفغانستان والعراق وهو ضابط كبير في قوات الحرسِ الثوري الإيراني.
وتقول مصادر عسكرية ان وحدات بحدود 46 بين مشاة وألوية صواريخ تحركت قبل احتلال مارس / آذار 2003 لاسناد الحدود. بينها كانت وحدات قوات بدر التي تأسست عام 1980 باعتبارها الجناح المسلح للمجموعة الشيعية العراقية المتشددة (sciri) وهي الآن الحزب الأقوى في العراق. وكانت مهمة قوات بدر التي وزعت على ثلاثة محاور في الشمال والوسط والجنوب أن تدخل الاراضي العراقية أثناء حالة الفوضى الناجمة عن الاحتلال وتقوم بالاستيلاء على البلداتِ والمكاتب الحكومية، وتملأ الفراغ الناجم عن انهيار نظامِ صدام. ودخل بحدود 12000 رجل مسلّح، مع ضبّاطِ المخابرات الإيرانيينِ، إلى العراق. وحصلت «التايم» على نسخ ترى الإستخبارات العسكريةِ الأمريكية والبريطانيِة بأنها تقاريرِ استخبارية لقوات الحرس الايراني أرسلت في أبريل/نيسانِ 2003. ويقول احد التقارير أَرّخَ في العاشر من أبريل/نيسان وصنف باعتباره سرّياً، أن القوات الاميركية المدعومة بالدروع عبرت مدينة الكوت ولكنه يصرح «اننا مسيطرون على المدينة». وهناك وثيقة أخرى مؤرخة بنفس التاريخ عن وحدة برقم 1546 حيث تقول: «ان قواتنا سيطرت على مدينة العمارة واحتلت على ممتلكات حزب البعث» ويشير تحقيق الجيش البريطاني الى أن منظمة بدر والميليشيات الاخرى كانت في العمارة قوية جداً بحيث أصبح واضحاً بسرعة أن التحالف بحاجة الى العمل معهم لضمان خلق بيئة آمنة في المحافظة.
العديد مِن العراقيين في الجنوب يقولون ان الميليشيات في المنفى جلبت معها قيوداً دينية مزعجة . وقال قائد طلابي في جامعة البصرة : ظهر هؤلاء الرجالِ باللحى وبنادقِ الكلاشينكوف وقالوا انهم جاؤوا لحِماية الحرم الجامعي، ولكن المشكلة أنهم لم يتركوا الموقع نهائياً. ان هؤلاء الميليشيات يتهمون دوماً الشبَّاب بالسلوكِ الغيرِ الإسلاميِ، مثل تشابك الايادي بين الأزواجِ أَو ماكياج البناتِ . وقال أحد زعماء الطلاب الذي أراد عدم الكشف عن هويته: هم يُراقبونَنا، وهم الوحيدون الذين يسيطرون على الشوارعِ، بينما رجال الشرطة، الذين مَعهم، يَقِفون الى جانب . كما يقول مقدم في الشرطة يعمل مع القوات البريطانية مباشرة «ان الاحزاب الاسلامية قد ملأوا الفراغات . ان السلطة بيدهم فعلاً. ان الرتب وملفات الجميع بيد هذه الاحزاب. ولا يستطيع أحد أن يقوم بعمل دونهم. » ويقول المسؤولون العسكريون بأنّهم يَعتقدون ان ميليشيات تمولها ايران ساعدت على تدبير غوغاء ببلدة مجر الكبير في يونيو حزيران 2003 نجم عنه اعدام ستة من الشرطة العسكرية البريطانية.. و طبقاً لوثيقةَ مصنفة لدى الإستخبارات العسكريةِ البريطانيةِ هناك قائد مقاومة محلية متورط في قتلِ الشرطة العسكرية الملكية. انه يقود شبكة مجاهدي الثورة الاسلامية في العراق . ان هذه الشبكة ميليشيات مسلحة منسقة مع قوات الحرس الايراني في الاهواز في ايران. بالرغم من أن الضبّاطِ الأمريكان والبريطانيينِ يعتقدون أنه من غير المحتمل أن الجنود قتلوا بأمر من ضباط قوات الحرس الايراني غير أنهم يُوافقونَ بأنّ حالات القتل تنسجم مع تعليماتِ الجنرالاتِ الإيرانيينِ الواسعةِ لتوريط قوّات التحالف من خلال هجمات متقطعة وحملات كر وفر.
