
دنيا الوطن – غيداء العالم: مخطئ من يعتقد بأن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية ومنذ تأسيسه قبل أربعة عقود، قد قام بتدخلاته في المنطقة عشوائيا ومن دون التخطيط والاعداد لذلك، تماما کما عمل مع التأسيس لقمع الشعب الايراني وضرب وإقصاء القوى الوطنية وبشکل خاص منظمة مجاهدي خلق، وکما إستمر قمع الشعب الايراني بلاهوادة ودونما توقف وکذلك إستمر موقف العمل ضد المنظمة والسعي للقضاء عليها، فإن التدخلات السافرة للنظام إستمرت في المنطقة دونما توقف.
إنتهاء المشروع العربي بعد الاحتلال الامريکي للعراق وسقوط العديد من الانظمة الراديکالية العربية، والذي کان له أکثر من سبب، خصوصا وإن هناك أکثر من عدو وخصم متربص بالبلدان العربية و خيراتها وترى في ضعف وتراجع دورها السياسي وحتى الاقتصادي فرصة مناسبة لإستغلالها وتحقيق الاهداف المختلفة من وراء ذلك، ولاغرو من إن إنتهاء وتلاشي المشروع العربي، قابله ظهور ونمو مشروع آخر مضاد له،
ولاسيما وأن المشروع المضاد هذا قد بني على أساس تقويض وإختراق الامن القومي العربي، وبطبيعة الحال فإننا نتحدث عن المشروع الايراني الذي جمع وخلط الکثير من العوامل الدينية والطائفية في بوتقة مشروع يدعى”ولاية الفقيه”، والذي هو في الحقيقة مسودة لإقامة وتأسيس إمبراطورية دينية على حساب البلدان العربية بصورة خاصة والاسلامية بصورة عامة والملفت للنظر في هذا المشروع إنه لايخدم مصالح الشعب الايراني نفسه ولاسيما إذا ماتذکرنا بأن بناء وتأسيس النظام الايراني يعتمد على قمع الشعب الايراني کأحد رکائزه الاساسية.
مشروع ولاية الفقيه، الذي أوجد أسسا ورکائز له في بلدان المنطقة لکي يبني عليها وينطلق أيضا من خلالها لتحقيق المشروع بصورة کاملة، ولايمکن القول أبدا بأن هذا المشروع لم يواجه أخطارا وتحديات وتهديدات، بل واجه الکثير منها ولکنه تميز بخاصية الکذب والخداع والتمويه وسلوك کل الطرق والاساليب من أجل تحقيق أهدافه وغاياته المشبوهة، إذ إنه تأقلم و تفاعل مع الکثير من الاحداث والتطورات کما حدث في الحرب في أفغانستان والعراق وکذلك في مفاوضات المشروع النووي وظهور داعش حيث کان في کل حالة يسعى مابوسعه من أجل إنتزاع مايفيده ويجعله في خدمة مشروعه.
هذا المشروع الذي صار أکبر خطر يحدق بالامن القومي العربي خصوصا وإنه قد تمکن من فتح أکثر من ثغرة في الجدار العربي وتحديدا في الامن الاجتماعي العربي بإستغلال العامل الطائفي تحت غطاء الزعم بما يسمى ب”مظلومية الشيعة”، إذ لم يقدم المشروع الايراني أية فائدة تذکر للشيعة بل إنه قام بإستغلالهم کسلالم للصعود وجسور للعبور ومثلما إن أقوى مافي هذا المشروع يتمثل في نفوذه و إختراقه للأمن القومي في أربعة بلدان عربية فإن نقطة الضعف الاساسية له تکمن في نفس الزاوية، ولذلك فإن البلدان العربية لو أرادت فعلا أن تواجه هذا المشروع فإن عليها أن تکسر قوائمه في العراق سوريا و لبنان و اليمن، کما إن عليها أيضا أن تنتبه لنقطة مهمة أخرى تتجلى في رفض الشعب الايراني والمجلس الوطني للمقاومة الايرانية(أبرز و أقوى معارضة إيرانية والتي تشکل منظمة مجاهدي خلق عموده الفقري) ودعم نضالهما من أجل الحرية والتغيير، فمن خلال هاتين الزاويتين فقط يمکن تقويض هذا المشروع ورد کيده الى نحره.