
كتبت وسيلة اعلامية تابعة للنظام: وجود عمالة الأطفال في العاصمة ومدن إيران الكبرى هو أصبح لسنوات عديدة ظاهرة وأزمة لا يمكن إنكارها. وقد تم رصد أنواع مختلفة من أطفال العمل في إيران، من البيع المتجول إلى العمل في المداجن والافران المصنعة للطوب…
لكن أحد أصعب أشكال عمالة الأطفال هو تفریغ وفصل القمامة. ما عليك سوى القيام بجولة قصيرة في شوارع العاصمة لرؤية حياة هؤلاء الأطفال، كيف ينحنون داخل سلات الزبالة والمهملات لنبشها وتفريغها، وهذا فقط جزء من حياة هؤلاء الأطفال، يقومون بتفكيك وفصل القمامة من الليل حتى الصباح في كراجات الزبالة، ويقومون بجمع القمامة من الصباح حتى الليل في الشوارع.
وتؤكد هذه الوسيلة الاعلامية الحكومية أن وكلاء النظام يحاولون التستر على ظاهرة أطفال العمل لفصل القمامة وانتهاك حقوقهم ونهبهم لحصيلة هذا العمل بمئات المليارات واخفائها عن أنظار العامة وأضافت قائله:
(عزيز) طفل لا يتجاوز عمره ١٢ عاما ولا تشبه أي جانب من حياته بحياة الأطفال العاديين. انه يجمع يوميا ما يقارب19 ساعة ويحصل على 300-400 ألف تومان شهريا ويجمع أطفال القمامة يومياً ما معدله 60 كيلوغراماً من القمامة وغالباً ما يعيشون في ورش فصل القمامة.
هذه الورش والكراجات تفتقد لأي خدمات صحية ويتعرض الأطفال لجميع أنواع الأمراض المعدية، بما في ذلك التهاب الكبد والإيدز وما شابه ذلك. هؤلاء الأطفال يتعرضون لأبشع حالات الاستغلال المختلفة ويجربون أصعب نوع من الحياة.
هذه الكراجات تشمل أكواخا دون مرافق صحية وأطفال القمامة مجبورون على العيش وقضاء يومهم بجانب الذكور البالغين والقمامة في مساحة مليئة بالحيوانات الضارة بما في ذلك الفئران والزواحف والسحالي الليلية.
ويقول عزيز… بخصوص ظروف عمله: «أستيقظ صباحا الساعة العاشرة واسعى من الساعة 11 صباحا حتى ١٢ ليلا في تحميل القمامة. في الساعة ١٢ ليلا تاتي سيارة لتاخذنا الى الكراج وحتى الساعة ٦ صباحا يجب أن نبقى مستيقظين لتنظيف الحمولات. فقط نستطيع النوم من الساعة ٦ صباحا حتى الساعة ١٠ صباحا وبعدها نستيقظ لنتناول الطعام ومن ثم نعود للعمل مرة أخرى».
ويواصل تقرير اعلام النظام: سكان طهران يخلفون يوميا 9 آلاف طن من القمامة. وتنفق البلدية يوميا 800 مليار تومان لكي تجمع هذه الأزبال من المدينة… في هذه التجارة المربحة ليس شيء أغلى من العامل الرخيص الذي يعمل في آصعب الظروف ولا يشكو لآحد. ويفضل المقاولون أن يحتفظوا بأطفال القمامة هؤلاء بأي ثمن كان ليعملوا لهم. الأطفال الذين يعملون ضعف عاملين يحصلان على راتب قدره 3 ملايين تومان في الشهر بينما هؤلاء الأطفال يكسبون فقط 300- 400 آلف تومان في الشهر.
اقتصاد النفايات أو اقتصاد ادارة الأزبال، اقتصاد يدر عدة آلاف من مليارات التومان. ويقول أحد وكلاء النظام: يمكن للبلدية كسب 400 الف مليار تومان سنويا من هذه النفايات. وفي غضون ذلك تستمر مافيا القمامة … في سكوت مطبق من قبل وسائل الإعلام وفي الفضاء الإخباري عن هذه الصناعة المربحة التي تدر لهم المليارات.
الضحايا الرئيسيون لهذه المافيا الحكومية، هم أطفال بأعمار 6 سنوات يلمسون مرارة المعاناة والصعوبات في ظل هذا الحكم اللاانساني.