فلاح هادي الجنابي – الحوار المتمدن: کما إن الاجواء الفاسدة والملوثة توفر وتهيأ أفضل الاسباب والعوامل لتکاثر الجراثيم والحشرات الضارة وتجذبها إليها بقوة، فإن نظام الملالي ولکونه نظاما فاسدا وموبوءا وتحکمه طغمة دينية هي في الحقيقة أشبه ماتکون بعصابة من عصابات المافيا والجريمة المنظمة، فإن هذا النظام ومن دون أدنى شك لايمکن أبدا أن يکون نظاما مناسبا للشعب ولو في الحدود الدنيا ذلك إن هذا النظام وکما هو معروف عنه من خلال نظرية ولاية الفقيه الاستبدادية التي يستند عليها في حکمه وإدارته للأمور،
يعتبر مصلحته فوق مصلحة الشعب ويجب منحها الاولوية من کل النواحي، ولذلك فليس من العجيب أن نجد قادة النظام والبطانة المحيطة بهم وجلاوزتهم يرفلون في النعيم وفي بحبوحة العيش فيما يعاني معظم الشعب من شظف العيش ويعاني من الحرمان من مختلف النواحي.
نظام الملالي الذي أثبتت الاحداث والتطورات الجارية منذ مصادرته للثورة الايرانية وسرقتها من أصحابها الحقيقيين، بأنه أکبر سارق وناهب لثروات ومقدرات الشعب الايراني في التأريخ الايراني المعاصر ولعل مراجعة الثروات المتکدسة لهم والمليارات والملايين من الدولارات التي سرقوها من الشعب بطرق واساليب مختلفة أکبر دليل إثبات على ماهية ومعدن قادة هذا النظام ومن هنا، فقد کان الشعب الايراني ولايزال ضحية لجشع هذا النظام وهو يدفع ثمن کل مساوئه ولکن ولأن هذا النظام قد إصطدم ومنذ البداية مع أهم وأکبر قوة سياسية ـ فکرية ساهمت في الثورة ونقصد منظمة مجاهدي خلق،
فإنه لم يتمکن طويلا من خداع الشعب وممارسة الکذب والتمويه عليه إذ أن مجاهدي خلق قد أکدت في بياناتها وفي أدبياتها المختلفة بأن هذا النظام مجرد نظام ديکتاتوري لايختلف بشئ عن النظام الملکي السابق إن لم يکن أسوأ منه بکثير، وحتى إن إقدام هذا النظام وفي ذروة الصراع غير المتکافئ الجاري بينه وبين هذه المنظمة بتنفيذ أحکام الاعدام بأکثر من 30 ألف سجين سياسي لمجرد کونهم أعضاء وأنصار في منظمة مجاهدي خلق وهو الامر الذي لفت أنظار الشعب الايراني کثيرا وجعله يرى هذا النظام الدموي على حقيقته، وإنه نظام إستبدادي لايهمه أي شئ سوى تحقيق أهدافه ومصالحه الضيقة في حين أن منظمة مجاهدي خلق وکما جاء في أدبيتها:” يسعى مجاهدو خلق إلى استبدال نظام الإرهاب الحاكم المتستر بغطاء الدين في إيران بحكومة علمانية ديمقراطية تعددية تحترم الحريات الفردية والمساواة بين الرجل والمرأة.”، ولذلك فلم يکن مفاجئا أن تکون المنظمة على رأس معظم الانتفاضات التي إندلعت ضد هذا النظام وقد إلتف الشعب حولها، ذلك إن منظمة مجاهدي خلق وکما هو مثبت في أهدافها ومبادئها الاساسية ليست لها أية مطامح کتلك التي کانت لنظام الشاه أو للنظام القرووسطائي الحالي، ومن هنا فإن الشعب إذ يتصاعد رفضه لنظام الملالي فإنه يلتف أکثر فأکثر حول منظمة مجاهدي خلق وينظر إليها کأمله الکبير لتحقيق مستقبل مشرق وأفضل لإيران.