المستقبل العربي – سعاد عزيز : خمسة عقود بالتمام و الکمال قد مرت على ميلاد منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة والتي عاصرت نظامين دکتاتوريين قمعيين تمرسا في إضطهاد الشعب الايراني و سلبه حرياته، بالاضافة الى إنهما شکلا هاجسين و کابوسين لدول المنطقة، هذه المنظمة التي صارت ندا قويا لهذين النظام بحيث کانت السبب و العامل الرئيسي في إسقاط أحدهما مثلما هي مستمرة في نضالها الدٶوب من أجل إتمام مهمتها بإسقاط الاخرى و إنقاذ إيران و المنطقة و العالم من شره.
خمسة عقود کاملة مرت على تأسيس منظمة مجاهدي و صفحات تأريخها الناصع يسجل بأحرف من نور مسيرة حافلة زاخرة بنضال دٶوب لم يتوقف ولو لوهلة واحدة من أجل الحرية و التغيير في إيران بما يناسب الشعب الايراني و يحقق آماله و طموحاته و أمانيه، والعالم کله قد شهد کيف إن هذه المنظمة قد قدمت أکثر من 120 ألف قربانا على ضريح الحرية و التغيير من أجل إيران ترفل بالامن و الاستقرار و العدالة الاجتماعية الحقة.
خمسة عقود من الصراع الدامي و الضاري ضد الدکتاتورية الرعناء و عدم الاستسلام و الاهتزاز أمام جبروت و غطرسة حکام الظلام و الظلم، والسير بمنتهى الثقة و الامل بالفجر الجديد الذي لابد أن يحتضن إيران ذات يوم مهما طال الزمن، وإن ماقد حققته هذه المنظمة من کشف و فضح لمخططات و دسائس الدکتاتورية و إيغالها في التآمر على سلام و أمن و إستقرار الشعوب من خلال تصدير التطرف الديني و الارهاب إليها و التدخلات السافرة و الوقحة في شٶونها بذرائع مختلفة.
خمسة عقود من بقاء هذه المنظمة بمثابة نبراس و شعاع يفضح کل دياجير و ظلمات الاستبداد الديني و يکشف للعالم کله مايدور داخل السجون الايرانية من إستباحة للکرامة الانسانية و الاستخفاف بها الى أبعد حد، و تبيان کيف إن الزنازين الايرانية صارت تکتض بأبناء الشعب الايراني حتى صاروا من ضيق المکان يتناوبون على التمدد و النوم.
خمسة عقود وهذه المنظمة تٶکد و تصر على التعايش السلمي بين الشعب الايراني و شعوب المنطقة کخيار و ضرورة إنسانية ملحة لابد منها، و على نبذ التدخلات في الشۆون الداخلية و الاخلال بالسلام و الامن و الاستقرار، خمسة عقود من مسيرة حافلة معطاء أکدت و أثبتت بإستحالة أن تدوم الدکتاتورية في إيران أو أية بقعة أخرى طالما کان هناك عشاق للحرية و فرسان شجعان صمموا على جعل أرواحهم على أکفهم من أجل تحقيق التغيير الحقيقي.