دنيا الوطن – کوثر العزاوي: يتميز نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية بالعديد من الصفات الخاصة و الفريدة من نوعها و التي قد لايمکن أن تتواجد في أي نظام آخر، فهو مثلا يجمع بين الشئ و نقيضه، و يعتبر طروحاته و أفکاره هي الاصح و الاجدى و غيرها مجرد هراء، کما إنه يتميز أيضا بالعناد و المراوغة و اللف و الدوران في کل مواجهة مع المجتمع الدولي و لاينصاع للمطالب الدولية إلا بعد أن لايجد مناصا، کما کان الحال معه في برنامجه النووي.
في خضم المواقف الدولية المتصاعدة ضد هذا النظام على أثر تجاربه الصاروخية الاخيرة التي أجراها، ومانجم عنها من مواقف و تصريحات رافضة و مضادة لذلك، خصوصا وإنها تبعث على الخوف و القلق و التوجس في المنطقة بصورة خاصة و العالم بصورة عامة، ولاسيما وإنه يطلق تهديدات نارية بين الفينة و الاخرى، ويصر على التمسك ببرنامجه الصاروخي و لن يتخلى عنه أبدا، وفي مثل هذه الاجواء المتوترة أعلن حسين نقوي حسيني، المتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الايراني في تصريحات إستفزازية ضد المجتمع الدولي، بأن “الشأن الدفاعي والصاروخي للبلاد غير قابل للتفاوض،” وأنه “لن يسمح لأحد بالتدخل في هذا الشأن”، والملفت للنظر أن طهران و تزامنا مع هذه الظروف و الاوضاع و التطورات قد بادرت قوات الحرس الثوري وفي تحدي آخر للارادة الدولية، الى إجراء مناورات مناورات للدفاع الجوي تستخدم فيها أنواع الصواريخ من مختلف المديات وأنظمة الرادار في منطقة سمنان شمال إيران.
هذا الموقف الايراني المتشنج لمن لايعرف نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، قد يفسر على إنه تحد بحق و حقيقة و يمضي للنهاية ملقيا الحبل على غاربه، لکن مع إلقاء نظرة على ماضي هذا النظام و مواقف مشابهة له، ومارافقها من زعيق و صخب و ضجة واسعة النطاق کما کان الحال في الحرب الايرانية ـ العراقية و کذلك بالبرنامج النووي الايراني، حيث إن طهران و بعد أن وجدت نفسها في مواجهة المجتمع الدولي بکل الخيارات المتاحة سرعان ماغيرت من مواقفها و قد رأى العالم کيف تجرع الخميني کأس السم بموافقته على وقف إطلاق النار و کيف إن خامنئي قد تجرع کأس السم النووي بعد أن بلع و على مضض شروطه ال19 التي وضعها أمام المجتمع الدولي بشأن البرنامج النووي، وإن مايتعلق بهذه الصواريخ لايختلف أبدا عن الحرب ضد العراق و البرنامج النووي، بل إن نفس هذا السيناريو سيتکرر و يتم إجبار هذا النظام على بلع تهديداته و الرضوخ رغما عنه للإرادة الدولية.
نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية و بحسب الحالات التي شرحناها، هو نظام لايفقه و لايرعوي و ينصاع للحق و الصواب إلا من خلال منطق القوة و الحزم و الصرامة، وهو الامر الذي أکدت عليه زعيمة المعارضة الايرانية، مريم رجوي في أکثر من مناسبة و طوال الاعوام الماضية، ويبدو إن العالم على موعد لکي يرى المرشد الاعلى للنظام وهو يجترع کأس السم الصاروخي.
