
يبدو أن تعامل المجتمع الدولي وبشكل خاص الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية مع الملف النووي لنظام الملالي قد دخل ”مرحلة مختلفة” مع التوقيت الذي حُّدد لانعقاد الاجتماع الطاريء لمجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
بتعبير آخر,فان الاتحاد الأوروبي وهنا المسؤوليْن الألماني و الفرنسي المشار إليهما, قد وصلا بسياسة المسايرة تجاه دكتاتورية الملالي إلى مأزق تام ولم يشاهدوا أي بصيص أمل يأتيهما من ناحية نظام الملالي, بل فيما يتعلق الأمر بهذا النظام وكما أكدت عليه المقاومة الإيرانية مرارًا, لم يكن ضوء التفاوض باديًا من جهة الملالي على الإطلاق, إنما نارًا تحت رماد فرنٍ قد تجد طريقها إلى الاشتعال دون شك من خلال الجهود التي يبذلها هذا النظام لاقتناء السلاح النووي والاستمرار في سياسة المسايرة معه.
ألم يكن في محله قيام رجال الدولة بالتفكير حول الجانب الآخر من القضية ايضًا, اي التفكير في دور سياسة المسايرة وحصتها في الوصول إلى هذه النقطة ولما ذا بقيت الآذان وقرة أمام تحذيرات قوية بشأن ”الحكومات التي تعمل على اقتناء السلاح النووي, منتهكه بذلك القوانين والالتزامات الدولية»؟
وللتذكير, قالت رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية في البرلمان الأوروبي قبل أكثرمن عام ونصف العام:« فلنتذكر انه وبعد اتفاقية مونيخ عام 1938 بيوم واحد, قال ونستون تشرتشل في البرلمان الأوروبي:«بين الحرب والتسليم المذل, لقد اخترتم العار والتسليم, ولكن ستكون لديكم الحرب لاحقًا», تعالوا الا نسمح لتجربة ميونيخ أن تتكرر مع الملالي المسلحون بالقنبلة النووية».
من الذي لا يعلم ان مظلة مسايرة الغرب وخاصة الاتحاد الأوروبي مع دكتاتورية الملالي طوال الأعوام الأخيرة, هي وحدها التي تسببت في ايصال هذه الدكتاتورية إلى «موقعٍ مُهدِّد»؟ فلوكانت هناك سياسة حازمة ومبدئية تتخذ ضد مخططات النظام الرامية إلى اقتناء السلاح النووي وكذلك ضد ساسية الملالي في تصديرهم للإرهاب و التطرف, بدلاً من وضع العراقيل أمام المقاومة المشروعة للعشب الإيراني وممارسة المضايقات والاعتقالات بحقها لصالح هذه الدكتاتورية, لاتخذت الاوضاع وبكل تأكيد, مسارًا مختلفًا تمامًا عما هو عليه اليوم.
وأما الدرس الذي تفرزه هذه التجربة, والرسالة المستوحاة من الحقيقة المضيئة الآن, هما الفهم الجيد لضرورة إحالة نظام الملالي إحالة مجلس الأمن وألاّ تتعرض للتردد والتباطؤ في المنعطف والظرف الحالي وألاّ تحتل المساومات والصفقات الاقتصادية مكان الصدارة. مجمل القول, يجب عدم التضحية بالسلام العالمي والمصالح العليا للشعب الإيراني, في سبيل المسايرة والتوافق مع الدكتاتورية الفاشية الحاكمة بإسم الدين في إيران.