ما مدى خطورة التهديد؟ وتستند تحقيقات«التايم» على وثائق مهربة من ايران وعشرات المقابلات مع مسؤولي مخابرات أمريكيين وبريطانيين وعراقيين فضلا عن عميل ايراني ومنشقين مسلحين وميليشيا عراقية وحلفاء سياسيين تكشف عن خطة ايران لكسب النفوذ في العراق قبل الغزو الاميركي للعراق. ان غاية ايران و مطامحها هي المنافسة مع النشاطات الاميركية وحلفائها خصوصاً في الجنوب . هناك قلق استنزافي يساور بعض الدوائر الاستخبارية من عدم الاهتمام بالقيام بمواجهة النفوذ الايراني ويقول اذا وصلت المجموعات الشيعية المدعومة بقوة من قبل ايران الى السلطة تثير السنة على التمرد فهذا الامر قد يؤدي الى بقاء الولايات المتحدة وحلفائها في العراق وقال ضابط استخبارات بريطاني بشأن عدم الاهتمام النسبي بالتدخلات الايرانية : «كأننا نحلم في النوم بأننا نسير».
ان الاختراق الايراني للعراق قد تم تخطيطه منذ وقت طويل . في 9سبتمبر / ايلول 2002 وعندما كانت يتم التمهيدات في القواعد الاميركية في الكويت استدعى القائد المعظم آية الله علي الخامنئي مجلس حربه في طهران . وحسب مصادر ايرانية فان المجلس الاعلى للامن القومي استنتج بضرورة تبني سياسة نشطة لكي تمنع الاخطار طويلة المدى وقصيرة الامد من ايران. ودعمت أجهزة الامن الايرانية الاجنحة المسلحة لفصائل عراقية عدة كانت ايران قد احتضتنها في عهد صدام . وتقول المصادر الإستخباراتية الإيرانيةَ بأنّ المجموعات المُخْتَلِفة نُظّمتْ تحت قيادةِ العميدِ قاسم سليماني ، مُستشار خامنئي في شؤون أفغانستان والعراق وهو ضابط كبير في قوات الحرسِ الثوري الإيراني.
وتقول مصادر عسكرية ان وحدات بحدود 46 بين مشاة وألوية صواريخ تحركت قبل احتلال مارس / آذار 2003 لاسناد الحدود. بينها كانت وحدات قوات بدر التي تأسست عام 1980 باعتبارها الجناح المسلح للمجموعة الشيعية العراقية المتشددة (sciri) وهي الآن الحزب الأقوى في العراق. وكانت مهمة قوات بدر التي وزعت على ثلاثة محاور في الشمال والوسط والجنوب أن تدخل الاراضي العراقية أثناء حالة الفوضى الناجمة عن الاحتلال وتقوم بالاستيلاء على البلداتِ والمكاتب الحكومية، وتملأ الفراغ الناجم عن انهيار نظامِ صدام. ودخل بحدود 12000 رجل مسلّح، مع ضبّاطِ المخابرات الإيرانيينِ، إلى العراق. وحصلت «التايم» على نسخ ترى الإستخبارات العسكريةِ الأمريكية والبريطانيِة بأنها تقاريرِ استخبارية لقوات الحرس الايراني أرسلت في أبريل/نيسانِ 2003. ويقول احد التقارير أَرّخَ في العاشر من أبريل/نيسان وصنف باعتباره سرّياً، أن القوات الاميركية المدعومة بالدروع عبرت مدينة الكوت ولكنه يصرح «اننا مسيطرون على المدينة». وهناك وثيقة أخرى مؤرخة بنفس التاريخ عن وحدة برقم 1546 حيث تقول: «ان قواتنا سيطرت على مدينة العمارة واحتلت على ممتلكات حزب البعث» ويشير تحقيق الجيش البريطاني الى أن منظمة بدر والميليشيات الاخرى كانت في العمارة قوية جداً بحيث أصبح واضحاً بسرعة أن التحالف بحاجة الى العمل معهم لضمان خلق بيئة آمنة في المحافظة.
