دنيا الوطن – سهى مازن القيسي: لايزال نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية يشاغل دول المنطقة و العالم بمخططاته و سياساته المشبوهة من حيث إشاعة الفوضى و عدم الاستقرار من خلال التدخل و تصدير التطرف الديني و الارهاب و إنشاء أحزاب و ميليشيات عميلة لها أثرت و تٶثر سلبا على السلام و الامن و الاستقرار في بلدان المنطقة بشکل خاص.
الموقف الانساني و السياسي و الشرعي و القانوني للزعيمة الايرانية المعارضة البارزة السيدة مريم رجوي بشأن مطالبتها بنقل ملف إنتهاك حقوق الانسان من قبل نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الى مجلس الامن الدولي و الذي طرحته في مناسبات و ملتقيات مختلفة طوال الاعوام المنصرمة، يعبر و يجسد عن آمال و تطلعات و طموح معظم أبناء الشعب الايراني الذي يکتوي منذ أکثر من ثلاثة عقود و نصف بلظى نار ظلم و قمع و إستبداد هذا النظام الذي صادر کل أنواع الحريات الاساسية و فرض سلطته و إرادته بقوة الحديد و النار.
تقديم هذا الطلب الذي شفعته السيدة رجوي بثلاثة مطالب حيوية و حساسة أخرى مرافقة لها و تجلت في: ربط استمرار العلاقات السياسية مع هذا النظام بشرط إيقاف حملات الاعدام و التعذيب، و الاعتراف و بصورة رسمية بالمقاومة الايرانية لتغيير النظام، يمکن في حال تفعيله و تطبيقه على أرض الواقع، أن يضع النظام في موقف حرج جدا و يسحب کل أنواع المبادرات و المراهنات من يديه و يقلل من الخيارات المتاحة لديه الى أبعد حد ممکن، بل وان إلتفات المجتمع الدولي الى هذا المطلب الهام و الحساس و الذي حددته السيدة رجوي بخبرتها و حصافتها الانسانية و السياسية، من الممکن جدا أن يقلب الطاولة على رأس النظام و يحشره في زاوية ضيقة جدا بحيث تصبح مسألة الدفاع عن نفسه صعبة جدا، حيث أن وقوف المجتمع الدولي الى جانب الشعب الايراني و عدم السماح للنظام الاستبدادي بممارسة المزيد من الانتهاکات و التجاوزات على صعيد حقوق الانسان الايراني، من شأنه أن يشد من أزر و عزم الشعب الايراني و يمنحه المزيد من القوة و الامل و التفاؤل بمستقبل نضاله و کفاحه ضد هذا النظام الدموي الذي يصادر أبسط مبادئ حقوق الانسان.
الشعب الايراني الذي عانى الامرين من ظلم و جبروت هذا النظام و دفع ضرائب باهضة من دماء أبناءه و مستقبل أجياله، جاء الوقت الذي لابد فيه للمجتمع الدولي من أن يتخذ موقفا يتسم بالحد الادنى من الشعور بالمسؤولية حيال هذا الشعب العريق الذي قدم الکثير للتأريخ الانساني و کان له إسهامات ناصعة و منيرة في مجال الفکر و الفلسفة و الادب و الفن و علوم الدين، وان نقل ملف إنتهاك حقوق الانسان من جانب النظام يعتبر بمثابة خطوة إيجابية فعالة على الاتجاه الصحيح الذي سيخدم أمن و سلام و استقرار المنطقة و العالم قبل إيران نفسها.