وكالة سولا پرس – رنا عبدالمجيد: يسعى النظام السوري و حليفه نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية و الاحزاب و الميليشيات التابعة لهما بإظهار ماجرى في حلب بمثابة نهاية للثورة السورية و حسم أمرها، خصوصا في طهران حيث إن النظام الايراني في أمس الحاجة للظهور أمام الشعب الايراني بمظهر المنتصر خصوصا بعد الهزائم المتلاحقة التي تکبدها هناك بالاضافة الى إرتفاع عدد قتلى قواته و مرتزقته هناك، وإن هذا السعي هو في الاساس حرب نفسية هدفها التأثير على معنويات الشعب السوري و دفعه لليأس و الاستسلام و الخضوع لنظام الدکتاتور بشار الاسد.
الثورة السورية التي هزت أرکان نظام الدکتاتور المجرم بشار الاسد و کادت أن تلقي به الى مزبلة التأريخ لولا التدخل السافر و المشبوه لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية و المساعي المحمومة التي بذلها على مختلف الاصعدة من أجل ضمان بقاء هذا النظام و عدم سقوطه، والتي وصلت الى حد بحيث جعلت 70% من الشعب الايراني يعيشون تحت خط الفقر فيما يعاني قرابة 30% من المجاعة، وهو يوضح حقيقة بأن طهران قد ربطت مصيرها فعلا بالنظام السوري ولاسيما عندما نعلم بأن الاوضاع المعيشية للشعب الايراني وصلت الى حد صار فيه أبناء هذا الشعب ينامون في علب الکارتون و في المقابر!
إصرار النظام الايراني على إستمرار تدخله في سوريا و سعيه المشبوه و المستميت في سبيل منع سقوط نظام بشار الاسد، هو في الحقيقة يهدف الى درء الخطر عن طهران کما أکد قادة و مسٶولون إيرانيون وفي مناسبات عدة حيث شددوا على إن هذا النظام يقاتل في شوارع دمشق و بغداد و صنعاء حتى لايقاتلونه في طهران، وهذا الامر أکد عليه أکثر من طرف و جهة و أشفعته المقاومة الايرانية بالادلة و القرائن التي لاتقبل الجدل، وإن تضخيم ماجرى في حلب من جانب النظامين السوري و الايراني و من لف لفهم، إنما هو من أجل تحطيم إرادة الشعب السوري و التأثير عليها بما يضمن بقاء النظام السوري و ذلك هو المستحيل بعينه، ذلك إن الشعب السوري الذي قدم مئات الالوف من القرابين و الضحايا في مواجهته ضد هذا النظام، لايقبل أبدا بالمساومة و طي الصفحة السوداء لجرائم هذا النظام و شريکه النظام الايراني.
الوهم الذي يعيشه النظام الايراني و حليفه النظام السوري من إنهم قد حسموا أمر الثورة السورية في حلب، لايوجد في الواقع أي أساس أو رکيزة له، ذلك إن أکثرية الاراضي السورية مازالت بيد الشعب السوري الثائر و لازال هذا الشعب مصمم أکثر من أي وقت آخر على إسقاط هذا النظام إلقائه في مزبلة التأريخ.