دنيا الوطن – محمد رحيم: يتقاذف نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية کم هائل من المشاکل و الازمات المتباينة التي تحتاج کل واحدة منها الى حل و معالجة خاصة، لکن من الواضح إن المعضلة الاقتصادية التي تعاني منها إيران في ظل السياسات الاقتصادية المثير للجدل للحکومات المتعاقبة و التي تفتقد للأسس و الضوابط الموضوعية و العلمية، هي واحدة من أهم المشاکل التي تقف بوجه نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية و تعصف به بقوة.
المعضلة الاقتصادية الايرانية التي تتفاقم و تتسع يوما بعد يوم و تضيق الخناق أکثر فأکثر على الشعب الايراني و تجعل من الحياة جحيما بالنسبة له خصوصا إذا ما لاحظنا بأن عدد کبير من أبناء الشعب الايراني يمارسون أعمالا إضافية من أجل تدبر معيشة عوائلهم لکن من دون جدوى الى جانب إنتشار ظاهرة المرأة المعيلة و التي تعکس الازمة الفکرية ـ السياسية ـ الاقتصادية التي يمر بها نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، کل ذلك يلقي بظلاله بقوة على الانتخابات الايرانية التي ستجري في أواخر هذا الشهر و تضع المتنافسين أمام سٶال کبير وهو: الى أين يسير الاقتصاد الايراني وهل يمکن إيجاد حل للمعضلة الاقتصادية الايرانية؟
قبل إبرام الاتفاق النووي بين إيران و مجموعة 5+1، کان القادة و المسٶولون الإيرانيون يٶکدون و بصورة مستمرة و ملفتة للنظر على إن السبب الاساسي الکامن وراء تردي الاوضاع الاقتصادية و المعيشية في إيران إنما يکمن في العقوبات الدولية المفروضة عليها وإن رفع هذه العقوبات ستساهم في إنعاش الاقتصاد الايراني و إنهاء المعضلة الاقتصادية الايرانية، وإن طرح هذا المبرر و بشکل دائم و تکراره بصورة ملفتة للنظر، جعل من الشعب الايراني يتفاءل حقا بتوقيع الاتفاق النووي ظنا منه إن هذا الاتفاق سيکون بمثابة المفتاح الذي يفتح کل الابواب المغلقة بوجه معيشته، لکن وعلى الرغم من مرور أشهر طويلة على الاتفاق هذا فإنه ليس هنالك من جديد وان المعضلة الاقتصادية ليس لازالت على حالها وانما سارت نحو الاسوء وهو مايدل على إن هذا الزعم کان مجرد تمويه و عملية مخادعة مفضوحة قام بها هذا النظام ضد الشعب الايراني،
ولاسيما بعد أن عاد نفس القادة و المسٶولين الايرانيين ليٶکدوا للشعب الايراني بأنه ليس بإمکان الاتفاق النووي النووي أن يحل من المعضلة الاقتصادية لأنها أکثر قدما و أکثر رسوخا من ذلك، والانکى من ذلك إن هبوط سعر النفط بصورة غير عادية وبعد 5 أعوام من العقوبات المفروضة على إيران، تجعل من المستحيل إيجاد حلول مناسبة للمعضلة الاقتصادية حتى لو تم رفع معظم العقوبات وان الاقتصاد الايراني الحالي الذي يمکن وصفه بالاقتصاد الکسيح و المشلول الذي لايمکن أبدا إنعاشه في ظل السياسات غير الحکيمة للنظام الحالي، وقطعا فإن المعضلة الاقتصادية لهذا النظام و سائر المعضلات و المشاکل الاخرى لايمکن حلها أبدا إلا عن طريق التغيير في إيران و الذي لن يتم أبدا إلا عن طريق إسقاط النظام کما أکدت مرارا و تکرارا زعيمة المعارضة الايرانية السيدة مريم رجوي.