
الاحتجاجات تتواصل في ايران خامنئي عدونا
10 احتجاجات تهزُّ إيران يوميًا استياءً من الفقر والبطالة وسوء مستوى المعيشة
مراقبون: 2018 الجاري هو عام سقوط الملالي بلا شكٍّ
ابراهيم العبيدي: أصبح من المؤكد أن عام 2018 الجاري سيكون عام السقوط المروع لدولة خامنئي، إن لم يكن بسبب الضربات القاتلة التي ستشنها الولايات المتحدة الأمريكية ضده وبتأييد واسع ومشاركة من مختلف الدول الكبرى،
فسيكون بسبب عشرات المظاهرات الاحتجاجية التي تضرب طهران يوميًا احتجاجًا من ملايين الإيرانيين على تدني أوضاعهم وأحوالهم ومعاناتهم مع الفقر والبطالة والخراب.
كما أن انهيار العملة الإيرانية أصبح الشبح الجاثم فوق صدور الإيرانيين جميعًا ويهدد بانهيار صاعق ومفاجئ.
احتجاجات المدن
وعلى وقع تصاعد الغضب الشعبي في إيران، يواصل المواطنون الإيرانيون من مختلف المدن والمناطق الخروج في مظاهرات واحتجاجات ضد الفقر والبطالة وانتهاكات السلطات وفساد النظام.
وحسب ما ذكره موقع ‘ منظمة مجاهدي خلق ‘ الإيراني، فإن عشرات المدن شهدت الأسبوع الماضي أكثر من 71 مظاهرة، بمعدل 10 مظاهرات يوميًا، للاحتجاج على الوضع المعيشي المأساوي الذي يتخبطون فيه، بالإضافة إلى التمييز والاضطهاد الذي يطال الشعوب غير الفارسية.
وقال المصدر ذاته -وفقًا لتقرير نشرته شبكة سكاي نيوز- إن الاحتجاجات تشمل مختلف الطبقات الاجتماعية من عمال ومتقاعدين وطلاب وأساتذة ومزارعين، وخرجت مظاهرات حاشدة قادها المتقاعدون في طهران وكرج والضواحي.
كما شهدت عدة محافظات ومدن مثل آذربايجان ومازندران ودامغان وبندرعباس ومشهد ورشت وكرمان وبارس آباد، احتجاجات عمالية واجهتها عناصر الأمن الداخلي بالقمع والاعتقال.
احتجاجات مزارعين
هذا، وشملت تحركات الأسبوع الماضي كذلك احتجاجات لمزارعين على نقص المياه، واحتجاجات لسكان من العرب على التمييز في معاملتهم في محافظة خوزستان (الأحواز)، جنوب البلاد، واحتجاجات على إصلاحات إدارية في مدينة كازرون بجنوب غرب البلاد.
وتظهر تسجيلات انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، احتجاجات محلية تتوسع في شعاراتها ضد نظام الملالي في البلاد، وتطلق مثلًا شعار ‘عدونا هنا.. عدونا خامنئي.. خطأ القول إن أمريكا هي عدونا’.
وفي محاولة لاحتواء الغضب الشعبي لجأ الرئيس الإيراني، حسن روحاني، إلى مناورة جديدة من خلال التملص من المسؤولية والرمي بالكرة في ملعب من أطلق عليهم لقب ‘مسؤولين’، حيث انتقد ما اعتبره عدم تحرك هؤلاء بشكل فاعل للرد على الاحتجاجات الشعبية المتزايدة.
وبدا روحاني في هذه التصريحات المزرية وكأنه مجرد متابع أو مراقب للأوضاع وليس رئيسًا للبلاد، ما اعتبره مراقبون محاولة يائسة من الرجل لاحتواء الاحتجاجات التي باتت تشكل خطرًا حقيقيًا على النظام، وذلك عبر إطلاق تصريحات لا تصلح إلا للاستهلاك الإعلامي في الداخل والخارج.
وواصل روحاني -في خطاب نقله التليفزيون الحكومي- بأن ‘المسؤولين لا يتحركون، ويبدو أنهم نذروا الصمت’.
وذكر أمام مسؤولين كبار في طهران: ‘بما أن الناس ليس لديهم معلومات كافية، وبما أن الناس لا يرون خططًا للمستقبل، قد يشعرون بالاستياء والغضب وينزلون إلى الشارع ويصرخون’.
وأضاف: ‘لكننا قلَّما نخاطب الشعب. المسؤولون في حكومتنا نذروا الصمت. لا أعلم من الذي طلب منهم ذلك. لا أعلم ما الذي يخافون منه’.
وقال روحاني إن احدى المشكلات الكبيرة هي أن المسؤولين يتعرضون للترهيب من جانب ‘هيئات إشراف’ لم يسمها.
استياء إيراني
في نفس السياق، وبعد احتجاجات حاشدة شهدتها إيران خلال شهري ديسمبر ويناير الماضيين، تبين أن 75% من الشعب الإيراني مستائين من الحالة الاقتصادية في ظل حكم الملالي، وبالخصوص هؤلاء الذين تتراوح أعمارهم بين (18 – 29) سنة من خلال الاستطلاع الذي قام به مركز استطلاع الرأي للطلاب في إيران ‘إيسبا’.
وذكر المركز إن 75% غير راضين عن الوضع الحالي في البلاد، وأن 80% منهم يعتقدون أن النظام الإيراني ينبغي له الاستماع لمطالب المحتجين وتلبيتها، و70% مستاؤون من الوضع الاقتصادي في ظل حكم الملالي، ولديهم مخاوف من وضعهم الاقتصادي الراهن في ظل حكم الملالي.
كما تبين من خلال هذه الإحصائية أن 60% من المشاركين في هذا الاستطلاع يقولون إن الاحتجاجات الأخيرة كانت موجهة للسلطة التنفيذية (النظام بأكمله)، ووفقًا لنتائج هذا الاستطلاع، فإن 70% من الشعب غير راضين عن المراقبة المشددة للشبكات الاجتماعية ومواقع التواصل الاجتماعي.
كما أشار هذا الاستطلاع إلي المطالب الرئيسية للشعب، وبيّن أن 69% منهم يعانون من حالة اقتصادية صعبة و30% منهم يعترضون علي الفساد المالي و20.6% منهم يعترضون علي الظلم في إيران.
كما وضح كذلك من خلال هذا الاستطلاع أن أكثر من 70% من الشعب الإيراني يعانون من المشاكل الاقتصادية، مثل الغلاء والبطالة والفقر والفساد الاقتصادي، و61% من المشاركين يوافقون علي حرية حضور النساء في الملاعب الرياضية ومشاركتهن في الأنشظة الرياضية.
وفي النهاية، تشير هذه النتائج إلى الركود الاقتصادي الكبير الذي يعاني منه الشعب الإيراني في ظل حكم الملالي، كما يبين أيضًا مدي كراهيتهم للسياسة الحاكمة في المجتمع الإيراني؛ المجتمع الذي لا يعترف بالحقوق، كما يبين مدي استيائهم من حالتهم الاقتصادية وفقدان أملهم في المستقبل.
نقلا عن بغداد بوست