العديد مِن العراقيين في الجنوب يقولون ان الميليشيات في المنفى جلبت معها قيوداً دينية مزعجة . وقال قائد طلابي في جامعة البصرة : ظهر هؤلاء الرجالِ باللحى وبنادقِ الكلاشينكوف وقالوا انهم جاؤوا لحِماية الحرم الجامعي، ولكن المشكلة أنهم لم يتركوا الموقع نهائياً. ان هؤلاء الميليشيات يتهمون دوماً الشبَّاب بالسلوكِ الغيرِ الإسلاميِ، مثل تشابك الايادي بين الأزواجِ أَو ماكياج البناتِ . وقال أحد زعماء الطلاب الذي أراد عدم الكشف عن هويته: هم يُراقبونَنا، وهم الوحيدون الذين يسيطرون على الشوارعِ، بينما رجال الشرطة، الذين مَعهم، يَقِفون الى جانب . كما يقول مقدم في الشرطة يعمل مع القوات البريطانية مباشرة «ان الاحزاب الاسلامية قد ملأوا الفراغات . ان السلطة بيدهم فعلاً. ان الرتب وملفات الجميع بيد هذه الاحزاب. ولا يستطيع أحد أن يقوم بعمل دونهم. » ويقول المسؤولون العسكريون بأنّهم يَعتقدون ان ميليشيات تمولها ايران ساعدت على تدبير غوغاء ببلدة مجر الكبير في يونيو حزيران 2003 نجم عنه اعدام ستة من الشرطة العسكرية البريطانية.. و طبقاً لوثيقةَ مصنفة لدى الإستخبارات العسكريةِ البريطانيةِ هناك قائد مقاومة محلية متورط في قتلِ الشرطة العسكرية الملكية. انه يقود شبكة مجاهدي الثورة الاسلامية في العراق . ان هذه الشبكة ميليشيات مسلحة منسقة مع قوات الحرس الايراني في الاهواز في ايران. بالرغم من أن الضبّاطِ الأمريكان والبريطانيينِ يعتقدون أنه من غير المحتمل أن الجنود قتلوا بأمر من ضباط قوات الحرس الايراني غير أنهم يُوافقونَ بأنّ حالات القتل تنسجم مع تعليماتِ الجنرالاتِ الإيرانيينِ الواسعةِ لتوريط قوّات التحالف من خلال هجمات متقطعة وحملات كر وفر.
إنّ المشاريع الايرانية مؤثرة كما هو شامل، وينافس مع مساعي التَحَالُف أحياناً ويفضل عليهم في بعض الاحيان ، اذ يتضمن الأعمال التجارية وشركات تعمل كغطاء و مجموعات دينية ومنظمات غير حكومية ومساعدة للمَدارِسِ والجامعاتِ. بينما واشنطن تَدْعمُ وسائل الاعلام العراقية مثل قناة الحرة . وقامت طهران بتمويل الاذاعة والتلفزيون والصحف في العراق. وتقترح مذكرة المجلس الاعلى للامن القومي لعام 2003 تم تهريبها خارج إيران، أن تقوم جمعية الهلال الأحمرَ الإيرانيةَ، التي هي بمثابة الصليب الأحمرِ، بتنسيق نشاطاتَها من خلال قوات الحرسِ الثوري الإيراني. وتوصي المذكرة المسؤولين بأنّ الحاجاتِ الفوريةِ للشعب العراقي يَجِب أَنْ يتم حسمها من قبل فيلق القدس.
