مؤتمر صحفي حاشد في مقر اقامة الرئيسة مريم رجوي في فرنسا
عصر يوم أمس الثلاثاء الحادي والثلاثين من كانون الثاني 2006 وعشية اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية حضرت السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الايرانية مؤتمراً صحفياً في مقر المجلس الوطني للمقاومة الايرانية في اوفيرسورواز شارك فيه عشرات من ممثلي وسائل الإعلام الفرنسية والدولية وشرحت السيدة مريم رجوي خلاله مواقف المقاومة الايرانية من الظروف الخطيرة التي تمر ببلدنا وسياسة الدول الاوربية والامريكية تجاه الازمة الأخيرة في ما يتعلق بالبرنامج التسليحي النووي للنظام الايراني، وردت على أسئلة المراسلين والصحفيين.
كلمات في هذا المؤتمر كل من اللورد راسل جانستون من الاعضاء البارزين في مجلس اللوردات البريطاني من الحزب الليبرالي والرئيس السابق في المجمع البرلماني للمجلس الاوربي والسيناتور جان بير ميشل عضو مجلس الشيوخ الفرنسي من الحزب الاشترالي والسيناتور باتريك وان كرونكلسون عضو لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ البلجيكي من الحزب الليبرالي البلجيكي والسيد بائولو كاساكا عضو البرلمان الاوربي من الحزب الاشتراكي والرئيس المشترك في المجموعة البرلمانية لاصدقاء ايران حرة.
ورحبت السيدة رجوي بقرار الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي ومجلس الوزراء في الاتحاد الاوربي للمطالبة بتدخل مجلس الامن الدولي في الملف النووي للنظام الايراني وأكدت ضرورة اتخاذ مجلس الأمن الدولي اجراءات عاجلة تجاه الملف النووي للنظام الايراني.
وقالت السيدة رجوي: « ان النظام الايراني وبمجيئه باحمدي نجاد الى السلطة، اتخذ خيارًا ستراتيجيًا، اي ضمانًا لبقاء النظام اعتمادًا على القنبلة النووية وابتلاع العراق ومعاداة السلام في المنطقة، وفي الوقت نفسه قايضت الدول الغربية النظام على حساب الشعب الايراني والمقاومة الايرانية لاسترضاء حكام إيران واصلاح نظامهم، والآن فقد وصلت سياسة الاصلاح الى طريق مسدود وأصبح حكام إيران على وشك الحصول على القنبلة النووية، وقد حان الوقت لاعتماد سياسة جديدة تجاه الشعب الايراني والمقاومة الايرانية ودعم التغيير الديمقراطي في ايران».
وأكدت السيدة رجوي: «ان قلب المسألة اليوم هو هل لا يزال بالإمكان منع حكام إيران من حصولهم على القنبلة الذرية والتجنب من وقوع حرب أخرى في المنطقة؟ وهل لا يزال من الممكن بعد عقدين من المساومة الحيلولة دون تكرار تجربة ميونيخ في الثلاثينات؟ الجواب نعم. نعم بالامكان وذلك باحداث التغيير الديمقراطي في ايران وأن هذا التغيير يتحقق فقط على أيدي الشعب والمقاومة الايرانية. ان المجتمع الدولي امام اختيار خطير وهو استمرار المصالحة والمساومة مع حكام إيران والحرب او ابداء الحزم وازالة العراقيل من امام هذا التغيير».
واكدت رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة ان 18 عامًا من الاخفاء وثلاث سنوات ونيف من المحادثات والمناورات بين الولايات المتحدة الامريكية واوربا وبين اوربا وروسيا اوصلت المنطقة الى حافة الهاوية بما فيه الكفاية وانتهى الوقت» محذرة من أنه «اما أن يتدخل مجلس الامن الدولي في أسرع وقت ممكن أو حكام إيران سينالون القنبلة النووية».
كما حذرت السيدة مريم رجوي في جانب آخر من حديثها من تدخلات النظام الإيراني في العراق، قائلة: «إن التهديد الأكبر الذي يشكله حكام إيران هو تدخلاتهم المتزايدة في العراق التي ألقت المشاريع النووية للنظام بظلالها عليها. ان هذه التدخلات وصلت الى حد قام فيه حكام إيران بتأسيس سجون ومعتقلات للتعذيب في العراق وهم سيطروا على العديد من الوزارات.. والعراق أصبح موطأ قدم بالنسبة لحكام إيران للسيطرة على الشرق الاوسط برمته بحيث يستخدم النظام الايراني اليوم موقعه في العراق كعامل ضغط لدفع الدول الغربية للتنازل في المحادثات النووية. ان الديمقراطية في العراق والسلام في الشرق الاوسط أمر خطير بالنسبة لحكام إيران ولذلك يبذلون قصارى جهدهم لوضع عراقيل أمام هذه العملية».
