إجماع قانوني وسياسي على شرعية وجود مجاهدي خلق في العراق
الملف – بروكسل: وصلت السيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية، إلى بلجيكا يوم الاثنين وشاركت في جلسة عقدت في المقر الرئيسي للبرلمان الأوروبي في بروكسل، وشارك فيها عدد من نواب البرلمان الأوروبي.
واستعرضت الجلسة آخر التطورات على الساحة الإيرانية وموقع المقاومة الإيرانية واحراز تقدم في الحل الثالث.
وكان في استقبال رجوي، لدى وصولها الى مقر البرلمان الأوروبي، وفد من نواب البرلمان من مختلف الكتل البرلمانية، حيث رحب الوفد بأول حضور لرئيسة الجمهورية المنتخبة للمقاومة،.
وشارك في المؤتمر البرلماني، الذي ترأسه السيد بائولو كاساكا، الرئيس المشارك للجنة البرلمانية لاصدقاء إيران حرة، كل من اللورد اسلين، القاضي السابق في محكمة العدل الأوروبية ومجلس
القضاء الأعلى البريطاني، والبروفيسور إريك ديفيد، استاذ الحقوق الدولية في جامعة بروكسل الحرة، وويتاتاس لاندز رئيس ليتوانيا السابق، وجان اشباتس، الرئيس السابق للبرلمان اللوكسمبورجي، وبرايان بينلي، عضو مجلس العموم البريطاني، واستراون استيفنسون، نائب رئيس المجموعة البرلمانية لأحزاب الشعب والديمقراطي المسيحي أكبر مجموعة برلمانية في البرلمان الأوروبي، وعدد آخر من نواب البرلمان الأوروبي من مختلف الكتل البرلمانية والقوا كلمات أمام المؤتمر.
وفي مستهل كلمتها أشارت رجوي إلى قرار المحكمة البريطانية لشطب تهمة الارهاب الملصقة بمجاهدي خلق قائلة "ان صدور هذا القرار ولكون أهميته السياسية والقضائية قد أصاب العديد بالصدمة، فمناصرو المقاومة في إيران والعراق وعموم العالم فرحون جداً فيما يعيش النظام الإيراني وحلفاؤهم حالة الغضب. ان محكمة الاستئناف للمنظمات المحظورة رفضت استئناف الحكومة البريطانية واعتبرت طلب وزيرة الداخلية البريطانية مغالطة وأكدت ان الوزيرة "لايحالفها أي حظ منطقي للنجاح في الاستئناف"".
وأضافت رجوي "يقف اليوم بجانب المقاومة الإيرانية والشعب الإيراني، الجهاز القضائي والبرلمانيون والشعب الأوروبي، لذلك يجب ان نسأل مجلس الوزراء الأوروبي والحكومة البريطانية لماذا بقيتم متمسكين بموقفكم بجانب الفاشية الدينية؟" وأعربت رجوي عن شكرها وتقديرها لـ(35) برلمانياً بريطانياً ولجميع البرلمانيين مناصري المقاومة الإيرانية، واصفة هذه النشاطات بأنها مثال ناصع على التضامن بين الشخصيات الديمقراطية الأوروبية والشعب الإيراني ضد الفاشية الدينية.
وأكدت "انهم رواد السياسة الصائبة حيث يرون ازالة العراقيل من أمام المقاومة الإيرانية أمر ضروري لتحقيق السلام والأمن العالميين يصب في خدمة المصالح الأوروبية".
كما أشارت رجوي الى قرار المحكمة البريطانية، مؤكدة ضرورة شطب اسم مجاهدي خلق من قائمة الارهاب مضيفة "ان محكمة بوئك أعلنت ان قرار الحكومة البريطانية قرار غير عقلاني مما يعني ان لائحة الاتحاد الأوروبي بشأن مجاهدي خلق هو الآخر غير عقلاني فيجب ازالتها".
