الخميس,28مارس,2024

المؤتمر السنوي العام للمقاومة الإيرانية 2023

المؤتمر السنوي2023

مريم رجوي الرئيسة الجمهورية لإيران المستقبل

مريم رجوي

اجتماع إيران حرة 2023: إلى الأمام نحو جمهورية ديمقراطية

المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية

ماتثير الإعجاب بشأن مجاهدي خلق

اخبار: مقالات رسيدهالديمقراطية لحل الأزمة النووية الإيرانية

الديمقراطية لحل الأزمة النووية الإيرانية

alsyasehالسياسة – مهي عون- كاتبة لبنانية: يعاني الشعب الإيراني من ضغوطات متعددة المصادر, منها داخلي بسبب إرهاصات النظام الشمولي وظلاميته, وأخرى خارجية بسبب التهديدات الصادرة عن الولايات المتحدة والتي تلوح كل يوم بشن حرب وشيكة على إيران. والشعب في حالة ترقب وخوف وقلق من احتمال تعرضه للسيناريو الكارثي الذي يستفحل بكيان الجار العراقي, موقعاً به القتل والتدمير والتفتيت من دون هوادة. هذا في وقت يتلطى الخطاب السياسي الإيراني الرسمي وراء مقولات تحمل الولايات المتحدة الأميركية تبعات كل التردي الحاصل في مستوى معيشة الشعب الإيراني,

