
وقد كان واضحا تشديد الولي الإيراني الفقيه علي خامنئي أخيراً على موضوع إنهاء ملف وجود هذه الحركة في العراق و تحديدا في 'معسكر أشرف' الحدودي كما كانت زيارة ما يسمى برئيس مصلحة تشخيص النظام هاشمي رفسنجاني للعراق خطوة تصعيدية من أجل ممارسة المزيد من الضغط على الحكومة العراقية بهدف إجبارها على تفعيل قرار إغلاق المعسكر و المدينة برمتها و مضايقة المعارضة الإيرانية و إجبارها على الخروج من العراق بشتى الطرق ولو بطريقة تصفوية مباشرة كتسليم عناصرها للنظام الإيراني وهو أمر يهدد بحدوث كارثة إنسانية , وقد تم تصعيد الموقف بشكل خطير أخيراً بعد أن هاجمت عناصر أمنية عراقية مسلحة المعسكر بكثافة نيرانية و فرضت الحصار عليه و منعت زيارة أقارب المقيمين فيه و القادمين من إيران كما منعت دخول العراقيين للمعسكر. المسألة الرئيسية و التي تهمنا في الموضوع هو خطورة الإنسياق وراء مطامع و أهداف و تطلعات النظام الإيراني و ضرورة الإلتزام بمعايير سياسية راقية و محترفة في التعامل مع قوى المعارضة الإيرانية خصوصا و إن ملف إدارة الصراع الإقليمي المتغير يحتم على صانع القرار العراقي على التمهل في معالجة الأمور و أخذ المصالح الوطنية العراقية كمعيار أكبر في ممارسة العمل الديبلوماسي و تقديم رأس المعارضة الإيرانية لنظام الملالي مجانا هو عمل أحمق و لا يصب في المصلحة العراقية و لا في السياسة المستقبلية للمنطقة , فلا مصلحة لنا أبدا في إستعداء المعارضة الإيرانية خصوصا و أن النظام الإيراني ما فتأ يهدد بأسلحته و يضرب بمدافعه الثقيلة الأراضي العراقية من البصرة جنوبا و حتى كردستان شمالا , كما أن النشاطات الإستخبارية و التخريبية للحرس الثوري لم تزل في أقصى مدياتها فضلا عن نشاطات التجسس العسكرية و المدنية و كما كشفتها أيضا عملية إسقاط طائرة التجسس الإيرانية في مدينة بلد التي أسقطتها المضادات الجوية الأميركية أخيراً, و بما يعني ان النظام الإيراني يشكل خطرا حقيقيا على مستقبل الأمن و السلام في العراق فضلا عن التطلعات الستراتيجية و المستقبلية الخطرة. صحيح أن حلفاء النظام الإيراني هم في قمة السلطة في العراق و هؤلاء مطالبين بحكم الضرورة و المصلحة و التخادم بتنفيذ الأوامر الإيرانية المقدسة و لكن الوجود الأميركي هو وحده الذي يضبط إيقاعات اللعبة الميدانية في العراق , فتصوروا لو أن الأميركيين ليسوا موجودين في العراق فماذا سيكون مصير المقيمين في مدينة أشرف ؟ الجواب معروف وهو الإبادة الشاملة… بل أن كل الإحتمالات قائمة و معارضة اليوم المحاصرة قد نجدها قريبا تحكم طهران! وهو إحتمال واقعي للغاية إعتمادا على موازين القوى , الإنفتاح على المعارضة الإيرانية و تخفيف الضغوط على المحاصرين في معسكر أشرف هو عملية ضرورية من أجل إدارة سليمة للصراع الإقليمي…