ما هو أكثر شرّاً هو إشارات فرق الموت التي تتولى مسؤولية تصيفة المعارضة والبعثيين السابقينِ بالقوة. و تُؤكّدُ مصادر الاستخبارات الأمريكيةِ بأنّ الأهدافِ الاولية تتضمن أعضاء سابقينَ في شعبة ايران في مخابرات صدام.و في المُدن الجنوبيةِ، تنظيم (ثأر الله) هو أحد المجموعات الفدائيةِ التي يشتبه بأنها متورطة في الإغتيالاتِ. ويقول القادة الأمريكيون في بغداد و المحافظاتِ الشرقيةِ ان هناك خلايا مماثلةَ تَشتغل في قطاعاتِهم. واتهم رئيس جهاز الامن الوطني العراقي، الجنرال محمد عبد الله الشهواني ، علناً خلايا مدعومة من قبل ايران بمطاردة وقَتْل ضبّاطِه وأعلن في أكتوبر/تشرين الأولِ أن موظفي السفارةِ الايرانية في بغداد هم يتحملون المسؤولية في الاغتيالات المنسقة التي طالت بحدود 18 مِن أعضاء جهازه كما ادعى بأنّه وخلال عمليات المداهمة لثلاثة أوكار الامن تم العثور على كنز مِنْ الوثائقِ تكشف عن تمويل تتلقاها قوات بدر لاغراض «التصفية الجسدية».
ابو حسن وهو مسؤول عراقي سابق وأحد قادة سلاح المدرعات في قوات صدام حسين ابلغ الصيف الماضي ان عميلا ايرانيا جنده عام 2004 لتقديم أسماء وعناوين لمسؤولي وزارة الداخلية الذين هم على اتصال وثيق بضباط اتصال وضباط عسكريين أمريكيين. و العميل الايراني الذي جند أبو حسن أراد معرفة "من الذي يحظى بثقة الامريكيين وأماكنهم" وكانوا يمارسون الضغط عليه حتى يقوم بالانتماء الى حزب سياسي وحزب وطني لكي يقوم بادخال شخص الى مكتب رئيس الوزراء انذاك اياد علاوي دون تفتيشه. (وقد أخبر علاوي مجلة «التايم» أنه يعتقد أن العملاء الايرانيين خططوا لاغتياله). وطَلب العامل المعلومات أيضاً عن تجمعَّاتِ القوّاتِ الأمريكيةِ في منطقة معيّنة ببغداد وتفاصيل الأسلحةِ الأمريكيةِ، والدروع، والمسير وتوقيتات تحركات الجيش الاميركي. وبعد كَشْف محادثاتِه لدى السلطاتِ الأمريكيةِ والعراقيةِ، فقد اختفى أبو حسن. كما ادين قبل فترة أحد المسؤولين العراقيين الكبار بالتجسسِ.
وتَقُول وكالات الاستخبارات ان طهران ما زالَتْ تُموّل أحزاب سياسية مُخْتَلِفةَ في العراق. الوثائق التي حصلت عليها «التايم» عن قوات الحرس الثوري الايراني تتضمن سجلات عن مدفوعات ضخمة من اغسطس اب 2004 تظهر فيما يبدو ان ايران تدفع رواتب لنحو 11740 عضوا في ميليشيا بدر العراقية الشيعية.. ولكن الاستخبارات في الجيش الاميركي والبريطاني تشكك في استمرارية دفع هذه الرواتب ولو أن هادي العامري زعيم فيلق بدر قد نفى أن يكون الامر الان على هذا النحو.وقال العامري «أخبرتُ الضبّاط الأمريكانَ ليجلب لنا ادلة تثبت بأننا كنا على ارتباط مع ايران وأننا مستعدون» وأنهم يَقُولونَ ما عِنْدَهُمْ أيّ ارتباط .
