ناصر العتيبي:مازال المراقبون السياسيون في حيرة من أمرهم من ازاء حضور الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد مؤتمر القمة الخليجي في الدوحة.
وتختلف الآراء حول هذا الموضوع. رأي يقول ان نجاد حضر بمبادرة قطرية ادهشت قادة مجلس التعاون الخليجي, فقد وجه الدعوة له رئيس وزراء قطر الشقيقة الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني.
ورأي يقول: إن إيران هي التي التمست من قطر دعوة نجاد بحضور القمة, وان الدوحة وجهت الدعوة له بعد ان استشارت قادة دول مجلس التعاون الخليجي, ولكننا مازلنا نلمس ازدواجية في الخطاب السياسي الايراني. فقد كرر نجاد في كلمته »الخليج الفارسي«.. من دون مبرر, كما لم يذكر اي شيء حول قضية الجزر الاماراتية, التي مازالت ايران تحتلها وهي طنب الصغرى وطنب الكبرى وأبو موسى.
ومازال موضوع البرنامج النووي الايراني, محيرا ولا نعرف لماذا تصر دولة غنية بالنفط والغاز الطبيعي على البرنامج النووي وهي تمتلك مصادر ضخمة من الطاقة, وقد حاولت ايران تهديد اسرائيل ملمحة الى ان اسرائيل هي عدوتها. ولكن الحقائق على ارض الواقع تثبت عكس ذلك, فإيران لم تشترك في أي حرب ضد اسرائيل. بل ان الدول العربية هي التي حاربت كما لا توجد حدود مشتركة بين ايران واسرائيل أو أي قضايا معلقة بينهما, بل التقارير الغربية تشير الى علاقات خفية بين ايران واسرائيل بدأت منذ الحرب العراقية- الايرانية, حيث زودت اسرائيل ايران بالاسلحة وقطع الغيار لتمكنها من مقاومة الجيوش العراقية وديمومة الحرب واستنزاف الدول الخليجية واجبارها على انفاق بلايين الدولارت, على الاسلحة لحماية نفسها ومخزونها النفطي والغازي وسيادتها الوطنية, فاذا كان البرنامج النووي الايراني لا يشكل خطراً على اسرائيل فما سر اصرار ايران عليه? هل هو السلاح الذي تحاول ايران استخدامه للهيمنة على دول الخليج العربي? هل تحاول ابتزاز الدول الخليجية الصغيرة كي تخضع لمقولتها وسياساتها وتطرفها الديني والسياسي والفكري والسلوكي? هل لإيران مآرب اخرى عن برنامجها النووي?
هل هناك تنسيق بين ايران وقوى اخرى لتركيع الدول الخليجية او لمواجهة الوجود الاميركي في المنطقة? تلك بعض الاسئلة كنا نتمنى ان يجيب عنها نجاد, ولكنه لم يفعل.
up to you
حقيقة ما زلنا نجهل خفايا الدور الايراني في منطقتنا ولا ينبغي للاخرين ان يسلموا بكل ما يقال ويعتبروا انهم وضعوا ايديهم على الحقيقة, فالتقية الايرانية عميقة وباطنية وتحتاج الى عقول متمكنة لفك رموزها والى عمل متواصل لحماية امننا الخليجي. وسبر غور ايران يفاجئك كل يوم ويثبت انك مازلت جاهلاً بابعاد التقية الايرانية وما أصدق الإمام الشافعي حين قال:
كلما ادبني الدهر أراني ضعف عقلي
واذا ما ازددت علماً زادني علماً بجهلي
* كاتب كويتي
