الجمعة, 28 مارس 2025

مريم رجوي الرئيسة الجمهورية لإيران المستقبل

مريم رجوي

اجتماع إيران حرة 2023: إلى الأمام نحو جمهورية ديمقراطية

المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية

ماتثير الإعجاب بشأن مجاهدي خلق

رژيممسعورو الحرس الثوري يهاجمون سفارتنا

مسعورو الحرس الثوري يهاجمون سفارتنا

 Imageفي ايران لا يتحرك الناس هكذا من قناعاتهم ليعبّروا عن مواقفهم وآرائهم بحرية. فلو كان الامر كذلك لما ذهب مائة من مسعوري الحرس الثوري ليتظاهروا امام السفارة الاردنية ويكسروا زجاجها احتجاجاً على مؤتمر السلام في انابولس.. ولكانت الاولويات آنذاك مختلفة وكنّا نرى الألاف تنزل الى الشوارع تطالب بوقف مداهمات البيوت والمراكز واعدام النساء على الشبهة . ولكان يمكن للمثقفين ان يبدوا رأياً في النظام الديني الاستبدادي الذي ينصب رجلاً على راسه ليكون معصوما

عن الخطأ ويعطيه الولاية المطلقة التي تجعله في مصاف الانبياء. ولكان الشعب الايراني تدفقت ايضا قواه الشابة تسأل عن عوائد النفط الضخمة وفروق اسعارها والتي تتسرب بنسبة منها لدعم حركات دينية واصولية وحتى سياسية غير دينية في اكثر من منطقة في العالم من اجل ان يظل ”الملالي” حكام ايران وقد احكموا قبضتهم على الشارع الايراني وقد استقووا بهذه السياسة..
مليارات الريالات الايرانية التي يحتاج اليها الشعب الايراني والتي تتدفق للخارج على شكل اموال تدعم تنظيمات وخلايا سرية وافشال احزاب لانجاح اخرى واستعمال اسلوب المكائد والجواسيس حتى يبقى حكام ايران يصدرون الازمات للخارج ويشغلون المواطنين بصراعات خطرة قد تؤدي بمستقبل ايران كلّه..
اكثر من 20% من الايرانيين عاطلون عن العمل واكثر من هذه النسبة لم يحصلوا على خط هاتف او تلفزيون او حتى مواصلات او علاج . وهناك اعراق وقوميات مطاردة لا يعترف بلغتها او ثقافتها في سبيل ان يظل 40% من الايرانيين وهم الفرس يحكمون بقية الشعوب الاخرى كالبلوش والعرب والاذربيجانيين وغيرهم..
ايران التي تشغل قيادتها (التي تحكم باجهزة المخابرات والحرس الثوري) شعبها في قضايا ليست في اولوياته وتسبب له كل هذا العداء الخارجي والتحريض من الخارج والتجويع في الداخل وحرمان المؤسسات التعليمية من ابسط وسائل التطور التكنولوجي وحتى من البنى التحتية .. انما تعمل ذلك لتطيل عمر هذا النظام الذي يرفع شعارات اسلامية ليأكل بها في رأس العرب والمسلمين حلاوة وهو يخفي طموحاته التوسعية الموروثة من زمن الشاة والتي ظلّت تمثل اطماعاً فارسية وشاهنشاهية..
ما الجديد في العلاقات الاردنية الايرانية.. ؟ هذه العلاقة لم يسع الاردن لتعكيرها ولكن سياسة الملالي المعبّر عنها بتداخلات سافرة في العراق يعرفها القاصي والداني وفي لبنان من خلال تقسيم المجتمع اللبناني وتحريض احزابه وطوائفه وقواه السياسية على بعضها البعض وفي اليمن من خلال حركة الحوثي وحتى خلايا التشييع الايراني في مصر وعديد من البلاد العربية وحين لم تستطع ايران اختراق الامن الوطني الاردني استخدمت فصائل فلسطينية كحماس والجهاد الاسلامي وتسربت ايضا الى غزة فيما عرف باكتشاف خلايا ومدربين في جامعة غزة عشية انقلاب حماس على السلطة حيث رهنت ايران جزءاً من القرار الفلسطيني وحتى من خلال العبور في منطقة رفح..
