الصباح الفلسطينيه — مثنى الجادرج: النظام المثالي و النموذجي الذي يحافظ على کرامة الانسان و يضمن حقوقه هو نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، هذا الکلام أو مايشابهه تعود العديد من القادة و المسٶولين الإيرانيين على إطلاقه في مناسبات مختلفة حيث کانوا يوجهون إنتقاداتهم للأنظمة السياسية الاخرى في العالم بإعتبارها دون المستوى، ولئن کان هذا الکلام مثار تندر و إستهزاء من جانب الکثير من الاوساط الاعلامية و السياسية،
إلا إنها في نفس الوقت قد إنطلت على السذج و البسطاء الذين صدقوا بهذه المزاعم المناقضة و المضادة للحقيقة و الواقع. أعلن العقيد منوتشهر امان الهي قائد قوى الأمن الداخلي القمعية في محافظة كرمانشاه الإيرانية ان هذه القوة اعتقلت 10 آلاف من المواطنين خلال الشهور الستة الماضية فقط في هذه المحافظة، كما انه أعترف بإجراء 499 خطة قمعية في نفس الفترة بذريعة «الإرتقاء بالأمن الإجتماعي للمحافظة» واضاف يقول «يتم تنفيذ ألف مهمة في مجال الأمن بهذه المحافظة طيلة 24 ساعة».
وأضاف ان هذه الإعتقالات تعتبر جزءا من تلك الخطط وبهذا الصدد قد تم فتح 40 ألف ملف في مختلف فروع محطات الشرطة بمحافظة كرمانشاه. اضافة إلى قوى الأمن الداخلي التابعة لقوات الحرس تقوم وزارة المخابرات وعشرات من الأجهزة القمعية الأخرى باعتقال أعداد كبيرة من المواطنين واحتجازهم في المعتقلات الرسمية أو معتقلات في أي من تلك الأجهزة كل على حدة. ماقد أعلن و کشف عنه المسٶول الامني الايراني سارد الذکر، هو جانب و جزء صغير من النشاطات التي تقوم بها السلطات و الاجهزة الامنية الايرانية في سائر أرجاء إيران من أجل”ضمان الامن”،
حيث إنه قد صادف أيضا قبل فترة وجيزة قيام الحرس الثوري الايراني و قوات التعبئة بإقامة نقاط تفتيش في مناطق مختلفة في طهران و شرعت بتفتيش المواطنين و مساءلتهم دونما سابق إنذار، وهو أمر أثار إستغراب المواطنين و توجسهم خصوصا وإنه يقترن مع تصاعد السخط و الغضب من جانب مختلف شرائح الشعب الايراني. هذه التصرفات و الاجراءات القمعية التعسفية الايرانية التي تأتي في وقت تصل نسبة الذين يعيشون تحت خط الفقر من الشعب الايراني الى أکثر من 70% فيما يواجه أکثر من 12% منه المجاعة ناهيك عن 11 ألف عائلة إيرانية تعاني من الادمان على المواد المخدرة، وهي تأتي في وقت يتصاعد في غضب شريحة المعلمين الذين يستعدون لتظاهرات عامة يوم الخميس القادم، وإن هذا النظام الذي يعيش شعبه هکذا أوضاع و في نفس الوقت يتورط في 4 دول بالمنطقة، ليس هنالك في العالم من يود حتى التفکير به لإنه و بکل بساطة معادي للإنسانية و الحضارة.