الفقر في إيران
يبتلع عفريت الفقر والجوع إيران. وهذه هي الصورة الحقيقية للفقر والمجاعة التي حلّت بغالبية الشعب الإيراني بسبب نظام الملالي.
تلك، حقيقة لاتستطيع وسائل الإعلام والعناصر الحكومية أن تخفيها وهي تضطر حتمًا إلى الاعتراف بجزء من هذه الكارثة رغم التقليل في الإحصائيات.
والأعداد والإحصاءات التي يقدمها الاقتصاديون ومسؤولو النظام ووسائل الإعلام الحكومية عن انتشار وعمق الفقر والبطالة والشرخ الطبقي وجميع أنواع العاهات الاجتماعية الناجمة عنها ، مثل السكن في العشوائيات والمبيت في الكراتين وتجارة الأطفال و الاتجار بالاعضاء والإدمان والبغاء والجوع وما إلى ذلك، هي رهيبة وصادمة.
في سياق التوسع في الفقر المدقع بين المواطنين ، يقول أحد الاقتصاديين في الحكومة يدعى «حسين راغفر»: وفقا لحسابات منجزة في السنوات الأخيرة ،يعاني 33% من سكان البلاد من «الفقر المطلق».ان 6% من السكان يعانون من الجوع وهم عددهم ما يقارب 5ملايين.
وتظهر دراساتنا ان 6% من السكان( 5 ملايين) لا يكفي دخلهم لتوفير الغذاء لهم تسمى هذه المرحلة خط الجوع معناه أن دخل الأسرة المعيشية لا يمكنه حتى شراء طعامها. نحن نعلم أن الأسر ليست فقط لديها تكاليف لوجبات الغذاء بل لديها تكاليف أخرى ، مثل تكاليف النقل، والملابس ، والإسكان ، وما إلى ذلك.
ومن المؤكد أن الأسرة التي يقل إجمالي نفقاتها عن الحد الأدنى لسلة الغذاء ستتعرض للجوع والمشاكل التعليمية والوصول إلى الخدمات الصحية. على الرغم من أن مؤسسات الدولة تعلن أن هذا الرقم هو 2 أو 3 في المئة (للمجتمع) ، ولكن على حد علمي، فإن وزارة الصحة أعلنت هذا الرقم بنسبة 10 ٪ باستثناء المجموعة التي تواجه سوء التغذية. (وكالة أنباء «ايسنا» الحكومية الإسلامية7 أبريل 2018)
و كان«حسين راغفر» قبل سنتين قد قدّرعدد السكان تحت خط الفقر النسبي يبلغ 30 مليون شخص وعدد السكان تحت خط الفقر المطلق 12 مليون شخص. بالطبع ، هذه الإحصاءات الآن أعلى من ذلك بكثير.
وأشار«فرشاد مومني» خبير حكومي آخر في الاقتصاد إلى الفقرالواسع بين المواطنين وحذرمن هذا الوضع بقوله : «يجب أن نكون حذرين وإلا فإن تكرار الأحداث التي شهدناها في ديسمبر الماضي ليس بعيدًا عن العقل. علينا الاهتمام بالمواطنين ونجعل توظيف المواطنين المثقفين للبلاد في الأولوية. (موقع «همشهري اونلاين» الحكومي-6 أبريل2018).
من الواضح أن الفقرالواسع بين المواطنين أدى إلى مشاكل وقضايا مختلفة وأزمات مثل السكن في العشوائيات وأطفال العمل والنوم في القبور وغيرها من المعضلات الاجتماعية.
ويعترف عضو شورى النظام«سلمان خدادي» بأن «إيران لديها 19 مليون شخص يسكن في العشوائيات».
ويقول عضو الشورى لإيضاح هذا الوضع: «هناك 19 مليون شخص من أصل 85مليون شخص يسيرون على طريق يمكن أن يخلقوا بسهولة مشاكل لمستقبل مجتمعنا. يعتبر الفقر والسكن في العشوائيات من أهم المعضلات التي يمكن أن تسبب العديد من المشاكل الاجتماعية ويمس الأمن الاجتماعي.
وتكاد العاهات الاجتماعية تعبر الخط الأحمر ولايمكن ان تطلق عليها العاهات الإجتماعية لأنه يؤدي أحياناً إلى قضايا أمنية ويهدّد المجتمع »(موقع «شفقتنا»الحكومي ، 6 أبريل 2018)
والحقيقة هي أن أكثر من 80 في المائة من الشعب الإيراني يعيشون في الوقت الحالي تحت خط الفقر وبحسب اعتراف صحيفة حكومية «لا يزال هذا الخط يستمر إلى جهة مجهولة».
خط الفقر هو الخط الذي تسقط كل أسرة إيرانية ابتليت بها، لدى مواجهتها أبسط انزلاق، إلى أزمات أخرى.
يستخدم بعض علماء الاجتماع الحكوميين مصطلح «البروليتارية» على الطبقة الوسطى. وهذا يعني أن الفقر انتشر على نطاق واسع لدرجة أن الطبقة الوسطى قد انهارت، وقد انضم افرادها إلى صفوف العمال المحرومين، وهو جيش العاطلين عن العمل.
على أساس هذه الحقائق ، يعارض المواطنون بشدة هذا النظام ويطالبون بإسقاطه.
إن انتفاضة الشعب الإيراني في كانون الأول (ديسمبر) 2017 وشعاراتهم تؤكد هذه الحقيقة.