دنيا الوطن – رٶى محمود عزيز: بقدر ماکان سکان ليبرتي من المعارضين الايرانيين المتواجدين في العراق، طوال ال14 عاما المنصرمة يتعرضون لمخططات مستمرة من جانب نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية بسبب نفوذها غير العادي في هذا البلد، و يدفعون ثمنا باهضا من أجل مقاومتهم و صمودهم أمام تلك المخططات، لکن وفي نفس الوقت فإن الذي يجب ملاحظته و التوقف عنده مليا هو إن النظام بنفسه کان يشعر بالخوف و الرعب من تواجد هٶلاء السکان في العراق و يعتبرهم يشکلون خطرا کبيرا محدقا بأمنه على الدوام.
بعد الاحتلال الامريکي للعراق و إنتشار نفوذ نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية في هذا البلد، ومع کل تلك الدعايات و الإشاعات المغرضة بأن هذا النظام قد بات يمتلك بزمام الامور کلها و إن منظمة مجاهدي خلق التي ينتسب لها سکان مخيم ليبرتي، قد صادر في مهب الريح، لکن الذي ظهر و تجلى هو العکس من ذلك تماما، إذ ظهرت التأثيرات و الانعکاسات الفکرية و المبدأية لسکان ليبرتي على الشعب الايراني، وهو الامر الذي تخوف و إرتعب النظام منه کثيرا، ولذلك فإنه بدأ يشرع في تنفيذ مخططاته الدموية من أجل القضاء عليهم، وبطبيعة الحال فإنه لم يأل جهدا من هذه الناحية و قام بتجربة و تنفيذ أبشع المخططات الوحشية و البربرية ضدهم، لکن الذي أصاب هذا النظام بالصدمة و الذهول و أثار إعجاب العالم في نفس الوقت، هو ذلك الصمود و المقاومة الفريدين من نوعهما و مانجم عن ذلك من زيادة إلتفاف الشعب الايراني حولهم و التمسك بهم.
طهران و بعد أن أسقط في يدها و جربت کل مافي وسعها، تصورت بأن نقل هٶلاء السکان من العراق حيث کانوا على مرمى حجر من بلدهم، بمقدوره أن يساهم في إبعاد الخطر و التهديد اللذين يمثلونه على أمنها، من دون أن تتصور بأن منظمة مجاهدي خلق تختلف عن سائر الاحزاب و المنظمات النضالية الاخرى من حيث إبداعها لطرق و اساليب و وسائل نضالية جديدة تبقيها و تبقي دورها في الساحة الايرانية مستمرا دونما إنقطاع، ولذلك فقد فات طهران بأن لهذه المنظمة دائما البدائل الجاهزة للأساليب و الطرق النضالية من أجل الحرية و خلاص الشعب الايراني.
سکان ليبرتي، سواء کانوا في العراق أو في أي بلد آخر في العالم، فإنهم أصحاب فکر و قضية و حملة مبادئ من أجل الحرية و الکرامة الانسانية و العدالة الاجتماعية، وهم سيبقون يشکلون خطرا على هذا النظام و سيبقى هدفهم الاکبر هو إسقاطه، وإن نجاح عملية نقلهم من العراق سوف تظهر تأثيراتها السلبية على الداخل الايراني رويدا رويدا لتٶکد تلك الحقيقة.