المستقبل العربي – سعاد عزيز: بعد فترة قصيرة جدا نسبيا من عدم إرتکاب الميليشيات الشيعية في الحشد الشعبي
المسير من قبل نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، لجرائم و إنتهاکات ضد المکون السني في العراق و التي تتم بتوجيهات من قبل قوة القدس الارهابية التابعة للحرس الثوري الايراني، عادت هذه الميليشيات المبنية على أساس فکر و توجيه طائفي ضيق لإرتکاب الجرائم و الانتهاکات في المناطق ذات الاغلبية السنية التي تدخلها بزعم تخليص السکان من تنظيم داعش الارهابي.
ماقد أفاد به مصدر من شرطة الانبار بأن عناصر من ميليشيات الحشد بدأت بتنفيذ عمليات سلب وحرق وتفجير للمنازل السكنية في منطقة جزيرة الخالدية شرق الرمادي، يمکن إعتباره الوجه الحقيقي لهذه الميليشيات العميلة المعادية لشعبها و وطنها و المنفذة لمخططات و أجندة خاصة بطهران، على الرغم من إن هذا التوقف کان وقتيا و لأغراض مبيتة هدفه السعي من أجل تجميل الوجه القبيح لهذه الميليشيات و من ورائها نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية.
المثير للسخرية إنه وفي الوقت الذي تعود فيه هذه الميليشيات لمعاودة إرتکاب جرائمها و إنتهاکاتها بحق المکون السني بتوجيه من طهران، فإن ذلك يتزامن مع بث التلفزيون الايراني برنامجا تضمن إساءات مقصودة ضد اثنين من صحابة الرسول محمد”ص”، وهو الامر الذي أثار موجة من السخط و الغضب العارمين بين الاوساط السنية الايرانية خصوصا وإن ذلك يجري بعد فترة قصيرة جدا من إقدام السلطات الايرانية على إعدام 25 من الدعاة و طلبة العلوم الدينية من السنة.
المشکلة الطائفية التي لم يکن لها من وجود قبل مجئ نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية و شروعه بتصدير التطرف الديني ببعده الطائفي مضافا إليه الارهاب، وهو الامر الذي أکد عليه السيد محمد محدثين، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الايرانية في تصريحات صحفية سابقة له، مشددا على إن هدف هذا النظام هو خلق الفتنة و الفوضى في المنطقة حتى يتسنى له فرض هيمنته على هذه الدول و التدخل في شٶونها.
الاوضاع المحتقنة طائفيا في العراق و لبنان و سوريا و اليمن و البحرين و السعودية الى حد ما، عند النظر و التمعن فيها، نجد إن الدور و النفوذ المشبوه لطهران يقف خلف کل تلك الاوضاع، وإن الجماعات و التنظيمات الشيعية التي تبث الافکار الخاصة بالتفرقة و الاختلاف، هي تلك التابعة لطهران، ومن هنا فإن عودة جرائم و إنتهاکات الميليشيات الحشدوية العميلة لهذا النظام، هو في الحقيقة العودة الى أصلها و معدنها الحقيقي، وإن الامن و الاستقرار في المنطقة لن يکون من معنى له مع بقاء و إستمرار هذا النظام و تواجد هذه الاحزاب و الميليشيات و الجماعات العميلة التابعة له.