المستقبل العربي – سعاد عزيز: بائسة و يائسة و تدعو للشفقة تلك المحاولات المستميتة التي يبذلها قادة و مسٶولوا الجمهورية الاسلامية في إيران من أجل تبرير حرکات الاحتجاج المستمرة في مختلف أنحاء إيران، حيث لاتمر فترة إلا ونشهد فيها إضرابات او تظاهرات او مواجهات و إضطرابات و المهم في کل ذلك هو انها لاتختص بمنطقة او مجموعة مناطق محددة وانما بسائر أرجاء إيران، بمعنى أن إيران ککل تشهد هذه الحالات، وان روح و نبض الثورة الذي بات يعتمر في عروق الشعب الايراني الذي صار يطمح و بإصرار للتغيير هي الحقيقة التي يسعى القادة و المسٶولون في طهران للإلتفاف عليها و تحريفها.
حصيلة حکم إستبدادي قمعي لأکثر من ثلاثة عقود، قد تمخض و إنعکس في واقع مرير حيث يعيش أکثر من 80% من الشعب الايراني تحت خط الفقر و هناك أکثر من 12 مليون جائع الى جانب جيش کبير من العاطلين تجاوز 26% و إزدياد نسبة التضخم و تصاعد الادمان على المواد المخدرة الى الحد الذي نجد فيه هناك قرابة 11 مليون عائلة إيرانية مدمنة، هذا الى جانب فساد فريد من نوعه يستشري في مختلف مفاصل الجمهورية الاسلامية الايرانية، وان شعبا قد وصل الحال به الى أسوء مايکون ليس بغريب او عجيب عليه أن يبدر منه کل هذه الحرکات و النشاطات الاحتجاجية المستمرة.
هذه الاوضاع الوخيمة التي يعاني منها الشعب الايراني تأتي کما هو واضح من جراء السياسات الفاشلة و غير الحکيمة للسلطات الايرانية، وان التقارير المختلفة التي تفصح عن جوانب من تلك السياسات و تداعياتها السلبية، تثبت بأن الشعب الايراني هو في الحقيقة الضحية الرئيسية لتلك السياسات، ومن المهم أن نشير هنا الى ماقد جاء في المٶتمر الصحفي الذي عقده مٶخرا الدکتور سنابرق زاهدي، مسٶول لجنة القضاء في المجلس الوطني للمقاومة الايرانية حيث نقل فيها عن جهانغيري النائب الاول لحسن روحاني، بأن هناك 700 مليار دولار من ثروات الشعب الايراني ذهبت الى الصين وکانت سببا لتوفير مجالات عمل للشباب الصيني، في الوقت الذي نجد فيه بطالة واسعة جدا تنهش بالشباب الايراني، کما أن الدکتور زاهدي أشار أيضا الى معلومة غريبة من نوعها بخصوص أن حجم البضائع و الحاجيات المهربة الى إيران لحساب الزعماء و قادة قوات الحرس و الآخرين من المحسوبين على النظام يعادل أکثر من 20 مليار دولار سنويا، وهذا المبلغ أکثر من الميزانية المخصصة للبناء في الدولة!
وکالة أنباء مهر المقربة من السلطات الايرانية قالت وهي تسعى للبحث في أسباب و عوامل الاضطرابات التي تسود في إيران بأن” مجاهدو خلق هم الواقفون على حد السيف والساعون إلى تأجيج النار”، في حين أن مواقع حکومية تقول بمنتهى الضجر بأن” مجاهدي خلق هم الذين أشعلوا فتيل أحداث مهاباد”، وحتى في هذا التبرير نرى فيه أيضا مايثير الشفقة أيضا، لأن منظمة مجاهدي خلق لم تخفي يوما موقفها المبدئي من النضال من أجل الحرية و التغيير و کونها حاضرة دائما في الساحة، وان روح و نبض الثورة و الانتفاضة التي تعتمر في داخل نفوس و قلوب الشعب الايراني، هو روح و نبض الثورة الذي إعتمر و يعتمر دائما في عروق عشاق الحرية و التغيير في منظمة مجاهدي خلق.