فلاح هادي الجنابي – الحوار المتمدن : لم تکن مسرحية الانتخابات التي جرت يوم 19 من هذا الشهر في إيران إلا مجرد فصل بائس جرى تقديمه تحت أعقاب البنادق وقد أثبت مرة أخرى حقيقة تناقض و تعارض کل القيم و المعاني و الاعتبارات الانسانية و الحضارية مع نظام الملالي الذي يفکر بعقلية القرون الوسطى و يعمل من أجل فرض هذه العقلية على الشعب الايراني.
الشعب الايراني الذي صار يعلم جيدا الاهداف و الغايات التي يبتغيها نظام الملالي من خلال مسرحيات الانتخابات، فإنه صار يدير ظهره لها و يعتبرها مجرد لعبة سخيفة لاتعني له شيئا، المثير للسخرية و الاشمئزاز و الذي يدل في نفس الوقت على الغباء و الجهل المفرط لملالي إيران الحاکمين، هو إنهم وفي الوقت الذي صاروا يدرکون بأن العالم کله و ليس الشعب الايراني فقط يسخر من هذه الانتخابات و يعتبرها مزيفة و لاتعبر عن إرادة الشعب الايراني، إلا إنهم ورغم ذلك يعملون على إجراءها و الاشادة به و إعتبارها رمزا من رموز الحرية و الديمقراطية لهذا النظام الدموي القمعي.
هذا النظام الذي لو سمح بالحرية بمعناها الحقيقي ليوم واحد للشعب الايراني، فإنه سوف يصبح أثرا بعد عين و لاتبقى له من قائمة، کما أکدت لأکثر من مرة و في أکثر من مناسبة السيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية، ذلك إن المظاهر الخادعة و المزيفة التي يصطنعها هذا النظام و يسعى لجعلها بديلة عن الحقيقية و الواقعية ماهي سوى مصائد و أفخاخ و مکائد للشعب الايراني، فهو يريد أن يجعل من الشعب الايراني يعلن أمام العالم کله رضاه الکامل عن هذا النظام القمعي.
نظام الملالي الذي أثبت فشله و إخفاقه على مختلف الاصعدة يجد اليوم نفسه في مأزق و ورطة کبيرة ليس بإمکانه أبدا التخلص منها خصوصا بعد أن إستنفذ کافة حيله و خدعه و مکائده و مخططاته المشبوهة، وهو يقف أمام تلال من المشاکل و الازمات المعقدة التي خلفها طوال أکثر من 37 عاما من حکمه القمعي الاسود الذي لم ينل من الشعب الايراني فقط وانما من البيئة الايرانية أيضا و التي صارت تعاني من سياساته الفاشلة فقد جفت أنهار و بحيرات و المياه الجوفية في خطر و أجواء المدن الکبيرة ملوثة الى أبعد حد بالاضافة الى عشرات المشاکل الاخرى بنفس السياق، ولذلك فإن الحقيقة التي توصل إليها الشعب الايراني و صار متيقنا بها هي تلك التي تنادي بها المقاومة الايرانية من إنه ليس هناك أي طريق لحل المعضلة الايرانية إلا بإسقاط هذا النظام.