الخميس,28مارس,2024

المؤتمر السنوي العام للمقاومة الإيرانية 2023

المؤتمر السنوي2023

مريم رجوي الرئيسة الجمهورية لإيران المستقبل

مريم رجوي

اجتماع إيران حرة 2023: إلى الأمام نحو جمهورية ديمقراطية

المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية

ماتثير الإعجاب بشأن مجاهدي خلق

حقائق جورج ماك

السيناتور الأميركي جورج ماكلين
الشرق الاوسط -فايز سارة كاتب وصحافيّ سوريّ، وعضو الهيئة السيّاسيّة في الإئتلاف الوطنيّ لقوى الثورة والمعارضة حاليا ومستشار سياسي واعلاميّ لرئيس الإئتلاف
تسود نظرة مدققة لمواقف السيناتور الأميركي جورج ماكلين، وأساس النظرة، تنطلق من أهمية مواقفه، خصوصًا لارتباطها بانتمائه للحزب الجمهوري الذي يمثل السياسة الأميركية المحافظة، وإلى الخلفية العسكرية، التي تمتد في تاريخه العائلي، كما تمتد في تجربته الحياتية، وجزء منها مشاركته في الحرب الفيتنامية، التي اتسمت بوحشية، تركت ندبات قاسية في حياة الأميركيين،

والأهم من ذلك، أن ماكين برز واحدًا من أبرز رجال السياسة الأميركية وأكثرهم شهرة، بما تثيره حوله مواقفه الجريئة والمميزة سواء في مسائل السياسة الداخلية أو السياسة الأميركية الخارجية، ولعل الأبرز في الأخيرة خلال السنوات الماضية، مواقفه من القضية السورية، التي اختلف فيها لحد التصادم مع سياسة الإدارة الأميركية ومواقف الرئيس أوباما ووزير خارجيته كيري.

جون ماكين وفي آخر خلاصات موقف الإدارة الأميركية من القضية السورية، خلص إلى قول، إن للولايات المتحدة مصالح في سوريا، وإن إدارة أوباما ترددت، ولم تفعل شيئًا، قبل أن يذهب إلى الأبعد في قول: «علينا أن نعترف بتواطؤ الولايات المتحدة في مأساة السوريين».
ربما كانت خلاصات ما قاله السيناتور الأميركي بين أوضح الانتقادات التي وجهها أميركيون لسياسات أوباما في سوريا خلال ست سنوات من تطوراتها، تنازلت فيها عن مصالحها في سوريا وعموم المنطقة لروسيا خصم الولايات المتحدة، ومكنتها من أن تخلق توازنات سياسية وعسكرية استراتيجية لصالحها فيها عبر بوابة القضية السورية، وأعطت بلدًا مثل إيران، كانت قد صنفته باعتبارها نظامًا «يدعم الإرهاب» في العالم، لأن يصبح قوة إقليمية، مضيفا أن إدارة أوباما، تساهلت مع نظام الأسد في استخدامه السلاح الكيماوي ضد المدنيين.

وسط تلك الخلاصات لسياسة أوباما في سوريا، يمكن رؤية جون ماكين لجوانب القضية السورية في مقال له نشر على خلفية معركة حلب الأخيرة عبر نقاط، تواصلت منذ بدء الصراع السوري 2011، وصولاً إلى احتلال حلب أخيرًا بعد تدميرها وتشريد سكانها، وهي تمثل حقائق في سياسة واشنطن السورية.

أولى الحقائق أن الوضع سيزداد سوءًا في سوريا في ظل قيام نظام الأسد وإيران وروسيا وتركيا والآخرين بتكثيف القتال «على ما تبقى من الجثة السورية»، وأن ذلك يتواصل وسط عمليات تستهدف «النساء ومستشفيات الأطفال والمخابز وقوافل المساعدات الإنسانية»، عبر القصف بالقنابل الذكية وبالبراميل المتفجرة، وأن تلك العمليات لن تتوقف بعد حلب، وأنها تتجه نحو الهدف التالي.

والثانية، أن تحالف نظام الأسد مع روسيا وإيران وميليشياتها «لن يكونوا أبدًا شركاء يعتمد عليهم في مكافحة الإرهاب»، ولم يقاتلوا ضد «داعش»، «بل إن ذبحهم العشوائي للمدنيين السوريين هو ما خلق الظروف الملائمة لظهور تنظيم الدولة»، و«تسبب في مزيد من التجنيد والتطرف الإرهابي»، وأن «إنهاء الصراع في سوريا لن يكون ممكنًا، إلا إذا أدرك الأسد وداعموه من الأجانب، أنه لا يمكنهم الانتصار عسكريًا في البلاد»، وهم ما زالوا يعملون لتحقيق هذا الانتصار بشكل عسكري.

والثالثة، أن تداعيات الوضع السوري ستتواصل في المحيط الإقليمي والدولي على نحو ما يبدو في الهجمات التي تعرضت لها مناطق مختلفة في أوروبا وأميركا، وسوف تستمر في أزمة اللاجئين، التي «تسبب زعزعة استقرار حلفائنا في الشرق الأوسط»، و«تمثل تهديدًا للديمقراطيات الغربية برمتها، وتنعكس على أميركا في نهاية المطاف».
والرابعة، تأكيد أنه لا تزال أمام الولايات المتحدة خيارات في سوريا، لكن هذه الخيارات تسوء كلما انتظرت واشنطن أكثر في السعي لإيقاف الحرب، انطلاقًا من ثلاثة اعتبارات؛ أولها «لا ينبغي لأحد أن ينكر أن لدينا خيارًا في سوريا يتعلق بالأمن القومي الأميركي نفسه»، والثاني «استخدام قوتنا العظمى لإنهاء الظلم الأسوأ، حيث يمكننا ذلك، وخصوصًا إذا كان هذا الأمر يخدم مصالحنا، ويجعل الولايات المتحدة وشركاءها أكثر أمنًا»، والثالث «ألا نبعد أنفسنا عن فوضى عالمنا الخطير، وإذا ما فعلنا ذلك، وبقينا صامتين، فإن حالة عدم الاستقرار والرعب والدمار في قلب تلك الفوضى، ستكون في طريقها إلى شواطئنا في نهاية المطاف».

أهمية هذه النقاط، أنها تعكس حقائق واقعية في الصراع السوري، وما حملته من تداعيات في البعدين الإقليمي والدولي، أثبتتها سنوات الصراع، وهي مستمرة بالتفاعل، وكله لم يمنع إدارة أوباما من تجاوزاتها إلى سياسات أخرى ومختلفة، سياسات عمقت الصراع وعقدته، وكذلك تداعياته. وطرح هذه الحقائق من جانب شخصية أميركية مثل السيناتور ماكين، يعطيها أهمية استثنائية من جانبين؛ أنها تطرح عشية الانتقال الأميركي من إدارة أوباما الديمقراطي إلى إدارة ترامب الجمهوري، وأنها تطرح من شخصية تابعت وتتابع بصورة تفصيلية ومدققة تطورات الوضع السوري. شخصية لا تنطلق فقط من مسؤولية صاحبها باعتباره رئيسًا للجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأميركي فقط، بل باعتباره شخصية خاضت في السياسة الأميركية وخبرتها على مدار عقود طويلة.