دنيا الوطن – ليلى محمود رضا: تدور الشکوك و التوجسات على مختلف الاصعدة بخصوص إمکانية التوصل لإتفاق نهائي نموذجي بين مجموعة 5 +1 و إيران، خصوصا وان الاخيرة قد سبق لها وان تنصلت من الالتزامات التي کانت مطلوبة منها بموجب الاتفاق الذي تم إبرامه بشأن برنامجها النووي عام 2004، مع وفد الترويکا الاوربية(بريطانيا، فرنسا، ألمانيا و النمسا).
الاعتراضات و الانتقادات التي وجهها روبرت جوزيف، مساعد وزارة الخارجية الامريکية للحد من التسلح و الامن الدولي و خبير الحد من التسلح النووي سابقا، بشأن إتفاق الاطار(إتفاق لوزان)، و الاتفاق النهائي المزمع توقيعه قبل حلول الاول من تموز/يوليو القادم، عند إستضافته من قبل موقع IranFreedom، ضمن جلسة أسئلة و اجوبة، أماطت اللثام مجددا عن الثغرات العديدة و المختلفة في جدار المفاوضات النووية و عدم إمکانية الوثوق بتعهدات و إلتزامات طهران في حال الاتفاق و ضمانها.
جوزيف الذي أعلن عن تإييده لتشکيك المعترضين على الاتفاق کشف أيضا عن تحفظاته بهذا الخصوص من مختلف النواحي، معربا عن إستيائه للعديد من التفصيلات المتعلقة بإتفاق لوزان الذي من المنتظر أن يمهد الطريق للإتفاق النهائي في 30 يونيو، وأشار الى رفض إيران بأن لايسمح لها بالاحتفاظ بجزء کبير من البنية التحتية للتخصيب النووي بما في ذلك منشأة محصنة في موقع فوردو، الى جانب حقيقة أن الاتفاق المزمع لايمنح أية خصوصية لدخول المفتشين للمواقع النووية المعلنة، وکما نرى فإن هذا المسٶول يضع يده على نقاط ذات أهمية و إعتبار و مدلول خاص تميط اللثام عن المستقبل الغامض في حال التوقيع على الاتفاق بالسياق الحالي.
طوال مناقشة يوم الاربعاء الماضي، وعلى مدار ساعة کاملة، أکد روبرت جوزيف مرارا و تکرارا بأن تقييمه للمفاوضات الجارية يقوده للإستنتاج بأنه لن يکون هناك آليات للتحقق الفعال لإمتثال إيران لإلتزاماتها بموجب الاتفاق، وان هناك الکثيرون الذين يشارکون جوزيف في تقييمه هذا، خصوصا إذا لم تکن هنالك آلية تعتمد على الحزم و الصرامة في إجبار طهران للإذعان و الامتثال لما هو مطلوب منها.
الملاحظة الاهم التي أشار لها جوزيف، هي أن نهج إدارة اوباما لإتفاق نووي يعتمد على وضع ثقتها في النظام الايراني، غير انه أصر على أن”الثقة ليست جزءا من المعادلة”، لأن طهران بالاساس لم تعد محل ثقة و يجب أن يکون هناك ضمان عملي بديل عن ذلك وإلا فلن يکون هناك من أي جديد تحت الشمس.