وتطرقت رجوي إلى تقرير الاجهزة الاستخبارية الأميركية، الذي صدر قبل أسبوعين حول المشاريع النووية للنظام الإيراني، قائلة "ان هذا التقرير أكد مرة أخرى أهمية مؤتمرات المقاومة الإيرانية للكشف عن مشاريع النظام النووية، حيث أكد كل من نائب الرئيس الأميركي ومستشار الأمن القومي الأميركي ووكيل وزارة الخارجية الأميركية ان المعارضة الإيرانية هي التي حذرت العالم من خطر القنبلة الذرية لحكام إيران".
وأكدت رجوي ان امتلاك السلاح النووي هو هدف استراتيجي للنظام الإيراني وضمان لبقائه، ولهذا السبب لن يتخلى عنه ابداً وأضافت "انني أحذر من سياسة حكام إيران القائمة على التضليل والخداع والاخفاء، انها تكتيك لشراء الوقت ونيل القنبلة الذرية".
وفي جانب آخر من كلمتها تناولت رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية "مؤامرات حكومة الملالي ضد مجاهدي خلق في أشرف"، قائلة "ان نظام الملالي الذي يرى مجاهدي خلق أكبر تهديد لكيانه ويرى مدينة أشرف أكبر حاجز سياسي وثقافي أمام نفوذه في العراق، يعمل جاهداً وبكل ما أوتي من قوة للتآمر والضغط على مجاهدي خلق وطردهم من العراق، فيما أن هناك اجماعًا قانونيًا وسياسيًا على شرعية وجود مجاهدي خلق في العراق حيث حظيت المنظمة بمزيد من القوة والمكانة في عام 2007".
وتابعت رجوي "ان قرار البرلمان الأوروبي في 12 تموز 2007 وكذلك مواقف الصليب الأحمر الدولي والمفوضية العليا للاجئين وبعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) في العام الجاري أكدت حقيقة ان مجاهدي خلق هم محميون بموجب اتفاقية جنيف الرابعة والقانون الدولي الانساني ومبدأ عدم الاعادة القسرية، فالقادة السياسيون العراقيون لا سيما الدكتور طارق الهاشمي نائب الرئيس العراقي والدكتور أياد علاوي رئيس الوزراء العراقي الاسبق والدكتور عدنان الدليمي زعيم جبهة التوافق أكدوا في مناسبات مختلفة ان تواجد مجاهدي خلق في العراق جاء وفق الاتفاقيات الدولية".
وفي ختام كلمتها أشارت رجوي إلى تنامي الانتفاضات الجماهيرية داخل البلاد خاصة الطلابية في اسبوع تخليد يوم الطالب وأضافت "عشرات الآلاف من 15 جامعة في 12 مدينة على أقل تقدير رفعوا بصوت واحد شعاراً مشتركاً وهو "الموت للديكتاتور"، وذلك ضمن مظاهراتهم وتجمعاتهم الاحتجاجية، وعلاوة على الطلاب، ينادي المعلمون والنساء والعمال وشرائح اجتماعية أخرى في الشارع الإيراني إلى تغيير النظام. ان هذه الانتفاضات هي السند القوي للحل الثالث المقدم من قبل المقاومة الإيرانية".
وبعد كلمتها أمام المؤتمر البرلماني في مقر البرلمان الأوروبي في بروكسل، شاركت رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية في مؤتمر صحفي عقد في مقر البرلمان الأوروبي وترأسه السيد استراون استيفنسون عضو الرئاسة المشتركة لمجموعة أصدقاء إيران حرة وشارك فيه عدد من نواب البرلمان الأوروبي ومندوبو وسائل الإعلام.
ووصفت رجوي في كلمتها تملص الحكومة البريطانية "المثير للخجل" والاتحاد الأوروبي من قرارات محاكمهم بانه سحق لسيادة القانون والديمقراطية للتمسك بسياسة المساومة والمسايرة مع الفاشية الدينية الحاكمة في إيران.