ايران التي ازعجها التحرك الاردني الاخير لرص الصف العربي والعمل على استعادة سوريا لموقفها في العمل العربي المشترك ودورها الرائد فيه جعل ايران تدرك انه قد اسقط في يدها وان حليفاً هاماً ارادت به اختراق الصف العربي وان يكون حصان طراودة لها قد جرى معاودة قيامه بدوره العربي سواء في مسيرة السلام او في مسيرة التعاون والتكامل العربيين..
صحيح ان العلاقات الايرانية والاردنية قد انهارت منذ انقلاب الخميني على الشاه عام 1979 وقد بدا الانقلاب بتصدير الثورة وافكار خطيرة للمنطقة تصدى لها الاردن لحماية شعبه ومعتقده الاسلامي المعتدل . وقد ظل الملك الراحل الحسين بن طلال طيب الله ثراه يحذر من مغبة التوسع الايراني واجتياح البوابة الشرقية للوطن العربي فكان وقوف الاردن ومعظم العرب الى جانب العراق في الحرب العراقية الايرانية التي طالت والتي استطاع فيها النظام العربي ان يستثمر مالاً وجهداً لمنع تصدير الثورة التي كان يمكن ان تعصف بكل المنطقة وتلغي هويتها القومية .. وحتى نظامها العربي..
الاردن حاول ان تكون علاقاته مع ايران طبيعية مقابل ان تكف ايران عن سياساتها الآخذة في التدخل في شأن دول الاقليم وفي هذا السبيل قام الملك عبد الله الثاني بزيارة لطهران عام 2003 كانت الاولى من نوعها لملك اردني منذ حكم الشاه رضا بهلوي اذ ان الملك الراحل زار ايران بداية السبعينيات . وظل الاردن على موقفه من تصدير الثورة الايرانية ومن التدخل ورغم ان عمان تبادلت السفراء مع طهران بعد تلك الزيارة والتي اعقبتها زيارة للملكة رانيا العبد الله تضامناً من الاردن مع الشعب الايراني المنكوب في زلزال مدينة(بم) مطلع عام 2004 لكن هذه العلاقات عاودت الانتكاسة لمزيد من التدخل الايراني في الشأن العراقي والعربي مما دفع الملك عبد الله الثاني للتحذير من (الهلال الشيعي) بالمعنى السياسي لا الطابع الديني وهو التحذير الذي عملت ايران على قلبه وتوظيفه بشكل سيء واستفزازي والاردن الذي رأى وعاش ما فعلته التدخلات الايرانية في لبنان وفلسطين وقد ظل حريصاً على وحدة الصف العربي وتوافقه وتراصه سعى لدى سوريا الشقيقة قبل ايام حين زار الملك عبد الله الثاني دمشق والتقى الرئيس الاسد وهي الزيارة التي نجحت بامتياز في الوقوف الى جانب سوريا وفي وقوف سوريا الى جانب العرب ليكونوا اكثر تضامناً في مشوار السلام الذي تحتاجه سوريا لاسترجاع حقوقها في الجولان ..
المبادرة الاردنية استفزت ( ملالي) طهران الذين حركوا زبانيتهم ومجنديهم لتكسير زجاج السفارة الاردنية والاعتداء عليها.. مما استوجب استدعاء السفير الايراني في عمان امس وابلاغه رسالة واضحة بان الاردن لا يقعقع له بالشنان ولا يغمز جانبه كتغماز التين وانه يفضح النوايا المبيته ويتصدى لها ويدينها بشجاعة..
ايران بحاجة الى حكم راشد يراعى مصالح شعبها ويوقف تبديد ثرواته والى قيادة حريصة توقف التعبئة والتحريض العالمي على شعب مغلوب على امره جرى الصاقه بتهم ومشاريع يمكن ان تقضي على مستقبله ومستقبل ابنائه .. فهل ينتبه الايرانيون لذلك . وهل يكفوا عن استمراراللعب بالنار والتدخل في شؤون الاخرين..
هل عرفتم الان لماذا قام اتباع الحرس الثوري العاطلون عن العمل والمدرجون في قوائم الارهاب بضرب السفارة الاردنية بالحجارة والاعتداء عليها؟..
سلطان الحطّاب