وأضافت السيدة رجوي تقول: «حكام إيران أوصلوا المنطقة الى حافة الهاوية». وأردفت قائلة: « ان المجتمع الدولي امام اختيار اما المساومة مع حكام إيران والحرب أو ابداء الحزم وإقرار السلام. لذلك ومن أجل الحيلولة دون تحقيق التهديد النووي للنظام الإيراني فمن الضروري أن يقوم مجلس الامن الدولي بالنظر في الملف النووي للنظام الايراني ومقاطعة النظام الإيراني نفطياً وتسليحياً وتقنياً ودبلوماسياً والنظر في جرائم النظام ورموزه التي ارتكبوها ضد الشعب الايراني وكذلك جرائمه الارهابية خارج البلاد أمام محكمة دولية». كما طالبت الرئيسة مريم رجوي برفع تهمة الارهاب الظالمة التي وجهت إلى منظمة مجاهدي خلق الايرانية وكذلك دعت الى دعم المجلس الوطني للمقاومة الايرانية بصفته ممثلاً للمقاومة المشروعة للشعب الايراني.
ورداً على سؤال حول منطلقات الشعب الايراني بشأن البرامج النووية للنظام الايراني قالت رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الايرانية :«خلافاً لما يوحي الموالون لحكام إيران فان أبناء الشعب الايراني الذين يرغب أكثر من 90 بالمئة منهم في تغيير النظام لم يوافقوا اطلاقاً على البرامج النووية التي بددت ثروات الشعب الايراني في الظروف التي تؤكد فيها الارقام الرسمية أن أكثر من 80 بالمئة من أبناء الشعب الايراني يعيشون تحت خط الفقر».
هذا وقال اللورد راسل جانستون في كلمته ان المقاومة الايرانية تحظى بدعم كبير من قبل أعضاء مجلسي العموم واللوردات البريطانيين وأضاف أنه وتزامناً مع هذا المؤتمر عقدت جلسة برلمانية وحقوقية حاشدة في قصر وست مينستر شارك فيها عدد من أبرز وأرفع الحقوقيين وممثلي كافة الاحزاب من المجلسين البريطانيين دعوا الى رفع الحظر عن منظمة مجاهدي خلق الايرانية. وقال إنه وفي هذه الجلسة أعلنت عن انضمام ألفي حقوقي بريطاني الى 6500 من زملائهم في اوربا وهم يطالبون بشطب اسم المنظمة من قائمة المنظمات الارهابية الصادرة عن الاتحاد الاوربي.
وأما السيناتور ميشل فقد أكد في كلمته على أن الصاق تهمة الارهاب بالمقاومة الايرانية لا أساس له وأشار الى المداهمات المشينة التي شنتها الشرطة الفرنسية على مقر المجلس الوطني للمقاومة الايرانية في اوفيرسورواز في حزيران عام 2003 وأضاف ان «سياسة استرضاء النظام سياسة فاشلة وأن الحكومة الفرنسية عليها أن ترفع القيود عن أعضاء المقاومة الايرانية والسيدة مريم رجوي ونشاطات المجلس الوطني للمقاومة الايرانية.
أما السيناتور باتريك ون كرون كلسون فأكد في كلمتة أمام المؤتمر أن الصاق تهمة الارهاب بمجاهدي خلق لا أساس له حقوقياً وسياسياً ولذلك فقد أصدر مجلس الشيوخ البلجيكي قراراً طالب فيه الحكومة البلجيكية والاتحاد الاوربي باعادة النظر في ادراج اسم مجاهدي خلق الايرانية في قائمة المنظمات الارهابية الصادرة عن الاتحاد الاوربي. وأضاف أن هناك ما يدل على أن الصاق تهمة الارهاب بمجاهدي خلق جاء بدوافع سياسية وهو أنه و في كانون الأول عام 2001 وفي عهد رئاسة بلجيكا للاتحاد الاوربي امتنعت بلجيكا عن ادراج اسم مجاهدي خلق في القائمة رغم جميع مؤامرات ومحاولات النظام الايراني. وأما السيد بائولو كاساكا فقد أشار الى زيارتين قام بهما الى معسكر أشرف والاتصالات وتعامله مع المواطنين العراقيين والتيارات السياسية العراقية وأكد أن مجاهدي خلق وبمثابة تيار مسلم مناهض للتطرف تحظى بدعم استثنائي كبير بين مكونات الشعب العراقي والتيارات السياسية العراقية لكون الشعب العراقي يرى المجاهدين سداً منيعاً ضد التطرف المصدّر من قبل طهران. كما أكد على الدعم الواسع للمقاومة الايرانية من قبل زملائه في البرلمان الاوربي والقرارات التي تم تبنيها في البرلمان للتأكيد على ضرورة اعادة النظر في قائمة الارهاب الصادرة عن الاتحاد الاوربي.