وعبرت رجوي في مستهل المؤتمر الصحفي عن شكرها للسيد استفنسون وثلاثة من قادة المجموعة الديمقراطية المسيحية على اصدار بيانهم من أجل رفع اسم مجاهدي خلق عن لائحة الارهاب، وأشارت إلى قرار محكمة بريطانية ورفض طلب استئناف الحكومة البريطانية من قبل المحكمة، وادانت تملص الحكومة البريطانية من تنفيذ القرار الصادر عن المحكمة قائلة: أليس هذا سحق لسيادة القانون والديمقراطية؟ من الذي يربح من تحوّل بريطانيا إلى الداعم الرئيسي لنظام الملالي عراب الارهاب والتطرف؟
وقالت "لماذا لا تكشفون للشعب البريطاني ونواب البرلمان البريطاني عن الاسباب الحقيقية لحظر مجاهدي خلق؟ هل تعرفون ان على الحكومة البريطانية ان تشرح أمام العالم كيف أصبحت تمهد الطريق لاندلاع حرب عالمية ثالثة على أيدي حكام إيران؟ عليكم ان لا تسمحوا بان يحكم التاريخ بشأنكم مثل تشمبرلين؟".
ثم خاطبت رجوي المراسلين ونواب البرلمان الأوروبي والحقوقيين الحضور في المؤتمر قائلة "سبق للحكومة البريطانية أن منعت تنفيذ القرار الصادر عن المحكمة الأوروبية في 12 ديسمبر 2006 لازالة اسم مجاهدي خلق من قائمة الارهاب الصادرة عن الاتحاد الأوروبي".
وأكدت "أن مجاهدي خلق تحدوا في المحكمة مجلس الاتحاد الأوروبي لعدم تنفيذ الحكم الصادر عن المحكمة وإبقاء اسمها في القائمة ولكن الآن وبعد القرار الصادر عن المحكمة البريطانية لم يبقى أي ذريعة لدى مجلس الاتحاد الأوروبي والآن وبعد صدور قرار المحكمة البريطانية لقد ازيل هذا الاساس، فعلى الاتحاد الأوروبي ان ينهي دون فوات الاوان التملص من تنفيذ قرار المحكمة والادراج غير القانوني لاسم مجاهدي خلق في قائمة الارهاب، كان الهدف من الصاق تهمة الارهاب هو حماية النظام الإيراني والقضاء على المقاومة الإيرانية ولكن هذا المشروع باء بالفشل اليوم".
وقالت رجوي "انظروا إلى شوارع طهران حيث تظاهر الاسبوع الماضي آلاف الطلبة في طهران هاتفين "الموت للديكتاتور"، فعلى الغرب ان يبتعد من نظام الحكم القائم في إيران الذي نفذ قرابة 300 عملية اعدام شنقاً في العام الجاري وبشكل علني، انظروا إلى العراق وافغانستان ولبنان وفلسطين كيف أغرقها ملالي إيران في بحر من الدم".
وأضافت "انني اغتنم الفرصة هنا لا عبر عن ترحيبي بتصريحات الرئيس الفرنسي ساركوزي يوم أمس حيث أكد على ضرورة تشكيل دولة فلسطينية مستقلة وأؤكد ان الحاجز الرئيسي أمام هذا المشروع هو نظام الملالي".
وشددت رجوي على "ان الطريق الوحيد للخلاص من الفاشية الدينية هو الحل الثالث وتغيير النظام في إيران. ان التغيير هو مطلب الشعب الايراني وحاجة المجتمع الدولي الماسة. فعلى الاتحاد الأوروبي أن يعترف بالمقاومة الايرانية وأن يساعد الديمقراطية في ايران والسلام العالمي بفرضه عقوبات ضد النظام".
هذا، وفي تقرير لها عن حضور رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الايرانية المقر الرئيسي للبرلمان الأوروبي في بروكسل والقاء كلمة فيه، قالت وكالة أنباء اسوشيتدبرس إن "المجلس الوطني للمقاومة الايرانية وهو مرفوع الرأس عن انتصار قضائي في بريطانيا، دعا يوم الثلاثاء الاتحاد الأوروبي الى شطب أكبر حركة في هذا الائتلاف من قائمة الارهاب الصادرة عن الاتحاد".
وقالت رجوي بعد لقائها المشرعين في الاتحاد الأوروبي "على الاتحاد الأوروبي أن يحترم فوراً حكم القانون وأن يزيل اسم مجاهدي خلق الايرانية من قائمة الارهاب الصادرة عنه".