عشية 7 كانون الأول / ديسمبر يوم الطالب, وبعد مرور يوم واحد على النداء الذي وجهته منظمة مجاهدي خلق الإيرانية لمساندة الحركة الطلابية, لقٌن الطلبة الأبطال الحرسي أحمدي نجاد المعين من قبل الولي الفقيه, درسًا لن ينسى خلال تحركهم الإحتجاجي الأول, كما طردوا من الحرم الجامعي بعد توبيخه رئيس جامعة طهران المعين بدوره لهذا المنصب من قبل الحرسي أحمدي نجاد, الملا عميد زنجاني. وكان الملا المجرم عميد زنجاني قد عيٌن قبل أيام رئيسًا لجامعة طهران بواسطة وزير العلوم في حكومة أحمدي نجاد. لكن الطلبة وإثر الإعلان عن هذا الخبر مباشرة, احتجوا على هذا التعيين بشدة وكانوا قد عقدوا العزم على الحيلولة دون تدنيس حرم جامعة طهران, أقدم الجامعات الإيرانية, برجس عنصر رذيل, كالمشار إليه أعلاه, في منصب رئاسة الجامعة, وهكذا, ردوا على وقاحتهم بما يستحقونه.
ان طرد هذا الملا المجرم على يد الطلبة الشجعان رغم إحاطته بعملاء المخابرات ومنتسبي الحراسة في الجامعة يعتبر صفعة في وجه الولي الفقيه والمعين من قبله المجرم أحمدي نجاد. ان هذه المبادرة الجسورة من قبل الطلبة, تتم في ظروف تتعالى فيها التخرسات هذه الإيام, في كيل الثناء والمديح لجهاز القمع «البسيج – التعبئة» ووصفه بانه جهاز « في أمس الحاجة إليه لتصريف شؤون البلاد أكثر من إي وقت مضى» كي «يكون مستقبل البلاد مضمون أكثر», وتأتي هذه التخرسات بدء من جانب الولي الفقيه ومرورًا بالحرسي أحمدي نجاد وانتهاءً بقادة فيلق حرس الجهل والإجرام وذلك في إطار سياسة الإنكفاء وتصعيد القمع وكم الأفواه. ان تعيين أحد الملالي الجلادين رئيسًا لأهم جامعة في إيران, والذي ينحصر ماضيه «الجامعي» في تعلم دروس الإجرام والمجازر بحق الشعب, في مدرسة إمام الاشقياء,ايضًا, يعتبر جزءً من سياسة الإنكفاء التي تطبقها الحكومة المعينة بواسطة الولي الفقيه.كما تعتبر الاغتيالات الوحشية ضد الشبان المحتجين في كردستان والقمع البربري ضد أهالي الأهواز وضاحية شلنگ آباد بدورها, استمرارًا ووجهًا آخر للسياسة ذاتها. ولكن خلافًا لما تتصوره دكتاتورية الملالي وأوهامها ورغم كل التدابير والتشبثات الإجرامية, فان القدرات الإحتجاجية الوثابة للمجتمع بشكل عام وأجواء المقاومة والصمود في الجامعة بشكل خاص, لن تتقلص فحسب بل تتزايد باضطراد.
ان هذه الوبخة الجسورة من جانب الطلبة, يمكن اعتبارها بمثابة الرد من جانب المجتمع وجليه الواعي والطليعي. وأما الوجه البارز والجسور لهذه الحركة المناوئة للحكومة هو إعطاء الطلبة الدلالة على ان المجتمع لن يسكت على سياسات نظام ولاية الفقيه التابعة من طبيعته ولا على الحكومة الأمنية العسكرية للحرسي أحمدي نجاد بل سيرد ردًا مناسبًا عليها. ان الطلبة الواعين, هم من الجيل نفسه الذي انتفض من بينه أبناء الشعب الإيراني الأشاوس الذين ناضلوا ضد نظامين دكتاتوريين ولهذا السبب لقبت الجامعة بـ « خندق الحرية». فرغم الكبت الذي مارسه الملالي وتكالب نظام ولاية الفقيه في المرحلة النهائية من عمره, فان ديمومة الحركات الإحتجاجية في المدن وفي الجامعات الإيرانية وبمساندة العنيدة والمنظمة وبؤرتها الصامدة المشعة, معسكر أشرف, تدل على هذه الحقيقة بان الشعب الإيراني البطل سوف يقلب الاستبداد الديني رأسًا على عقب.