دنيا الوطن – اسراء الزاملي: منذ إستيلاء التيار الديني المتطرف في الثورة الايرانية على مقاليد السلطة في إيران، يتبرقع نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية بالتمشدق بالدفاع عن القضية الفلسطينية و مناصرتها وهو ما جعل قطاع عريض من الشارعين العربي و الاسلامي يتأثران به و يصدقانه لکن مرور الايام و توالي الاحداث و التطورات، أثبتت حقيقة أخرى مخالفة تماما لما إدعاه و زعمه هذا النظام.
نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي قام بإستغلال و توظيف الدين لأهداف و غايات سياسية محضة کما حدث في العراق و سوريا و لبنان و اليمن، لم تکن القضية الفلسطينية بإستثناء من القاعدة العامة لهذا النظام، خصوصا بعدما توضح بأن هذا النظام لم يقدم سوى الکلمات و الخطب الرنانة و الطنانة للشعب الفلسطيني و قضيته، خصوصا وإن ماقد إرتکبه هذا النظام من ممارسات و جرائم و إنتهاکات بحق شعوب المنطقة جعلت من الشعب الفلسطيني و شعوب المنطقة تشکك في کل مزاعم هذا النظام بشأن دعمه للقضية الفلسطينية.
الللقاء الذي جمع بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس و بين زعيمة المعارضة الايرانية مريم رجوي في باريس، والذي أثار غضب و سخط نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية و دفعه لإطلاق تصريحات معادية للرئيس عباس و المقاومة الايرانية على حد سواء، لفت الانظار کثيرا إليه خصوصا وإن هذا اللقاء المهم يأتي بعد فترة قصيرة نسبيا من التجمع السنوي الضخم للمقاومة الايرانية في باريس و الذي کان بمثابة نصر سياسي کبير للمقاومة الايرانية.
الغريب و المثير للسخرية، مستشار وزير الخارجية الإيراني، حسين شيخ الإسلام، علق على هذا اللقاء، بالقول: إن “منظمة مجاهدي خلق تعمل ضد الثورة منذ البداية ولقاء هذه المنظمة بمحمود عباس يأتي في هذا الإطار”، في الوقت الذي ترتبط فيه منظمة مجاهدي خلق بعلاقات نضالية وطيدة بمنظمة التحرير الفلسطينية تعود الى العقد السابع من الالفية الماضية، وإن هذه العلاقات کانت تخدم على الدوام المصالح العليا للشعبين ولم تکن موجهة ضد أحد سوى أعداء الشعبين فقط، وإن هذا التصريح في الحقيقة يسعى لقلب الحقائق و التمويه عليها.
هذا اللقاء الذي أکد مجددا على العلاقات النضالية بين الشعبين الفلسطيني و الايراني وهو يأتي في وقت حساس جدا و في ظل ظروف و أوضاع إستثنائية في المنطقة والاهم من ذلك إنه قد کشف حقيقة کذب و زيف المزاعم المختلفة لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية بدعم و مساندة القضية الفلسطينية.