الذي يَبْقى غامضاً هو ما مدى التشجيع الايراني لعملائها على تنظيم هجماتِ ضدّ التَحَالُفِ بقيادة الولايات المتحدةِ. ويصف ضبّاطُ إستخبارات عسكريةِ إستراتيجيةِ نظرائهم في قوات الحرس الثوري الايراني بأنها ستراتيجية استخدام "هجمات غير قابلة للاتهام" من قبل العملاء وذلك لزيادة امكانية التفنيد. ويقول ضابط أمريكي كبير: الذي غير معلوم هو ما هي الفصائل الامنية المنهارة داخل الجهاز الامني في طهران والتي تقف وراء هذه الستراتيجية وما مدى موافقة الزعماء الكبار مع ذلك. وتدعي مصادر إستخباراتية بأنَّ العميد سليماني أَمرَ في إجتماع مع عملائه من الميليشيات المحلية في ربيع السَنَة الماضية لهم: «ضروة القيام بأي تحرك من شأنه اضعاف القوات الاميركية في العراق ويجب استخدام كُلّ الوسائل المحتملة لإبْقاء القوات الأمريكيةِ منشغلة في العراق». وتكشف وثائق الإستخبارات العسكريةِ البريطانيةِ السريةِ بأنّ القواتِ البريطانيةِ تطارد ميليشيات عدة في جنوب العراق مَدْعُومة مِن قِبل قوات الحرس الثوري الايراني . كما تطارد وكالة الاستخبارات قوات التحالف والعراق خلال جولات التفتيش التي يقوم بها نظرائها الامريكيين زيارات ضبّاطِ إيرانيينِ إلى العراق عن كثب . ويقول أحد ضباط المخابرات البريطاني : «نعرف بأنهم جاؤوا لكن في أغلب الاحيان نعرف بذلك بعد ما عادوا».
ولا تنكر الأحزاب السياسية الشيعيّة حدوث مثل هذه الزيارات . تدفق الاسلحة من الحدود الشرقية المثقوبة لايزال يتواصل. ويقول ضابط بريطاني في البصرة: «انهم يستفيدون من َ نقاط التفتيش القانونية لنقل الموظفين، بينما تهرب الاسلحة عبر المستنقعاتِ والمناطق الشمالية». ويقول دبلوماسيون كبار ومسؤولون في المخابرات بأنّ بَعْض الضبّاطِ الإيرانيينِ يساعدون المتمرّدين الشيعة لكن الامر لا يبرز بسبب دعم جيران العراق العرب للمتمردين.
ما هو أكثر شرّاً هو إشارات فرق الموت التي تتولى مسؤولية تصيفة المعارضة والبعثيين السابقينِ بالقوة. و تُؤكّدُ مصادر الاستخبارات الأمريكيةِ بأنّ الأهدافِ الاولية تتضمن أعضاء سابقينَ في شعبة ايران في مخابرات صدام.و في المُدن الجنوبيةِ، تنظيم (ثأر الله) هو أحد المجموعات الفدائيةِ التي يشتبه بأنها متورطة في الإغتيالاتِ. ويقول القادة الأمريكيون في بغداد و المحافظاتِ الشرقيةِ ان هناك خلايا مماثلةَ تَشتغل في قطاعاتِهم. واتهم رئيس جهاز الامن الوطني العراقي، الجنرال محمد عبد الله الشهواني ، علناً خلايا مدعومة من قبل ايران بمطاردة وقَتْل ضبّاطِه وأعلن في أكتوبر/تشرين الأولِ أن موظفي السفارةِ الايرانية في بغداد هم يتحملون المسؤولية في الاغتيالات المنسقة التي طالت بحدود 18 مِن أعضاء جهازه كما ادعى بأنّه وخلال عمليات المداهمة لثلاثة أوكار الامن تم العثور على كنز مِنْ الوثائقِ تكشف عن تمويل تتلقاها قوات بدر لاغراض «التصفية الجسدية».
