المستقبل العربي – سعاد عزيز : منذ أن نجح التيار الديني المتشدد في الاستيلاء على زمام الامور في إيران بعد الثورة الايرانية، عقب تمکنه من و بأساليب مختلفة و في ظروف خاصة من القضاء على معظم القوى الايرانية الاخرى التي شارکت في الثورة او إقصائها، فإنها إستغلت الکثير من الظروف و الاوضاع في داخل إيران و المنطقة من أجل تمرير سياساتها و مخططاتها، الى الحد الذي إنخدع بهذا التيار الذي إستغل الدين لمآرب و نوايا سياسية ضيقة قطاع عريض من شعوب المنطقة.
تطوران هامان حدثا في المنطقة و العالم، أثرا کثيرا على حسابات نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية و أوصلته الى حالة من الترنح و التخبط، حيث إنه وعلى أثر هذان التطوران إنکشفت أوراقه کاملا أمام شعوب المنطقة و فضحت حقيقة شعاراته المزيفة وهذا التطوران هما:
اولاـ أحداث الربيع العربي و التي کشفت کذب و زيف الشعارات البراقة التي خدع بها هذا النظام شعوب المنطقة لسنين طويلة عندما کان يٶکد بإنه يناصر الشعوب ضد النظم الدکتاتورية و الاستبدادية، لکن تإييده لنظام الدکتاتور بشار الاسد و تورطه في الاحداث السورية و تسببه في إستمرار النزيف السوري، دفت المنبهرين و المنخدعين به الى الانفضاض من حوله و شجبه و إدانته.
ثانياـ الاتفاق النووي الذي أبرم في اواسط شهر تموز الماضي، والذي تنازل فيه النظام عن شروط و خطوط حمر کان المرشد الاعلى علي خامنئي قد حددها سلفا، وهو الاتفاق الذي کشف أيضا کذب و زيف شعارات المعاداة ضد الولايات المتحدة الامريکية وزيفها جملة و تفصيلا، وهو ماجعل البعض من الذين کانوا مازالوا يراهنون على معاداة هذا النظام لواشنطن يصحون من غفوتهم و يدرکون ماهية و معدن هذا النظام.
هذان التطوران أثرا على نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية کثيرا و جعلاه في موقف و وضع لايحسد عليه، حيث إنه و بناءا على الکثير من التحليلات و وجهات نظر المختصين بالشٶون الايرانية، قد أوصل طهران الى حالة ضعف و تداع غير مسبوقة و صار النظام بحاجة للکثير من الجرع و الحقن المنشطة کي تعيد إليه بعضا من حيوية و قوة أمسه، لکن من الواضح أن هذا التطوران اللذين ساهما ليس بضعف النظام فقط وانما أيضا إفلاسه أيضا فکريا و سياسيا، يعدان الارضية بالضرورة لتطور ثالث وهو الاهم و الاکثر تأثيرا في المنطقة، ونقصد به التغيير في إيران و الذي صار مطلبا ملحا للشعب الايراني قبل غيره، ذلك إن هذا النظام قد أسقط بيده ولم يعد بإمکانه الاستمرار بهذه الصورة المتضعضعة الهشة طويلا، وان العد التنازلي للتغيير الذي طالما إنتظره و تطلع إليه الشعب الايراني طويلا، قد بدأ وماقد بشرت به السيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية، طوال الاعوام الماضية، قد حان موسمه ولامناص من ذلك أبدا لأنه بمثابة الضربة القاضية التي تهد و تحطم کل قوائم و رکائز النظام.