عازياً ذلك إلى العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران من قبل المجتمع الدولي والولايات المتحدة الأميركية بالذات. وفيما يركز هذا الخطاب هجومه أيضاً على الولايات المتحدة في فشلها بإحلال الديمقراطية في العراق, ويندد بتحيزها للكيان الإسرائيلي على حساب حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة, يؤكد بالتالي  بطلان  صلاحيتها وشرعيتها بالتدخل بالملف النووي الإيراني. وهو خطاب وإن كان من الناحية المنطقية متماسكاً وصائباً إلى حد ما, إلا أنه لا يخلو من الديماغوجية إذ يمكن وصفه بكلام "الحق الذي يراد به باطل".
 وفيما ينسى نظام الملالي أو يتناسى أن العقوبات المفروضة على إيران,هي صادرة عن أعلى سلطة حقوقية في العالم ألا وهي مجلس الأمن, تراه يغيب الأسباب المباشرة والحقيقية للتردي الاقتصادي المتفاقم, والناتج عن سوء إدارة موارد الدولة, ولا سيما النفطية منها, وعن التضخم الحاصل نتيجة السياسة الاقتصادية الخاطئة, ناهيك بالفساد المستشري في كافة مرافق الدولة, بسبب تجيرها بدورها للزبائنية الدينية في توزيع المراكز والمكاسب وأموال ومداخيل الشعب. أما بالنسبة للديمقراطية وفشل استتبابها في العراق فالخطاب السياسي للسلطة الإيرانية القائمة يغيب موضوع التدخل الإيراني المباشر والسلبي في الداخل العراقي, ولا يعطي أي تبرير له, ولا يقيم تأثيره المباشر في إعاقة استتباب الأمن في العراق, حتى تتاح الفرصة لقيام أي نظام أياً كان شكله. فالتحريض المذهبي التي تعتمده وتمارسه أنشطة الحرس الثوري الإيراني في العراق عبر أحزابها ومنظمات أقل ما يقال فيها أنها تمارس الإرهاب المنظم, حولت أرض العراق إلى مستنقع من الدم المسفوك كل يوم باسم الدين وباسم المبادئ والقيم والأخلاق الشريفة.
       في الحقيقة إن ستراتيجية نظام الملالي في إيران ساذجة بقدر ما هي بدائية, وقديمة, إذ تنحصر بالمبدأ البائد والقائل بأن الهدف يبرر الوسيلة. وعندما يكون الهدف الاستمرار في احتكار زمام السلطة, وصناعة القرار, لا يهم أن استعملت من أجل ذلك كل الطروحات الغوغائية المتوفرة . تبدأ بالتركيز على تغذية روح العداء والكراهية تجاه عدو مشترك, يكون بالمداورة, تارة الرئيس بوش وتارة إسرائيل, من أجل خلق الحاجة للتكتل حول النظام القائم, ولا تنتهي باستعمال وسائل أخرى تعود إلى القرون الوسطى أو ما قبلها, ولا تخلو من نزعة الاستخفاف بعقول المواطنين, كما ورد عن لسان الرئيس في ادعائه بأن المهدي المنتظر هو المشرف الأول على سير الأمور السياسية في البلاد بواسطة ممثليه في القيادة الإيرانية الحكيمة.
 في الشكل تسوق إيديولوجية النظام التيوقراطي القائم شعار مناهضة العدو المشترك ومن ناحية أخرى تدعو للالتفاف حول القيم التي أعلنها آية الله الخميني كركائز للجمهورية الإسلامية ألا وهي العدالة والإخاء والتسامح والولاء أولاً وآخراً للولي الفقيه ممثل الله والمهدي المنتظر على الأرض. أما في الواقع فهي أيديولوجية تضرب بعرض الحائط كل القيم والتعاليم الدينية المسلمة,والدنيوية كشرعة حقوق الإنسان, عن طريق غض الطرف أو عن طريق الممارسة المباشرة, لكل التجاوزات العنفية والإقصائية والظلامية, والتي تتخطى عادة تحت جناح الظلام, وبواسطة اليد العسكرية الحديدية المباشرة كل المحرمات.
 إن الجمهورية الإسلامية تأتي اليوم في أسفل مندرجات سلم حقوق الإنسان ولا تأبه لذلك, وهي ذاهبة في غيها في ظل استمرار المجتمع الدولي في التعامل معها بواسطة  سياسة "العصا والجزرة" الفاشلة. وهي سياسة فاشلة كونها لم تنفع مع بلدان أخرى سعت سابقاً للحصول على الطاقة النووية, مثل كوريا الشمالية والهند والباكستان, وتوصلت في آخر المطاف لامتلاكها, واضعة المجتمع الدولي والمنظمة العالمية لمراقبة الحد من انتشار السلاح النووي, أمام أمر واقع لا مناص منه.  فهل تدرك فتتدارك الدبلوماسية الغربية الناعمة وقبل فوات الأوان, بأنها ذاهبة بالاتجاه ذاته, وللمنزلق إياه مع إيران, وصولاً للتراجع أمام واقع حصول  نظام الملالي الأصولي المتشدد على السلاح النووي الفائق الخطورة, ليس فقط على شعبه بل وعلى كل الأقطار المجاورة له أيضاً?
لا يعني هذا الكلام المناوئ لسياسة "العصا والجزرة", تقديم فرضية الحل عبر الضربة العسكرية المباشرة كما هو وارد حتى الساعة في دوائر القرار الأميركي. بل هو دعوة لاحترام ودعم الرغبة الحقيقية للشعب الإيراني في سعيه لإقامة نظام ديمقراطي في بلاده, وفي مساندة الرأي العام الإيراني المطالب بالحرية في كل أوجهها الحياتية والإعلامية والثقافية, وبالانعتاق من تسلط المذهبية الدينية وهيمنتها على القرار السياسي. والتوجه الصحيح في التعامل مع الملف النووي الإيراني يكون بمراعاة مصالح أمن شعب إيران والبلدان المجاورة, بعدم تعريضها لأخطار التلوث ألشعاعي النووي نتيجة ضربات محتملة على المفاعلات النووية, حتى ولو أتت جراحية كما يقال, هذا مع العلم أن أي ضربة عسكرية لن تشكل الحل النهائي لهذه المعضلة كونها تؤخر أو تؤجل تاريخ الإنتاج دون أن تلغيه. ورب أسئلة مقلقة حول ردات الفعل التي من الممكن أن يلجأ إليها النظام الإيراني وتحت شعار المحافظة على إرث وتعاليم آية الله الخميني في المحافظة على الجمهورية الإسلامية. ومن هذه الأسئلة تلك التي تتمحور حول وجود روادع ما تمنع النظام الإيراني من ردود فعل قد تطاول المواقع الأميركية المنتشرة عبر الخليج العربي, وفي العراق, مروراً بتعطيل الملاحة في مضيق هرمز وما ينتج عنها من شلل للتصدير النفطي, والأزمة المعيشية العالمية التي قد تنشأ عن ذلك, وصولاً إلى احتمال مطاولة صواريخ شهاب ثلاثة شرق أوروبا , في حال مشاركة دول حلف الأطلسي بهذه الضربة.
 لذا لا بد من تضافر القوى العالمية وفي مقدمها القوى العربية والإقليمية, للتدخل من أجل الدفع باتجاه الحلول الديمقراطية عن طريق تحفيز وتقوية حركات المقاومة الشعبية الإيرانية السلمية. والدول العربية الإسلامية هي معنية أولاً ومباشرة بالضغط  لإبعاد الخيار العسكري, وبالتالي لاعتماد الحلول السلمية عن طريق دعم المقاومة الإيرانية الشعبية السلمية, لأنها تعتمد الأسس الديمقراطية في مقاومتها, وتشجع الإسلام الشيعي المعتدل, وتقدم مبدأ فصل الدين عن الدولة على سواه من الشعارات الدينية المتطرفة. بمعنى آخر تحترم المقاومة الشعبية الإيرانية بقيادة الرئيسة المنتخبة مريم رجوي حق الاختلاف في المذهب الإسلامي, كما تراعي حقوق الأديان الأخرى,  وتعترف بشرعية التنوع القومي والإثني بشكل عام. لذا يمكن القول بأنها كقوى فاعلة في محيطها المباشر, وفي تفاعلها الايجابي مع المجتمع الدولي, هي مخولة وقادرة على إنهاء إشكالية الملف النووي بالطرق السلمية الملائمة. ناهيك  بكونها الأنسب في محيطها العربي, لتناغمها مع الإسلام السني المعتدل في دول الجوار, ولقدرتها على تبديد أخطار التقاتل الأخوي السني الشيعي المقيت, والذي يهدد بأفدح الكوارث عبر العالم العربي قاطبة.  إذ لم يعد خافياً على أحد مدى التأثير السلبي للنزعة الأصولية الشيعية المتمثلة بنظام الملالي في إيران, والساعي لنشر تعاليم ونظم الجمهورية الإسلامية عبر العالم العربي ووصولاً إلى المتوسط ,بقوة السلاح والإرهاب المنظم.                                                                                                   
*كاتبة لبنانية