ابو حسن وهو مسؤول عراقي سابق وأحد قادة سلاح المدرعات في قوات صدام حسين ابلغ الصيف الماضي ان عميلا ايرانيا جنده عام 2004 لتقديم أسماء وعناوين لمسؤولي وزارة الداخلية الذين هم على اتصال وثيق بضباط اتصال وضباط عسكريين أمريكيين. و العميل الايراني الذي جند أبو حسن أراد معرفة "من الذي يحظى بثقة الامريكيين وأماكنهم" وكانوا يمارسون الضغط عليه حتى يقوم بالانتماء الى حزب سياسي وحزب وطني لكي يقوم بادخال شخص الى مكتب رئيس الوزراء انذاك اياد علاوي دون تفتيشه. (وقد أخبر علاوي مجلة «التايم» أنه يعتقد أن العملاء الايرانيين خططوا لاغتياله). وطَلب العامل المعلومات أيضاً عن تجمعَّاتِ القوّاتِ الأمريكيةِ في منطقة معيّنة ببغداد وتفاصيل الأسلحةِ الأمريكيةِ، والدروع، والمسير وتوقيتات تحركات الجيش الاميركي. وبعد كَشْف محادثاتِه لدى السلطاتِ الأمريكيةِ والعراقيةِ، فقد اختفى أبو حسن. كما ادين قبل فترة أحد المسؤولين العراقيين الكبار بالتجسسِ.
وتَقُول وكالات الاستخبارات ان طهران ما زالَتْ تُموّل أحزاب سياسية مُخْتَلِفةَ في العراق. الوثائق التي حصلت عليها «التايم» عن قوات الحرس الثوري الايراني تتضمن سجلات عن مدفوعات ضخمة من اغسطس اب 2004 تظهر فيما يبدو ان ايران تدفع رواتب لنحو 11740 عضوا في ميليشيا بدر العراقية الشيعية.. ولكن الاستخبارات في الجيش الاميركي والبريطاني تشكك في استمرارية دفع هذه الرواتب ولو أن هادي العامري زعيم فيلق بدر قد نفى أن يكون الامر الان على هذا النحو.وقال العامري «أخبرتُ الضبّاط الأمريكانَ ليجلب لنا ادلة تثبت بأننا كنا على ارتباط مع ايران وأننا مستعدون» وأنهم يَقُولونَ ما عِنْدَهُمْ أيّ ارتباط .
الذي يَبْقى غامضاً هو ما مدى التشجيع الايراني لعملائها على تنظيم هجماتِ ضدّ التَحَالُفِ بقيادة الولايات المتحدةِ. ويصف ضبّاطُ إستخبارات عسكريةِ إستراتيجيةِ نظرائهم في قوات الحرس الثوري الايراني بأنها ستراتيجية استخدام "هجمات غير قابلة للاتهام" من قبل العملاء وذلك لزيادة امكانية التفنيد. ويقول ضابط أمريكي كبير: الذي غير معلوم هو ما هي الفصائل الامنية المنهارة داخل الجهاز الامني في طهران والتي تقف وراء هذه الستراتيجية وما مدى موافقة الزعماء الكبار مع ذلك. وتدعي مصادر إستخباراتية بأنَّ العميد سليماني أَمرَ في إجتماع مع عملائه من الميليشيات المحلية في ربيع السَنَة الماضية لهم: «ضروة القيام بأي تحرك من شأنه اضعاف القوات الاميركية في العراق ويجب استخدام كُلّ الوسائل المحتملة لإبْقاء القوات الأمريكيةِ منشغلة في العراق». وتكشف وثائق الإستخبارات العسكريةِ البريطانيةِ السريةِ بأنّ القواتِ البريطانيةِ تطارد ميليشيات عدة في جنوب العراق مَدْعُومة مِن قِبل قوات الحرس الثوري الايراني . كما تطارد وكالة الاستخبارات قوات التحالف والعراق خلال جولات التفتيش التي يقوم بها نظرائها الامريكيين زيارات ضبّاطِ إيرانيينِ إلى العراق عن كثب . ويقول أحد ضباط المخابرات البريطاني : «نعرف بأنهم جاؤوا لكن في أغلب الاحيان نعرف بذلك بعد ما عادوا».
