وكالة سولا پرس – ممدوح ناصر: “لا يمكننا ان نبقى صامتين في الوقت الذي نرى فيه قوى الشر و تحديدا داعش و الحكومة الإيرانية تقومان بتدمير الشرق الأوسط.”، هذا الکلام الخطير جاء على لسان العقيد ويسلي مارتين، الذي کان مکلفا بمهمة مکافحة الارهاب في العراق سابقا، وقطعا فإن هذا الرجل الذي کان بموقع و مسٶولية حساسة، فإنه لايطلق الکلام عبثا وانما هناك مايستند عليه.
الانتقادات المتتالية الموجهة للدور الايراني في المنطقة و کونها العامل الابرز و الاهم في زعزعة الامن و الاستقرار في المنطقة، تقترن مع ممارسات عملية على الارض من جانب قوات الحرس الثوري و تدخلاتها السافرة في الشٶون الداخلية لمختلف دول المنطقة، ولئن کان نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية يسعى منذ بداية تأسيسه لمد نفوذه في دول المنطقة و التدخل في شٶونها، لکن لم يتهيأ لها من فرصة ذهبية نادرة نظير الاحتلال الامريکي للعراق حيث إستغلت ذلك الى أبعد حد و قامت على مرئى و مسمع من إدارة الرئيس اوباما، بجعل العراق قاعدة و منطلق نفوذ له للتدخل في الدول الاخرى للمنطقة.
صحيح و واقعي ماقاله العقيد مارتين من أن داعش و إيران يقومان بتدمير الشرق الاوسط، لکن الاصح هو أن الدور الايراني أخطر بکثير من دور داعش، ومن المفيد و المناسب جدا هنا أن نلفت الانظار الى ماقد أکدت الزعيمة الايرانية المعارضة مريم رجوي عند الاحتلال الامريکي للعراق عندما قالت بأن إزدياد نفوذ نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية في العراق هو أخطر مائة مرة من البرنامج النووي، وان مصداقية هذا الکلام يتأکد للعالم يوما بعد يوم و يثبت بأن السيدة رجوي قد أکدت هذه الحقيقة بناءا على قراءة دقيقة و علمية للأوضاع في العراق من حيث الدور السلبي الذي سيٶديه نفوذ طهران.
المنطقة الان منهمکة بثلاثة حروب طاحنة، واحدة في العراق و الثانية في سوريا و الثالثة في اليمن، ولإيران دور مباشر و استثنائي في هذه الحروب الثلاثة، بل ومن المتوقع لو لم يتم تدارك الامور أن تکون هنالك حروبا أخرى لأن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية وکما أکدت السيدة رجوي مرارا، هو نظام يعيش و يستمر على تصدير التطرف و إثارة القلاقل و الازمات و المشاکل هنا و هناك، ولو تسنى الامر لمنعه من القيام بذلك فإنه لن يستمر بعد ذلك أبدا.