وكالة سولا پرس – صلاح الدين محمد أمين: صارت حقيقة و أمرا واقعا بإن هيمنة و نفوذ نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية على العراق و تحکمه في الکثير من الامور، هو السبب الحقيقي الذي يکمن خلف تردي الاوضاع في العراق على مختلف الاصعدة وهذه الحقيقة صار يتقبلها حتى الکثير من المٶيدين و المتعاطفين مع التدخلات الايرانية في العراق لإنها بمثابة البديهية التي لاتحتاج الى برهان.
تفشي الفقر و الفساد و إنعدام الامن و الاستقرار و الاحتراب و المواجهة الطائفية في العراق و غيرها من المظاهر السلبية، کلها من إنعکاسات و ردود فعل التدخل الايراني في العراق و الذي تجاوز کل الحدود المألوفة، خصوصا بعدما صار قاسم سليماني، قائد قوة القدس الارهابية، بمثابة الحاکم المطلق للعراق و صار يتدخل في کل شأن داخلي بما يصب في مصلحة طهران.
إعلان وزارة الصحة العراقية بأن عدد الحالات المؤكدة بالكوليرا في العراق ارتفع إلى أكثر من 1200 شخص بعد تفشي الوباء في البلاد منذ شهر، يأتي بسبب التراجع الفظيع في مستوى و حجم النشاطات الحکومية في المسائل الخدمية حيث إن إنشغال العراق بالمواجهات و الحروب و التناحرات الداخلية من جراء الشحن الطائفي الذي يعتبر نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية بٶرته و مصدره الاساسي، وإنه ومنذ اليوم الذي هيمن فيه هذا النظام بنفوذه على العراق فإن الشعب العراقي لم يذق طعم الراحة و الطمأنينة و ظل يعيش في ظل الکوابيس و المصائب.
نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية ومن أجل أن يحقق أهدافه و غاياته في العراق و خصوصا في دق اسفين بين مکونات و أطياف الشعب العراقي، لجأ الى تأسيس ميليشيات مسلحة تابعة له لاتهتم و لاتحترم القوانين و الانظمة المرعية في العراق حيث تقوم هذه الميليشيات و في وضح النهار بإرتکاب الجرائم و المجازر و الانتهاکات خدمة للأهداف و الاجندة الايرانية،
وإن دفع العراق نحو هاوية المواجهات الطائفية کان من جراء النفوذ الايراني في العراق و هو الذي مهد الارضية و المناخ المناسب لدخول تنظيم داعش الارهابي للعراق. الاوضاع الداخلية المتردية في العراق تسببت في أن لاتجد الحکومة العراقية من مجال لتهتم للأوضاع الخدمية مما تسبب في تفشي العديد من الامراض و الاوبئة ومن ضمنها الکوليرا، وإن الجهة التي تعتبر الطرف المسٶول عن وصول الاوضاع في العراق الى هذا المنعطف هو نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية بحد ذاته والذي يقف وکما تٶکد المقاومة الايرانية بلغة المستمسکات و الارقام خلف تردي الاوضاع و وخامتها في سوريا و لبنان و اليمن بالاضافة للعراق، ولذلك فإنه ومع بقاء و إستمرار نفوذ و هيمنة نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية في هذه البلدان فإن المنطقة کلها وليس هذه البلدان لوحدها ستکون في معرض التهديد و الخطر وليس هناك من حل إلا إنهاء هذا النفوذ و القضاء عليه تماما.