ولا تنكر الأحزاب السياسية الشيعيّة حدوث مثل هذه الزيارات . تدفق الاسلحة من الحدود الشرقية المثقوبة لايزال يتواصل. ويقول ضابط بريطاني في البصرة: «انهم يستفيدون من َ نقاط التفتيش القانونية لنقل الموظفين، بينما تهرب الاسلحة عبر المستنقعاتِ والمناطق الشمالية». ويقول دبلوماسيون كبار ومسؤولون في المخابرات بأنّ بَعْض الضبّاطِ الإيرانيينِ يساعدون المتمرّدين الشيعة لكن الامر لا يبرز بسبب دعم جيران العراق العرب للمتمردين.
قد يَقُول الدبلوماسيون الغربيون بأنّه حتى الآن، يَبْدو أن آيات اللهَ يعملون على النسق الدفاعي وليس العدواني . هناك علامة مشجعة بأن حتى الشيعة الموالين لطهران يظهرون علامات ورغبات قومية عراقية وعربية وهناك الكثير عِنْدَهُمْ روابط عائلية وعشائرية قوية مَع السُنّةِ نحن أبناءَ العراق. الظروف أجبرتْنا أن نترك البلاد ولكنه لَمْ تتغير هويتَنا ويَقُول زعيمَ بدر العامري انه فخور بتعاونِه مَع قوات الحرس الثوري الايراني لمُحَارَبَة صدام لكنه يَقُول انه كان على الحد الذي يؤمن مصالحنا. و يَعتقدُ مراقب غربي مطّلع بأنّ هذه المجموعات لها وجهات نظر مشتركة مع طهران مثلما تكون هناك وجهات نظر مشتركة بين البريطانيين والامريكان و هم يُحاولونَ الآن أَنْ يُوازنوا مصالحَهم مع اولئك الذين يساندونِهم ومتلهّفون لإسْتِخْدام القوَّةِ في بغداد بقدر طاقتهم الذاتية. وأنني أعتقد أنكم لا تتمكنون من قطع علاقات قديمة على مدى العمر. ويقول ضابط عسكري أمريكي كبير: كلما يمر الوقت كلما يتحولون الى سياسيين يواجهون قضايا محلية.
قد يكون ذلك كلاماً صائباً لكن ايران تشير الى علائم تصعيد الموقف في العراق وقد تجبر الولايات المتحدة في النهاية على البحث عن أصدقاء جدد في العراق – بضمنهم اولئك الذين خضعوا خلال عامين ونصف العام لظروف صعبة – اولئك الذين بامكانهم مواجهة انتهاكات الملالي. ويعترف الدبلوماسيون الغربيون بأن نشاطاتَ إيران السهلة الانقياد على ما يبدو ما زال تَستطيعُ أَنْ تتحول إلى أزمة أكبر. انهم يقولون «اننا تَعاملنَا في الماضي لاكثر من مرة مع الحكوماتِ المتحالفة مع أعدائنا ولكن الأمر المزعج هو هل تستيطع أن تؤثر على الجهود المبذولة من أجل احتواء التمرد؟ اننا نقول: انه لم يحصل بعد ولكنه ربما يحصل. الحرب في العراق قد تتحول الى حرب معقدة أكثر مما هو عليه الآن.
قد يكون ذلك كلاماً صائباً لكن ايران تشير الى علائم تصعيد الموقف في العراق وقد تجبر الولايات المتحدة في النهاية على البحث عن أصدقاء جدد في العراق – بضمنهم اولئك الذين خضعوا خلال عامين ونصف العام لظروف صعبة – اولئك الذين بامكانهم مواجهة انتهاكات الملالي. ويعترف الدبلوماسيون الغربيون بأن نشاطاتَ إيران السهلة الانقياد على ما يبدو ما زال تَستطيعُ أَنْ تتحول إلى أزمة أكبر. انهم يقولون «اننا تَعاملنَا في الماضي لاكثر من مرة مع الحكوماتِ المتحالفة مع أعدائنا ولكن الأمر المزعج هو هل تستيطع أن تؤثر على الجهود المبذولة من أجل احتواء التمرد؟ اننا نقول: انه لم يحصل بعد ولكنه ربما يحصل. الحرب في العراق قد تتحول الى حرب معقدة أكثر مما هو عليه الآن.