بحزاني – علاء کامل شبيب: لايمکن التصور بأن يوم الجمعة الثالث من تموز الجاري قد مر کيوم عادي على نظام الجمهورية الاسلامية خصوصا وانه شهد أعنف هجوم فکري ـ سياسي من نوعه من جانب زعيمة المعارضة الايرانية مريم رجوي، حيث فندت خلاله کل الاسس و المرتکزات الفکرية التي تستند عليها أطروحة نظام ولاية الفقيه وطارحة في نفس الوقت الاسس و المرتکزات البديلة التي تٶمن بها المقاومة الايرانية کمبادئ اساسية للإسلام الديمقراطي المتسامح و المنفتح على الآخر و المتقبل له و المتعايش معه.
طوال أکثر من ثلاثة عقود، والمقاومة الايرانية تٶکد من خلال بياناتها و نشراتها و أدبياتها المختلفة على أن نظام الجمهورية الاسلامية يمثل بٶرة التطرف الاسلامي و مرکز تصديره لدول المنطقة، وعلى الرغم من أن طهران قد عملت على فرض حالة من الحصار و التعتيم السياسي و الاعلامي الاستثنائي على المقاومة الايرانية، غير أن الاخيرة و بفضل القيادة الحکيمة و الرشيدة للزعيمة مريم رجوي، نجحت ليس فقط في تخطي و تجاوز هذا الحصار وانما حتى حطمتها و بددتها و جعلتها أثر على أثر، و فضحت و کشفت النقاب الافکار و المبادئ السامة و المشبوهة لهذا النظام و تأثيراتها السلبية على شعوب و دول المنطقة و العالم.
خلال المٶتمر الذي أقامته المقاومة الايرانية في الثالث من تموز المنصرم في باريس تحت عنوان(رسالة الاسلام هي الديمقراطية و التسامح في وجه التطرف و التزمت)، طرحت السيدة رجوي الخطوط الاساسية للإسلام الديمقراطي المتسامح الذي دأبت المقاومة الايرانية على طرحه و الدعوة إليه، حيث لخصته في خمسة مبادئ اساسية هي:
1 ـ اننا نرفض الدين القسري والإجبار الديني، الحكومة الاستبدادية تحت يافطة الاسلام وأحكام شريعة التطرف، وتكفير أصحاب الرأي الآخر سواء كانوا باسم الشيعة أو السنة هي ضد الاسلام والسنة المحمدية السمحاء.
2 ـ من وجهة نظرنا فان جوهر الاسلام هو الحرية؛ التحرر من أي نوع من الإجبار والتعسف والاستغلال.
3 ـ نحن نتبع الاسلام الحقيقي أي الإسلام المتسامح الديمقراطي؛ الاسلام المدافع عن السلطة الشعبية والاسلام المدافع عن المساواة بين المرأة والرجل.
4 ـ نحن نرفض التمييز الديني وندافع عن حقوق اتباع جميع الديانات والمذاهب.
5 ـ اسلامنا هو التآخي بين كل المذاهب. الصراع الديني والفرقة بين الشيعة والسنة هو ما فرضه نظام «ولاية الفقيه» لاستمرار خلافتها اللااسلامية واللاانسانية.
التمعن في هذه النقاط و التدقيق فيها من مختلف الجوانب، توضح بأن السيدة رجوي، قد فرضت حصار فکري ـ سياسي فريد من نوعه على النظام و أطبقت على أفکاره و مبادئه و منطلقاته الاستبدادية الظلامية القمعية التي شوهت و تشوه الوجه الناصع و المشرق للإسلام.