وكالة سولا پرس – فهمي أحمد السامرائي.……:مهما طال الزمن بالمجرم و الظالم، فلابد أن يأتي اليوم الذي يجب أن يقاضى و تتم مساءلته فيه، وإن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي إعتقد بعد إرتکابه لمجزرة صيف عام 1988، بإنه بمقدوره أن يخفي هذه الجريمة البشعة عن العالم و يستمر بحکمه الاستبدادي القمعي،
لکن المشکلة الاساسية لهذا النظام هي إنه نظام جاهل و لايجيد قراءة التأريخ و الاستفادة من دروسه و عبره، خصوصا عندما إعتبر منظمة مجاهدي خلق کغيرها من الاطراف السياسية المعارضة له، ومع إن 28 عاما قد مرت بالتمام و الکمال على تلك المجزرة، لکن و بفضل صمود و مقاومة هذه المنظمة، فقد تمکنت في النهاية من لوي يد النظام و فضح جريمته النکراء بحق 30 ألف سجينا سياسيا أمام العالم کله.
نشر الملف الصوتي للمنتظري، و الذي يعتبر دليلا دامغا يثبت إرتکاب هذا النظام لأکبر جريمة بحق السجناء السياسيين منذ الحرب العالمية الاولى، جاء بمثابة وثيقة عملية على وحشية و بربرية هذا النظام و معاداته للإنسانية بصورة عامة، خصوصا وإن الغالبية العظمى من ال30 ألف سجينا سياسيا الذين تم إعدامهم في صيف عام 1988، کانوا إما يقضون أحكاما بالسجن بسبب أنشطتهم السياسية أو كان قد انتهى بالفعل أحكامهم لكنهم لا يزالوا كانوا يحتفظ بهم في السجن.
الاحتجاجات الغاضبة لأبناء الجالية الايرانية في مختلف أنحاء العالم و النشاطات و الفعاليات المستمرة للمقاومة الايرانية في الذکرى ال25 لإبادة و قتل 30 ألف سجين سياسي من جانب النظام، کل هذا يسبب صداعا و أرقا و خوفا من المستقبل للنظام، ولهذا فليس من الغريب أن يبادر النظام للدفاع ليس عن مجزرة عام فقط1988، وانما عن معظم جرائمه منذ إستيلائه على السلطة لأنه يدري بأن إقراره بإرتکاب الجريمة قد يکون من شأنه قيام إنتفاضة عارمة ضده، ولذلك فإنه يقوم بالعمل من أجل تهدئة الاوضاع الداخلية و السيطرة عليها بأي شکل من الاشکال.
هذا النظام الذي أصبح کابوسا بالنسبة للشعب الايراني الذي ذاق منه الامرين بسبب من سياساته و نهجه القمعي الدموي، نجحت منظمة مجاهدي خلق من جعل ليله نهارا و نهاره ليلا، وأن تقض من مضجعه و تجعله في حالة خوف و رعب دائميين، وإن نجاح المنظمة الباهر في فضح هذا النظام و کشفه على حقيقته أمام العالم کله، هو في حد ذاته شهادة عملية على دور و مکانة هذه المنظمة و توفقها في إبراز دورها الاستثنائي ليس على صعيد إيران فحسب وانما على صعيد المنطقة و العالم أيضا، وإن هذا الليل الذي طال کثيرا على الشعب الايراني سيعقبه ذلك الفجر الزاهر الذي ستأتي به منظمة مجاهدي خلق.