
وکاله سولابرس – فهمي أحمد السامرائي: منذ الايام الاولى لإندلاع إنتفاضة الحرية والتغيير الجذري في سائر أرجاء إيران، فقد لاحظ العالم کله کيف إن المرشد الاعلى لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية قد بادر الى إصدار أوامره الى الاجهزة القمعية لإستخدام کل الطرق والاساليب الدموية من أجل القضاء على الانتفاضة وضمان إيقافها وإن إستشهاد 200 مواطن إيران على يد جلاوزة هذا النظام وإعتقال المئات بصورة تعسفية،
تدل على إن هذا النظام مصر على إبقاء حکمه الديکتاتوري القائم على الحديد والنار وإنه يرفض مغادرة السلطة ويسعى لإراقة الدماء من أجل ذلك، وإن الذي يلفت النظر إن هکذا إنتفاضة غاضبة لو إندلعت في أي دولة أخرى غير النظام الايراني والبلدان الخاضعة له والدائرة في فلکه لکانت الطبقة الحاکمة قد ترکت السلطة وذهبت بحيائها!
هذا النظام الذي هو من أکثر الانظمة الديکتاتورية إجراما خصوصا وإنه يقوم بتوظيف الدين لصالح تحقيق أهدافه وغاياته، فإن جلاوزته المجرمين من قوى الأمن الداخلي والاستخبارات وقوات الحرس والأمنيين المتنكرين بالزي المدني في قتل المواطنين والمنتفضين في المدن المنتفضة بمختلف الطرق الخبيثة والملتوية حيث يفتحون النار عشوائيا على كل تجمع مؤلف من 8 و 12 شخصا، کم جاء في بيان للأمانة العامة للمجلس الوطني للمقاومة الايرانية بهذا الصدد. ولکن وعلى الرغم من هذه الطرق والاساليب المتمادية في إجرامها فإن الشعب الايراني باق في الساحة ويقف بوجه النظام ويواصل إنتفاضته حتى إسقاط النظام.
الشعب الايراني الذي يعيس منذ 40 عاما في أجواء القمع والظلم والارهاب ويتم الزج بخيرة أبنائه في السجون وإخضاعهم لعمليات التعذيب الوحشية التي لانظير لها في العالم کله وسوق خيرة الشباب نحو أعواد المشانق، لکن هذا الشعب الذي أنجب مناضلين کالدکتور محمد مصدق وإنبثق منه منظمة مجاهدي خلق الثورية التحررية، لايمکن أبدا أن ترهبه هذه الاساليب والطرق والممارسات الاجرامية وإن عشقه للحرية سيبقى فوق کل عشق ولاسيما وإن الشعب الايراني المعروف بحبه للأمام الحسين فقد تعلم منه أن يکون عاشقا للحق والحرية حتى اللحظة الاخيرة، وإنه يجسد في إنتفاضته الباسلة هذه المقولة الخالدة للأمام الحسين والتي يقول فيها:” إني لا أرى الموت إلا سعادة والحياة مع الظالمين إلا برما”، نعم فالحياة مع هکذا نظام ظالم لايعرف سوى القتل والابادة والدمار، ليست لها أي معنى فقد خلقو الله سبحانه وتعالى البشر لکي يتنعموا ويعيشوا أحرارا وليس أن يقوم الطغاة بإستعبادهم وإذلالهم وإن الشعب الايراني لايمکن أن يحيد عن طريقه حتى تحقيق الانتصار على هذا النظام وإسقاطه.