مثنى الجادرجي- جريدة دسمان: لکي يکون أحدهم صادقا فيجب على الاخرين أن يکونوا کاذبين٬ هذا الکلام يمکن تطبيقه في الواقع على مايدعيه نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية بشأن تمسکه بأمن و استقرار المنطقة و عدم تدخله في شوٴون دول المنطقة و على ماتوٴکده أکثرية دول المنطقة بشأن التدخلات الايرانية المستمرة في شوٴونها.
قيام البحرين بسحب سفيرها من طهران و طرد القائم بالاعمال الايراني من المنامة بسبب تدخلات نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية في شوٴونها الداخلية٬ من جانب٬ و مبادرة اليمن بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران بسبب الدور المشبوه الذي قامت به الاخيرة في الاحداث الجارية باليمن و تدخلها من خلال إرسال الاسلحة و الاعتدة و الخبراء
٬ من جانب آخر٬ يبين بشکل واضح بإن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية قد تجاوز کل الحدود و المعايير المألوفة و يضرب بمبادئ السيادة الوطنية و إستقلال بلدان المنطقة بعرض الحائط٬ وهو مادفع بالبلدين آنفي الذکر لکي يتخذان موقفا حزما و صارما من ذلك النظام بما يدفع المنطقة و العالم للإنتباه الى دوره المشبوه المنافي لکل المبادئ و الاعراف.
الدور الايراني في العراق و الذي تسبب في إيصال هذا البلد الى أوضاع وخيمة حيث المشاکل و الازمات تتقاطر على شعبه من کل جانب بالاضافة الى حالة التخندق الطائفي من جراء ذلك٬ يشابهه نفس الدور على صعيدي سوريا و لبنان٬ والذي لم يعد فيه من أي شك هو إن هذا النظام يبذل کل مابوسعه من أجل فرض نفوذه و هيمنته على هذه الدول و إستخدامها کأوراق ضغط على دول المنطقة نفسها و على الدول الکبرى من أجل تحقيق أهداف و غايات خاصة على حساب أمن و استقرار المنطقة و على حساب مصالح شعوبها.
نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي يسير بإتجاه تحسين علاقاته مع الدول الکبرى وفي مقدمتها الولايات المتحدة الامريکية و يقدم مابوسعه من تنازلات و”إنبطاحات”٬ لکنه وعلى العکس من ذلك تماما يقوم بالسعي لفرض هيمنته و نفوذه على دول المنطقة بمختلف الطرق و يبيح لنفسه حتى إشعال نار الفتنة الطائفية و المذهبية التي تحصد مئات الالوف من النفوس من أجل تحقيق أهدافه على حساب هذه الشعوب٬ وإننا نعتقد بإنه قد آن الاوان و جاء الوقت المناسب الذي يمکن من خلاله لدول المنطقة أن تبادر الى إتخاذ مواقف مناسبة(حازمة و صارمة)من طهران٬ والتي يجب أن تکون في طليعتها الاعتراف بتطلعات و نضال الشعب الايراني و مقاومته الوطنية من أجل الحرية و الديمقراطية و التغيير.
بـ قلم : مثنى الجادرجي