
اذا كنا هكذا بشر مبسوسين بعجينة التقديس والتعبيد للواحد الأحد ونمتلك أسباب الوجود المبرر لماذا الاعتكاف خارج المقاييس المعتادة ونمضي دون دراية محسوبة تحت خيمة الضياع ؟ اذا كانت أفانين السياسة معسولة بالتدنيس الديني المخادع والمضلل الذي جلبه أصحاب الغرض السيئ من الأقوام المحسوبة على الإسلام زورا هي الطاغية نتيجة الترهل والانكماش الذاتي لخير امة اخرجت للناس ؟ فلا خير لغير لما اختاره رب الأنام سبحانه تعالى وان الخيبة نصيب من يناصب امة محمد العداء؟ فلا عتاب ولا عتب على من تهاوت عنده دعائم الوفاء وتغافل الأفضال كلها وراح يشمر عن أنيابه الصفر الشاحبة للانتقام من دعاة السلام والمكلفين بنشر الإسلام عبر الأرجاء المرجوة بذكره الميمون. ان الوقائع الطاغية على المسرح العربي تشير الى صدق شرف ما توقعنا وحذرنا وتنبأنا؟ فالأشرار المحسوبين بولائهم وإيمانهم والظاهرين بأقوالهم الجاهزة في التفاني والوفاء والإخلاص لأوطانهم غير الأصلية كذبوا القول وان كانوا صادقين وخابت ظنونهم حتى ولو صدقوا الأقوال ما داموا بعيدين عن أفعالها ؟ فالأمثال فيها مرارة كأداء ونتائج جوفاء إذا كنا عنها غافلون؟ فالحاصل والمحصول في الموقف العربي الجامد والخجول نتيجة توسع النفوذ الإيراني ينسجم بالضرورة مع ما تحدثنا عنه بالحسرة ذاتها والألم نفسه والانكسار ذاته ما لم نصحوا جميعا من اجل التصحيح لمسار خاطئ وظنون خائرة واستراتيجيات فاشلة، لان موضوع ضم البحرين لم يأتي عن فراغ فارسي ولا عن أطماع طائفية حقيرة؟ وان الهياج العشوائي القاذف بنفسه خارج السياقات في دولة الكويت الشقيقة يدخل عنوة حتما داخل هذه الصومعة الطامعة باسم الدين أولا والمذهب المحرف خرافيا ثانيا، فالإيعاز والتوجيهات والأوامر والإرشادات والفتاوى الى الغوغاء المتواجدين على الأراضي العربية والحاصلين على تراخيص الإقامة هم الخلايا الحية والنائمة والمشاغبة حين الطلب القادم من قم وطهران ؟ فهل وصلت تحذيراتنا الى الجمود العربي ام نحيى جميعا من اجل الحياء بعيدا عن سبات مظلم ومفزع يقوض آمال أجيالنا وطموحات حرائرنا ونوابغ شرفنا الأصيل. ولا نريد ان نرمي اللوم كله على الاطماع الايرانية، بل الشغب الديني والمذهبي قائم من غير الفرس واعوانهم للاغراض السياسية العقيمة؟ فاحذر واجب وعلى الجامدين العرب ان يعوا خطورة المستقبل؟