علاء کامل شبيب – (صوت العراق): بدأت الهالة المزيفة و المفتعلة على إتفاق لوزان او”الاتفاق الاطار”، الذي تم إبرامه بين مجموعة 1+5، و إيران، تنقشع و تزول رويدا رويدا مع مرور الايام و صارت الامور تتوضح و تنجلي أکثر فأکثر بشأن هذا الاتفاق و کيف أن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية قد قدم تنازلا فاضحا يتعارض مع ماقد أعلنه سابقا بشأن عدم موافقته على إتفاق يتضمن رفعا تدريجيا للعقوبات، حيث أن الوفد المفاوض قد وقع فعلا على قبوله برفع تدريجي للعقوبات وهو مايعني بأن طهران قد سلمت زمام أمرها للدول الکبرى و فتحت الباب على مصراعيه أمام مرحلة جديدة من الواضح بأنها ليست في صالحها أبدا.
تأکيد الرئيس الايراني حسن روحاني، بأن”إيران تطالب برفع كل العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها في اليوم الأول من تطبيق اتفاق مع القوى الكبرى حول ملفها النووي”، مشددا على انه”لن نوقع أي اتفاق إذا لم تلغ كل العقوبات في يوم دخوله حيز التنفيذ”.، وهو مايمکن إعتباره تطورا هاما و ذو مغزى خاص يبين کيف أن طهران سعت ومنذ اليوم للقفز على الحقائق و التمويه عليها، إذ أن الوفد الذي وقع على الاتفاق بعلم و إتفاق ليس روحاني وانما حتى المرشد الاعلى للنظام علي خامنئي، يريد اليوم أن يبذل جهدا ما بإتجاه تغيير مسار الاتفاق و الحصول على إمتياز او ثمة مکسب يغطي على موقفهم هذا أمام الشعب الايراني الذي خدعوه بأن أکدوا بأنه يتضمن بندا لإلغاء کافة العقوبات منذ اليوم لتطبيقه وهو أمر مناف و مخالف للحقيقة.
طوال 12 عاما من المحادثات المستمرة بين الدول الکبرى و طهران، والذي بذلت الاخيرة وعلى الدوام جهودا حثيثة و مختلفة من أجل تحقيق هدفين مهمين هما:
اولاـ توظيف عامل الوقت و إستغلاله لصالحها من أجل المضي بالبرنامج النووي خطى أکبر نحو صنع القنبلة النووية.
ثانياـ خداع و إيهام المجتمع الدولي بأن إيران ليست لديها نوايا للحصول على أسلحة ذرية، وانها تريد من خلال التفاوض حسم الملف النووي.
لکن وطوال الاعوام ال12 الماضية لم تتقدم إيران خطوة عملية واحدة بإتجاه إيجاد حل لملفها النووي وانما کانت تسعى دائما للهروب الى الامام و التمويه على أساس المشکلة و جوهرها حتى أضنتها العقوبات و هبوط اسعار النفط و أوضاعها الداخلية الوخيمة لتجبرها رغما عن أنفها للجلوس على طاولة المفاوضات و تقديم تنازلين غير مسبوقين من جانبها للدول الکبرى، الاول کان بتوقيعها لإتفاق جنيف المرحلي في نوفمبر/تشرين الثاني من عام 2013، والثاني کان بتوقيها لإتفاق لوزان الاخير، وهذين التنازلين قد دشنا لمرحلة و عهد و موسم جديد بدأت فرص الهروب للأمام التي طالما کانت طهران تجيد ممارسته تنعدم و صارت طهران أمام الامر الواقع وباتت قاب قوسين او أدنى من إجتراعها لکأس السم النووي الذي سيکون کارثيا هذه المرة بالنسبة للنظام الذي بني على أساس الدين و تم إعتماد البرنامج النووي کدعامة و ضمانة اساسية لبقائه و إستمراره.